[مشروع الترجمة السعودي العالمي «متسع»]
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 05:36 م]ـ
مجلة؟، العدد: 356 السنة31 رمضان1427هـ أكتوبر2006م
مشروع الترجمة السعودى العالمي «متسع»
صرح ثقافي عملاق!
خرج إلى النور صرح ثقافي سعودي عملاق لترجمة الأدب العربي والسعودي إلى اللغات الأجنبية من أجل تسليط الضوء على إبداعات الروائيين والكتاب والتعريف بالمشهد الثقافي السعودي من خلال ترجمة أكبر عدد ممكن من المؤلفات إلى اللغات الحية العالمية، ويعد ذلك المشروع هو أول مشروع وطني تعاوني للترجمة برؤى أكاديمية وتخضع أعماله المنشورة من كتب أو موسوعات أو إصدارات خاصة لإشراف وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة شأنه شأن الموسوعات والأعمال التي تصدر ضمن سلسلة منشورات والمشروع له عدة أهداف يسعى لتحقيقها أهمها:
(1) المشاركة في النهوض بواقع الترجمة في المملكة العربية السعودية ومضاعفة إنتاجها الذي بات مطلباً وطنياً ملحاً أسوة بباقي الأقطار العربية والعالمية.
(2) الإسهام في تصحيح وتكوين نظرة الآخر نحونا.
(3) العمل على إثراء السوق المحلية بسلسلة منشورات المترجمين والأكاديميين المشتركة في كافة المجالات، والتخفيف من تأثيرات النشر السلبية على بعضهم وتقديم العون لبعضهم الآخر. ليتمكن من إيصال أدبه وفكره بما لا يخالف واقع المملكة العربية السعودية العقدي.
(4) تسليط الضوء على إبداعات الروائيين والكتاب والنقاد السعوديين والتعريف بالمشهد الثقافي السعودي بترجمة الأعمال الجيدة إلى أكبر عدد ممكن من اللغات العالمية كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والهولندية بالإضافة إلى الكتابة بطريقة برايل في مرحلة لاحقة.
(5) تنشيط الصحوة المعرفية وذلك بنقل مستجدات الآداب والعلوم من منابعها الأصلية والتعاون مع جميع الجهات التي تعمل في مجال النهوض بالترجمة من العربية وإليها.
مراحل المشروع
يمر المشروع بعدة مراحل أولاً: مرحلة ترجمة الأدب العالمي للغة العربية ثم ترجمة الأدب السعودي للغات الغربية، بالإضافة إلى أن هناك مرحلة ترجمة بعض الإبداعات العربية والعالمية إلى لغة برايل الخاصة بالمكفوفين وذلك في إطار مشروع النور العربي للمكفوفين.
ويعمل في هذا المشروع نخبة من العلماء العرب في حقول الترجمة والأدب بجانب منظمات دولية وإقليمية وناشرين عرب وأجانب. وقد اعتمد الرمز (متسع) اختصاراً لمشروع الترجمة السعودي العالمي، عطفاً على ما تحمله الكلمة من دلالات الزمان والمكان.
وأما مرحلة ترجمة الأدب السعودي للغات العالمية الأخرى فهي خطوة مهمة في المشروع، لاسيما أن المشهد الثقافي والفكري لم يعد كما كان عليه في السابق، إذ يضم الآن زخماً ضخماً من الأسماء المعروفة من المفكرين الذين همشوا واستبعدوا عن التأثير والتأثر في ثقافة الآخر بسبب تباطؤ الترجمة من وإلى العربية حيث إن المشهد الثقافي السعودي لم ينل حظه من الاهتمام في الغرب كما هو الحال مع الأخوة في بيروت ومصر.
وفي هذا الصدد اختارت لجنة التحكيم في مشروع الترجمة (متسع) عدداً من القصص لكاتبات سعوديات من بينهم بدرية البشر، وهيام المفلح، والدكتورة هناء حجازي وحكيمة الحربي، ووفاء العمير وخديجة الحربي، وأمل الغاران وعائشة القصير وأخريات بهدف ترجمة بعض أعمالهن إلى عدة لغات عالمية من بينها الإنجليزية والفرنسية والهولندية، وقد شملت لجنة التحكيم كلاً من الباحثة منيرة بنت بدر المهاشير رئيسة المشروع والدكتورة أمل بنت عبدالله الطعيمي أستاذة الأدب والنقد المساعدة في كلية البنات بالدمام والدكتورة البندري بنت خالد السديري أستاذة فقه اللغة المساعدة.
سعوديون وسعوديات في الترجمة
وفي هذا السياق تم الاتفاق مع عدد من الجامعات الأوروبية على تقديم الإصدار ضمن إصدارات المشروع، وتقول عن ذلك الباحثة منيرة المهاشير إن الكاتبات السعوديات ساهمن في اختيار أفضل عشر قصص ليتم عرضها على لجنة تحكيم (متسع) التي بدورها ستقوم بترشيح أفضل المختارات على أن يتم الإعلان عن ذلك لاحقاً عن القصص المختارة.
ويشارك في مشروع (متسع) على الإنترنت الدكتور أحمد الليثي مترجماً للإنجليزية، والدكتور محمد أمطوشي للغة الفرنسية، والدكتور عبدالرحمن السليمان للغة الهولندية و وترى د. المهاشير أن الغرب يحتاج عنا كل ما نحتاج معرفته -معشر القراء- والقاعدة الثابتة أن المرء عدو ما يجهل، ولأننا نغفل التعريف بأنفسنا تجدنا نحصد العداوات بالجملة، نحن لا نكسب ود أحد بل احترام أنفسنا لنا أولاً وما يترتب عليه من احترام الآخر لها، ولقد كان لأحداث 11 سبتمبر 2001م دور مؤثر وسلبي في توجيه الغرب السياسي، ونأمل ألا يؤثر بالتالي على التوجهات الفكرية، وهنا تكمن أهمية مشروع الترجمة السعودي من خلال تصحيح تلك النظرة.
وعن مشروع المكفوفين تقول د. المهاشير إن المشروع غير ربحي ويحتاج لدعم مالي قوي جداً، ونحن ندرس إمكانية تقليل التكلفة المالية في نقله خارج المملكة إلى الدول العربية المجاورة أو إسناده لجهات ممولة بداخل المملكة .. وهذا العمل سيوجد حلقة وصل بين المكفوفين والعالم المحيط بهم.
¥