[الحرب على الإسلام: الجوانب المعلنة والخفية]
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[16 - 11 - 2006, 10:06 ص]ـ
http://www.arabrenewal.com/index.php?rd=AI&AI0=18304
السيد زهره
الحرب على الإسلام: الجوانب المعلنة والخفية (3)
استراتيجية الحرب على الإسلام والمسلمين
* 15 مليار دولار على الأقل لاختراق العالم الإسلامي
* من هو “الملا برادلي” الذي يجهزونه لمواجهة “الملا عمر”؟
* سر الحرص الأمريكي على دعم وتشجيع الجماعات الصوفية
* هذه خططهم لاختراق الاعلام وتطويعه
* مشروع انشاء “مدارس اسلامية” بمواصفات أمريكية
* “تغيير الاسلام” اصبح قضية امن قومي أمريكي
في المقالات السابقة (الحلقة الأولى، الحلقة الثانية)، قدمت نماذج للدراسات والابحاث الكثيرة التي ظهرت في أمريكا في السنين القليلة الماضية، والتي تدعو لشن حرب على الإسلام وللتصورات التي تقدمها في هذا الاطار. هذه الدراسات، وغيرها كثير جدا، كانت تمهيدا لصياغة استراتيجية أمريكية رسمية لمحاربة الإسلام والمسلمين. وهذا هو ما حدث بالفعل.
في اواخر العام 2004 توصلت الادارة الأمريكية وبعد فترة من النقاش والاعداد الطويل والاجتماعات المكثفة لمختلف الاجهزة الأمريكية المعنية الى صياغة استراتيجية رسمية اطلقت عليها “استراتيجية اختراق العالم الاسلامي”. هذه الاستراتيجية تقوم في جوهرها وفي ابعادها على محاربة الإسلام كما سنرى.
كانت مجلة “يو اس نيوز اند وورلد ريبورت” الأمريكية المعروفة هي اول من كشف عن وجود هذه الاستراتيجية في تحقيق مطول نشرته في احد اعدادها في العام الماضي. المجلة كشفت بعضا من الابعاد الاساسية لهذه الاستراتيجية بناء على تحقيقات قام بها محرروها وامتدت لاشهر. وبعد ذلك توالت الموضوعات والتحليلات المنشورة التي تتحدث عن هذه الاستراتيجية وتكشف ابعادا اخرى لها. هذه الاستراتيجية الأمريكية الرسمية بدأ بالفعل منذ اواخر عام 2004 تنفيذها في 24 بلدا اسلاميا على الاقل.
ما هي ملامح وابعاد هذه الاستراتيجية؟ .. ما هي الاهداف التي تسعى لتحقيقها؟ .. ما هي ادواتها ووسائلها؟ .. وكيف يجري تنفيذها فعلا؟
...
الاستراتيجية .. لماذا؟
كيف تطور التفكير الاستراتيجي الأمريكي الى ان وصل الى قناعة بضرورة صياغة استراتيجية رسمية لشن حرب على الإسلام؟ بعد هجمات 11 سبتمبر بصفة عامة، وبعد غزو واحتلال العراق بصفة خاصة، انشغلت كل اجهزة الادارة الأمريكية بما اسموه “حرب الافكار” في العالم العربي والاسلامي، او “حرب كسب القلوب والعقول” بصياغة اخرى. كانوا يقصدون بذلك كما نعلم ضرورة الترويج للقيم والافكار الأمريكية، او بالاحرى فرضها، في العالم العربي والاسلامي. وكانوا يقصدون في نفس الوقت ضرورة محاربة الافكار والمواقف السائدة التي يعتبرونها متطرفة ويعتبرون انها هي التي تغذي وتؤجج الكراهية لأمريكا وسياساتها.
كل الاجهزة الأمريكية انشغلت في تنفيذ برامج خاصة بها في اطار هذه الحرب .. وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” كانت لها برامجها الخاصة للتزييف والتزوير الاعلامي .. وزارة الخارجية كانت لها برامجها في اطار ما اطلقت عليه “الدبلوماسية العامة” .. اجهزة المخابرات الأمريكية كان لها بطبيعة الحال برامجها وخططها .. وهكذا. لكن بعد اشهر طويلة من تنفيذ هذه البرامج في اطار “حرب الافكار” اكتشفوا انها باءت بالفشل ولم تأت بأي نتيجة ملموسة تذكر، واكتشفوا انها جميعا اتسمت بالتسرع والتخبط وعدم وضوح الرؤية. لماذا هذا الفشل؟ ارجعوا ذلك الى عدم وجود استراتيجية موحدة لها اهداف وغايات ووسائل محددة تحكم هذه الحرب في العالم العربي والاسلامي. ومن ثم كلفوا عشرات من الباحثين والخبراء بتقديم اوراق تتضمن تصوراتهم لهذه الاستراتيجية. وعقدت اجتماعات كثيرة لمناقشتها. وفي المحصلة النهائية تمت صياغة الاستراتيجية التي اطلق عليها كما اشرت “استراتيجية اختراق العالم الاسلامي” وتم الشروع في تنفيذها بالفعل.
...
الهدف .. الإسلام
ما هو الهدف الاساسي الذي تسعى هذه الاستراتيجية الأمريكية الى تحقيقه؟ بناء على الاوراق والابحاث التي تم تقديمها من الباحثين، وبعد المناقشات المطولة جدا التي جرت في مراحل صياغة الاستراتيجية، تم الاتفاق في نهاية المطاف على ان الهدف الأساسي للاستراتيجية هو استهداف الإسلام نفسه كدين.
¥