تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أدب العلماء]

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 10 - 2006, 01:42 م]ـ

كان هناك رجلاً كسب بعض المال من طريق غير مشروع وأراد أن يكفر عن ذنبه فذهب إلىحاجي بيكتاش (وهو رجل دين مشهور في تركيا) وعرض عليه أن يتبرع ببقرة لجماعته فرفض الرجل وقال هذا مال حرام لانأخذه فخرج من عنده وذهب إلى جلال الدين الرومي (وهو رجل دين مشهور أيضاً في تركيا) وعرض عليه أن يتبرع لهم ببقرة،طبعاً بعد أن شرح له طريقة الكسب، فقبل منه البقرة، فما كان منه إلا ان قص عليه ما حصل له مع حاجي بيكتاش فرد عليه بأننا نحن نشبه الطائر الصغير وأن حاجي بيكتاش هو كالنسر لايأكل الجِيَف وهو لايأخذها منك وقررأن يرجع إلى حاجي بكتاش وقص له ماحدث له مع الرومي فما كان من حاجي بيكتاش إلا ان رد عليه قائلاً:

بأننا نحن عبارة عن حومة ماء صغيرة أي لطخة تظهر فيها مباشرةً ولكن جلال الدين الرومي هو محيط كبير فلا يظهر عليه أثر اللطخات الصغيرة. ويستطيع أن يأخذها منك.

ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 10 - 2006, 06:08 م]ـ

بسم الله

السلام عليكم

جزاك الله خيرا أخي الشمالي على هذه المشاركة.

ولكن هل أخذ المال الحرام على سبيل التبرع، مع العلم بكونه حراما متعينا، جائز أم لا؟، لأن الحرام هنا متعين، فالرجل قد اشترى البقرة من مال حرام خالص، باعترافه، فلا شبهة اختلاط هنا، بين الحرام والحلال، تبيح الأكل من لحم هذه البقرة؟

وقد أشرت في مشاركتك الكريمة: إلى "الحاج بيكتاش"، ولا أدري إن كان هو "الحاج بيكتاش" رئيس الطريقة البيكتاشية الصوفية، أم لا، فإن كان هو، فالرجل يعتبر بمثابة الأب الروحي لجماعة "الإنكشارية العثمانية"، أو: جماعة الجيش الجديد، التي دوخت جيوش أوروبا في القرون الوسطى، ولكن هذه الفرقة معروفة بالتصوف الغالي، إلى حد جعل بعض المؤرخين ينعتها بكونها طريقة نصيرية باطنية، ومعلوم ما في هذه النعوت من قدح فاحش في أصل الاعتقاد، والله أعلم بحقيقة الناعت والمنعوت.

وكذا جلال الدين الرومي، فهو من المنتسبين للطريقة "المولوية"، وهي طريقة ظهرت في القرن السابع الهجري عندكم في "تركيا" الحبيبة.

ولا أقصد القدح في مشاركتك أو الحط من شأنها، عياذا بالله، ولكنا، أنت وأنا وإخواني الكرام، نقبل الحق من كل من جاء به، فإن كان عند القوم حق قبلناه، وإن كان غير ذلك رددناه، وناقشناه مناقشة هادئة بعيدة عن الصخب، فما حيرني في البداية، كما ذكرت لك، هو مدى مشروعية هذا الفعل أساسا، بغض النظر عن تفاصيل القصة.

والصوفية، بحر واسع، لا يقبل كله، ولا يرد كله، ونحن معهم ما بين:

إفراط، كما هو حال البلاد التي انتشرت فيها الطرق الصوفية كـ "تركيا" و "مصر" و "الجزائر" و "المغرب" و دول غرب إفريقية، إذ يتغاضى الكثير منا عما وقع فيه القوم من بدع وشركيات وخزعبلات بحجة أن ما يرتكبونه من مخالفات هو: "شطحات لا يؤاخذ صاحبها"، أو "موروث ثقافي أشبه بالفلكلور الشعبي" ....... الخ.

وتفريط، يرد كل حسنات القوم، فلهم، مع مخالفاتهم، مواقف مشكورة في الدفاع عن بيضة الإسلام، وخاصة في أيام الدولة العثمانية المجيدة، إذ كانت دولة الخلافة عندكم في "تركيا": حنفية صوفية، ولكنهم، وعلى غير المعتاد، كانوا صوفية مجاهدين، دوخوا الممالك الأوربية، وطرقت جيوشهم أبواب العاصمة النمساوية "فيينا" في الوقت الذي انحسر فيه المد الإسلامي من غرب القارة الأوربية بسقوط آخر قلاع الموحدين في "غرناطة الحبيبة".

وكان لهم كذلك أياد بيضاء في رد المحتل الإيطالي في "ليبيا"، والشمال الإفريقي، وإن تعاونت بعض فرقهم مع المحتل، كما هو حال "الدراويش" عندنا في مصر الذين احتفلوا مع "نابليون" بـ "المولد النبوي"!!!!!!، ولم يجدوا وسيلة لرد الغزاة سوى قراءة صحيح البخاري في الجامع الأزهر دون الأخذ بأي سبب من أسباب المقاومة.

وعند الحكم على الصوفية لابد من مراعاة الفارق المنهجي:

بين متقدميهم، كالجنيد وسليمان الداراني وابن أبي الحواري وسهل بن عبد الله التستري، رحمهم الله، فالقوم على اعتقاد سليم، وإن خالفوا في بعض الأمور العملية.

وبين متوسطيهم كـ: "الغزالي"، رحمه الله، الذي خلط التصوف ببعض الأفكار الفلسفية التي علقت بفكره خلال رحلته الطويلة في دراسة المذاهب المختلفة.

وبين متأخريهم، وإن شئت الدقة، "مخرفيهم"، كـ: "ابن عربي"، و "ابن الفارض"، و "ابن سبعين" الذي جاور بغار حراء طلبا للنبوة!!!.

فالقوم، كما تقدم، بحر واسع، لا يمكن إطلاق الحكم عليهم بالمدح أو الذم، وكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه، ومن أبرز الذين أنصفوهم، ونقدوهم نقدا علميا صحيحا، شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية، رحمه الله، على العكس المتداول بين كثير من الصوفية اليوم ممن يبغضون شيخ الإسلام، ولما يقرءوا نقده بعد، ولكنه التعصب في الحكم على المخالف دون مطالعة أقواله.

ولعل الله، عز وجل، أن ييسر بعرض طبقاتهم مع مناقشتها مناقشة موجزة، فالناظر المنصف لا يستطيع إنكار تأثيرهم الكبير في المجتمع المسلم وخاصة في العصور المتأخرة.

وفي هذا الرابط محاضرة قد تلقي مزيدا من الضوء على هذا الموضوع الثري.

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48375

وأعتذر عن الخروج عن الموضوع، ولكنه الحديث ذو الشجون.

والله أعلى وأعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير