["يهود" و "إسرائيليين" و "عبريين" و "صهاينة"]
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 11:04 ص]ـ
وهكذا أسمت نفسها " إسرائيل"
"إسرائيل " جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد
الجزء (1)
أسماء تعددت وتنوعت تلك التي تطلق على اليهود اليوم، والتي من أشهرها مسمى "يهود" و "إسرائيليين" و "عبريين" و "صهاينة" ... ورغم بساطة تلك الأسماء إلا أنها تحمل إشكالية معقدة ومختلطة في تفسير معانيها لتعدد إشارتها واستخداماتها، وكثير من الناس لا يعرف حقيقة هذه التسميات، فتجد البعضُ لا يطلقُ عليهم غير التسميةِ الأولى، و بعضٌ آخرُ يجمعُ معها الثانية، وثالثٌ: الثالثةَ، والرابعة ...
ولدفع هذا اللبس والإيهام جمعت شتات ما قيل عن تلك الأسماء ومعانيها وخلفياتها، حتى نعي الفرق بينها، وأبعاد تلك المسميات، ولماذا اختار اليهود المغتصبين لأرض فلسطين مسمى "إسرائيل"؟! وما هي الأسماء الأخرى التي تم طرحها؟ ولماذا استبعدت؟ وكيف وقع الاختيار على مسمى " إسرائيل" دون غيره؟ وما الأسماء التي يحاول اليهود تجاوزها واستبعاد نطقها؟
وقبل أن أبدأ بالإجابة أود أن أفرد لكل مسمى مقال مستقل لعله يقرب الصورة ويوضح المعنى، وسأبدأ بكلمة "اليهود" و" اليهودية":
اليهود:
اختلفت آراء اللغويين والمفسرين في أصل الكلمة التي اشتقت منها كلمة يهود وسبب تسمية اليهود بهذا الاسم. فمن قائل: أنها من (هاد) بمعنى رجع، سموا بذلك حين تابوا عن عبادة العجل، وقالوا إنا هدنا إليك أي تبنا ورجعنا.
وقيل إنها مشتقة من هاد يهود، فالهود: هو الميل والرجوع، لأن اليهود كانوا كلما جاءهم نبي أو رسول هادوا إلى ملكهم ودلوه عليه ليقتلوه.
ومن قائل: أن أصل كلمة يهود من (التهوّد) وهو الصوت الضعيف اللين الفاتر، وسموا بذلك لأنهم يتهودون عند قراءة التوراة.
وقال بعضهم: إنما سمي اليهود يهوداً نسبة إلى (يهوذا) – وهو رابع أولاد يعقوب عليه السلام – فعرّب هذا الاسم بقلب الذال دالاً فقيل يهود وأدخلت الألف واللام على إرادة النسب فقيل (اليهود).
وجاء في "مفصل العرب واليهود في التاريخ" صفحة / 529: "أنهم يرجعون إلى بقايا جماعة يهوذا الذين سباهم نبوخذ نصّر إلى بابل في القرن السادس ق. م، وهؤلاء سموا كذلك نسبة إلى مملكة ومنطقة يهوذا (931 - 586 ق. م)، و لم تستعمل هذه التسمية إلا في عهد مملكة يهوذا، لذلك فهي تسمية متأخرة ولا صلة لها بيهوذا ويعقوب، اللذين عاشا في القرن السابع عشر قبل الميلاد، و لعل (يهوذا) كانت اسم مدينة في فلسطين منذ عهد الكنعانيين، فبعد أن نزحت جماعة موسى عليه السلام إلى فلسطين تكونت مملكة يهوذا بعد عصر يعقوب وابنه (يهوذا) بحوالي ألف عام في منطقة يهوذا الكنعانية، فسميت باسمها، - كما فصلته في الباب الأول -، ثم انتشر استعمال اسم اليهود بعد السبي البابلي منذ القرن السادس للميلاد".
و قد ذكروا في القرآن بعدة عبارات، كما في قوله تعالى: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى .. " وقوله تعالى: "وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا "، والآيات في ذكرهم باسم اليهود كثيرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المجموع (20/ 64) في الآية الأولى: " فالذين آمنوا هم أهل شريعة القرآن، وهو الدين الشرعي بما فيه من الملي والعقلي، والذين هادوا والنصارى أهل دين ملي بشريعة التوراة والإنجيل بما فيه من ملي وعقلي .. ".
وذكر في المجموع (12/ 19) أن هؤلاء المذكورون في الآية، "الذين أثنى الله عليهم من الذين هادوا والنصارى كانوا مسلمين مؤمنين لم يبدلوا ما أنزل الله ولا كفروا بشيء مما أنزل الله، واليهود والنصارى صاروا كفاراً من جهة تبديلهم لما أنزل الله، ومن جهة كفرهم بما أنزل على محمد .. ".
وقد نبه الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود في رسالة له باسم "الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل" وفيها تحقيق بالغ أن "يهود" انفصلوا بكفرهم عن بني إسرائيل زمن بني إسرائيل، كانفصال إبراهيم عن أبيه آذر، والكفر يقطع الموالاة بين المسلمين والكافرين كما في قصة نوح مع ابنه. ولهذا فإن الفضائل التي كانت لبني إسرائيل ليس ليهود فيها شيء، ولهذا فإن إطلاق اسم بني إسرائيل على يهود يكسبهم فضائل ويحجب عنهم رذائل، فيزول التمييز بين "إسرائيل" وبين يهود المغضوب عليهم، الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة.
ولهذا يرى البعض أن لفظ اليهود هو اسم خاص بالمنحرفين من بني إسرائيل ... وهو لفظ أعم من لفظة "عبرانيين" و "بني إسرائيل" وذلك لأن لفظة يهود تطلق على العبرانيين وعلى غيرهم ممن دخل في دين اليهود وهو ليس منهم.
وفي الحقيقة أنه لا يستطيع أحد أن يجزم بتحديد التاريخ الذي أطلقت فيه هذه التسمية على بني إسرائيل وسبب إطلاقها، لعدم وجود دليل على ذلك لا من الكتاب ولا من السنة، وإنما بنيت الاجتهادات السابقة على تخمينات لغوية لا تقوم بها حجة.
غير أنا نستطيع أن نستنتج من الاستعمال القرآني لكلمة (يهود) أن هذه التسمية إنما أطلقت عليهم بعد انحرافهم عن عبادة الله وعن الدين الصحيح وذلك لأنه لم يرد في القرآن الكريم إطلاق اليهود على سبيل المدح، بل لم تذكر عنهم إلا في معرض الذم والتحقير، وإظهار صفاتهم وأخلاقهم الذميمة، والتنديد بكفرهم.
ولهذا نفى الله تعالى مزاعم اليهود في انتسابهم إلى إبراهيم وأبنائه الصالحين قال تعالى: "أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون" سورة البقرة /140. وجاء التحذير منهم واضحاً جلياً في كتاب الله تعالى: " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا … "سورة المائدة /82.
¥