تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تضاؤل المسؤولية .. أسباب وحلول]

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 08:32 م]ـ

[تضاؤل المسؤولية .. أسباب وحلول]

للإنسان في حياته أدوار شتى، ولكل دور منها مهامه وواجباته، فالأم دور والأب دور، والأخت دور، والطالب دور، والمعلم دور، وغيرها من الأدوار. والقيام بواجبات كل الدور وأداء مهامه والقيام بها حق القيام، هو ما يعرف بالمسؤولية، ويعرف صاحبها بالفرد المسئول ..

ونظرة خاطفة للواقع شاهدة على أهمية المسؤولية، لما ترتب على فقدانها عند الكثيرين اليوم من الانحطاط الفكري والاجتماعي بل والديني أيضاً، فالمسؤولية هي التي تدفع بصاحبها إلى الارتقاء، وغيابها يدفع به إلى النزول، وشتان بين الأمرين ..

قد هيئوك لأمرٍ لو فطنت له----فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ

غير أنّ الإنصاف يكشف وجود المسؤولية في واقعنا، ويرتفع عن القول بفقدانها التام، ولكن -كما أسلفنا- للإنسان أدوار عديدة، والكثير من يقوم بمسؤوليات بعضها على حساب البعض الآخر!، والقلة من تسير على المنهج السديد فيها، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (فأعطِ كلّ ذي حقٍ حقه).

ولو فتشنا عن أسباب تضاؤل نسبة المسؤولية، لوجدناه عدم إدراكها وقلة الوعي بأهميتها، ووجود معوقاتها أيضاً، وسأحاول الكشف في هذا المقال عن هذه الأسباب، لعلي أساهم -ولو بقدرٍ يسير- في زوالها وإماطتها عن دروب حياتنا ..

أما السبب الأول والثاني، فأمره بادٍ، ونستطيع إراجاعه إلى الاهتمام بصغائر الأمور عن جللها، وأما السبب الثالث، فالحديث عنه يطول، فمعوقات المسؤولية كثيرة، وسأورد بعضاً مما أرى -ونظرتي قاصرة- له أثر كبير، وشيوع كثير:

- الإغراق في اللهو والهزل، وغياب الجدية.

- مصاحبة البطالين.

عدوى البليد إلى الصحيح سريعةٌ----والجمرُ يوضع في الرماد فيخمدُ

- الوقوف على (روتين) معين، وعدم الرغبة في تغييره، تهرباً من المشقة المترتبة على ذلك.

إني رأيتُ وقوف الماء يفسده----إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطبِ

- الخوف من السير بطريق غير مألوف، والتعود على التبعية والإمعية.

- التشاؤم واليأس والإحباط من الواقع.

- التردد وضعف الهمة والحزم.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم----وتأتي على قدر الكرام المكارمُ

وتعظم في عين الصغير صغارها----وتصغر في عين العظيم العظائمُ- عدم القدرة على التكييف مع المستجدات بشيء من التعقل والتروي والأناة.

- الاستعجال في قطف الثمرة، وحصد النتائج.

- قلة الثقافة والمعرفة.

وبعد هذا العرض السريع لأسباب مرض اللامسؤولية، هلاّ نشمر سواعدنا لدفعه وصده قبل أن يستشري بنا، وتألفه أنفسنا، وما حيلة حينئذٍ ..

كتبته: قبة الديباج

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 08:37 م]ـ

أشكرك قبة الديباج على طرحك الجميل

ولي عوده لما سطرته أناملك الكريمة

تحياتي

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 08:45 م]ـ

الأخ الفاضل: مغربي ..

شَرُف موضوعي بمروركم ..

بارك الله فيكم .. وننتظر عودتكم ..

ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 09:15 م]ـ

أحسنتِ وأجدتِ

ولكن من يسمع ويعقل لينفض عنه درن التواكل, ويشمر عن ساعد الجد , وينهض ليلحق بمن جد واجتهد, وثابر.

بوركتِ أستاذتنا الفاضلة

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 09:53 م]ـ

بوركت مجددا

وأتداخل هنا مع طرحك الرائع 00

فالمسؤولية كمصطلح تعني ما تعنيه من أطر وتقاليد وتطرح ما تطرح من نواتج ومعطيات بدليل مطاطيتها، وتناولها بطرائق شتى 0

وثمة من يتعاطى مع مصطلح المسؤولية، بمفهوم آليات العقل، كـ (كانت) الذي أسس لمفهوم الوعي الناتج عن المسؤولية بقول فيه من الحقيقة الشيء الكثير، فقد نص على أن عملية التفكير هي أهم ما يمكن أن يكون بها الفرد / الإنسان، (أنا أفكر إذن أنا موجود) 0

وترتب على وعييه الوجودي، عمليات الفكر التي تصاحب الإنسان كفرد مسؤول له ما له من أدوار تصاحبها سياسة العقل وتدفعها سبل التفكير الجاد 0

ونظرة خاطفة للواقع شاهدة على أهمية المسؤولية، لما ترتب على فقدانها عند الكثيرين اليوم من الانحطاط الفكري والاجتماعي بل والديني أيضاً

نعم هي بلا شك نواتج ومعطيات للاوعي بقيمة الفرد كمسؤول، وبالتالي تفقده القدرة على أن يكون متعاطيا مع مجتمعه من خلال أدوار شتى تضعه في قائمة الوجود الإنساني 00

وثمة من تستغرقه اللحظة فيتصور المسؤولية وكأنها حبل حول عنق الفرد، لا يكاد يجد فكاكا منها 00 فيتصور وجود الآخرين من خلال وجوده 00 وما تلك النظرة إلا إستغراق في التصور الوجودي الحديث الذي يتزعمه لويس لا فيل الذي اعتمد الحس والشعور متمما بذلك مقولة (كانت) بالقول: " أنا أشعر إذن أنا موجود "!!

والكثير من يقوم بمسؤوليات بعضها على حساب البعض الآخر!

هنا معضل القضية التي تقول بمنطق (لافيل)، والتي تتماهي هي الأخرى في مقولة: (تكلم يا ولدي حتى أراك) والكلام فعل إنساني، يتجاوز مصطلحية الكلام بمعناها اللغوي إلى مصطلحية الفعل الإنساني وبالتالي الدور الإنساني أو الأدوار كما أسميتها قبة الديباج 0

ولا شك أن ثمة معوقات للمسؤولية كما ذكرت هنا إلا أن أغلبها تدور وتصب في الوعي الإنساني بدرجة كبيرة أزعم من خلالها أن الإنسان بلا فعل ذكرى إنسان 000 وليسمح لي هنا نزار قباني 0

تحياتي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير