تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قدوات حقيقية ... شبابنا عنها غافلون!!]

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 06:00 م]ـ

امتثالاً لطلبكم الكريم في هذا المنتدى المبارك وخاصة العزيز" أبو طارق "

فهاهي السلسلة ستنطلق بإذن الله تعالى وتوفيقه ثم ـ بمساعدتكم أيضاً ـ

سلسلة " قدوات حقيقية " ستكون مناسبة طيبة في نشر مانقرأه هنا وهناك عن سلفنا الصالح وكذلك بعض المعاصرين الذين كانت لهم مواقف عظيمة ثم ننقل ذلك إلى أخوتنا وأخواتنا في المنتديات وفي المدارس والنوادي وغير ذلك من أماكن تواجد الشباب ....

سأبدأ أنا وعلى أمل أن خطوة الألف قدوة قد بدأت والبركة فيكم ....

لن أبدأ بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بالخلفاء الراشدين الأربعة .. فهذا الأمر منتهي عند الجميع .. ولكن سأبدأ بمقتطفات هنا وهناك وفي الغالب لسلفنا الصالح ممن لايعلم عنهم أغلب شباب المسلمين ...

إن للقدوة الصالحة دور كبير في توجيه الناس وبناء المجتمع، فصفات الشخص القدوة يراها الناس فيتأثرون بها، ويتبعونه فيها؛ لأنهم رأوها صفات صالحة متميزة،

وتظل صفات الشخص القدوة مؤثرة كلما استحضرها الناس بين الحين والحين، وتكون حافزاً لهم إلى الصلاح والعمل والنجاح

هذه السلسلة بدأت لتبين للشباب القدوة الحقيقية من القدوة المزيفة أمثال جيفار وفولتير وكمال أتاتورك وقاسم أمين وهدى شعراوي وغاندي ومانديلا وبوب مارلي وتوباك وجموع المغنين والمغنيات والممثلين والممثلات وغير ذلك ...

لقد حرص الإسلام على استثمار هذه الوسيلة، ورفع من شأن من يستحقون أن يكونوا قدوة للمجتمع، ليهتدي الناس بهداهم، ويسيرون بسيرتهم، فجاءت آيات وأحاديث تحث على الاقتداء بأهل القدوة الصالحة.

والفقرات التالية كتبها أحد الأخوة ويدعى محمد سعد ـ بارك الله فيه ـ وبتصرف مني، فيها جميل التنسيق منه وقوة العبارات قال:

ولأن أمر القدوة خطير وعظيم، لما له من تأثير كبير في المجتمع، وفي الكبير والصغير والرجال والنساء، ولا سيما النشء والشباب؛ وضع الإسلام لنا صورة واضحة لمن يستحق أن يُرفع إلى مقام القدوة في الناس، ويستحق أن يهتدي الناس بهداهم، وبين لنا الصفات التي يجب أن تتوافر فيمن يتخذه الناس قدوة.

وأساس الصفات للشخص القدوة هو الإيمان والهدى والصلاح، وأولى الناس بتلك المكانة هم الأنبياء - عليهم السلام -، قال تعالى: "أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ" (الأنعام: 90).

"فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ": يقول - تعالى -ذكره -: فبالعمل الذي عملوا، والمنهاج الذي سلكوا، وبالهدى الذي هديناهم، والتوفيق الذي وفقناهم؛ اقتده يا محمد: أي فاعمل وخذ به واسلكه، فإنه عملٌ للَّه فيه رضا، ومنهاجٌ من سلكه اهتدى ... " (تفسير الطبري، سورة الأنعام).

وقال - سبحانه - يرشدنا إلى قدوتنا وأسوتنا لكي نسير على نهجه ونهتدي بهداه: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" (الأحزاب: 21).

وأرشدنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى نماذج من القدوة الصالحة في الدين، من الصحابة الكرام، لنتبع نهجهم ونستن بسنتهم، كما في حديث: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ" رواه أبو داود والترمذي، فوصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالراشدين المهديين إبرازاً لأساس القدوة فيهم، وهو أنهم أفضل الناس رشداً وهدى في الدين، ولذلك حث على الاقتداء بهم.

وأخرج الترمذي عَن حُذَيْفَة قَالَ: "كُنّا جُلُوساً عِنْدَ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إنّي لاَ أدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ فَاقْتَدُوا باللّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي. وَأَشارَ إِلى أبي بكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمّارٍ. وَمَا حَدّثَكُم ابنُ مَسْعُودٍ فَصَدّقُوهُ"، (سنن الترمذي، حديث رقم 3959، ورقم 1233 في السلسلة الصحيحة، المجلد الثالث).

كان الناس في الماضي يعرفون القدوة الصالحة بعلمه أو صلاحه أو حسن سمته وأخلاقه، وكان هذا هو المعيار والميزان في معرفة القدوة من غيره، ولذلك قلّ انخداع الناس بالقدوات المزيفة والمزورة في الماضي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير