تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جيفارا وغفلة الشباب]

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 10:13 م]ـ

بعد أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين من غزوة ذات الرقاع نزلوا مكاناً يبيتون فيه، واختار الرسول للحراسة نفراً من الصحابة يتناوبونها وكان منهم عمار بن ياسر وعباد بن بشر في نوبة واحدة.

ورأى عباد صاحبه عمار مجهداً، فطلب منه أن ينام أول الليل على أن يقوم هو بالحراسة حتى يأخذ صاحبه من الراحة حظاً يمكنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو.

ورأى عباد أن المكان من حوله آمن، فلم لا يملأ وقته اذن بالصلاة، فيذهب بمثوبتها مع مثوبة الحراسة .. ؟!

وقام يصلي ..

واذ هو قائم يقرأ بعد فاتحة الكتاب سور من القرآن، احترم عضده سهم فنزعه واستمر في صلاته .. !

ثم رماه المهاجم في ظلام الليل بسهم ثان نزعه وأنهى تلاوته ..

ثم ركع، وسجد .. وكانت قواه قد بددها الاعياء والألم، فمدّ يمينه وهو ساجد إلى صاحبه النائم جواره، وظل يهزه حتى استيقظ ..

ثم قام من سجوده وتلا التشهد .. وأتم صلاته.

وصحا عمار على كلماته المتهدجة المتعبة تقول له:

" قم للحراسة مكاني فقد أصبت".

ووثب عمار محدثاً ضجة وهرولة أخافت المتسللين، ففرّوا ثم التفت إلى عباد وقال له:

" سبحان الله ..

هلا أيقظتني أوّل ما رميت"؟؟

فأجابه عباد:

" كنت أتلو في صلاتي آيات من القرآن ملأت نفسي روعة فلم أحب أن أقطعها.

ووالله، لولا أن أضيع ثغراً أمرني الرسول بحفظه، لآثرت الموت على أن أقطع تلك الآيات التي كنت أتلوها" .. !!

انتهت القصة ولكن لم تنته الفائدة من ورائها على مر القرون ..

وكلما تقرأها تزداد فائدة ...

أقلها أن هناك أبطال من المسلمين لم تلد مثلهم الأرض وعقمت مثلهم النساء

أحبوا الله ورسوله ودينه واحبوا المؤمنين

وكان هذا الولاء يستغرق حياتهم وحسهم كلها.

منذ أن سمع عباد .. النبي عليه الصلاة والسلام يقول مخاطبا الأنصار الذين هو منهم:

" يا معشر الأنصار ..

أنتم الشعار، والناس الدثار ..

فلا أوتيّن من قبلكم".

قال: لبيك .. بقلبه وعقله وجسده ودمه وماله ..

فما بال شبابنا وبناتنا متعلقين بجيفٍ خسروا الدنيا والآخرة

جيف كافرة شيوعية ملحدة لاتعرف رباً ولا رسولاً ولا ديناً ولا شرعاً ولا أخلاقاً

بل هي إلى الحيوانات أقرب ـ بل كرم الله الحيوان عنها ـ

إن الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة، أمر مهم جدا، لصناعة الرجال، فإن لم يقتد الشاب المسلم بسلفه، فسوف يقتدي بالجيف ومن على شاكلتهم

من هذه الجيف جيفة هالكة تسمى " جيفارا "

هو أرنستو تشي جيفارا دي لا سيرنا (14 مايو 1928 الى 9 أكتوبر 1967) المشهور بتشي جيفارا هو ثوري كوبي أرجينتيني المولد، كان رفيق فيديل كاسترو. يعتبر شخصية ثورية فذّة في نظر الكثيرين. وهو شخصية يسارية محبوبة لدى كثير من الملحدين وبعض الجهلة من المسلمين

تعلقت به قلوب الفتيان والفتايات

فهذا شاب مسلم محفور على يده وشم لصورة جيفارا!!!

وهذا شاب آخر يشتهر بهوسه بشخصية الثائر الأرجنتيني "أرنستو تشي جيفارا"، لدرجة الانبهار والتماهي!!!

وهنا ثمة شبان يرتدون قمصان جيفارا وقبعاته

وشبان آخرون تسموا بإسمه في المنتديات والملتقيات العامة

ولا تقتصر صور جيفارا على الملصقات والقمصان، بل تحملها ساعات الشبان، وأقراط الفتيات أيضاً، علاوة على أسماء العديد من المواليد الذكور والفتيات في بعض الدول العربية

فهذه إعلامية تحمل إسم جيفارا .. تتحدث عن علاقتها باسمها بشغف، فتقول: اسمي ساعدني وسبب لي المشاكل في الوقت ذاته .. علاقتي مع هذا الإسم المميز تختلف من مرحلة إلى أخرى،

فعندما كنت طفلة كنت أكره اسمي كثيراً، لاسيما أن العديد كانوا يقولون لي جيفارا أكبر شيوعي في العالم،

وكوني كنت أعتقد أن الشيوعية شتيمة كنت أعتبر اسمي وصمة عار، لكن لم أسأل والدي يوماً عن سبب تسميته إياي بهذا الاسم كما أنه لم يحدثني بدوره عن ذلك، وكأنه أراد مني أن أعيش مع الاسم تجربتي الخاصة لا تجربته وطريقة تفكيره هو ..

كنت وبحكم اسمي أحسب على التنظيمات اليسارية، رغم أنني كنت لا أزال صغيرة .. في ذلك الوقت لم أكن قد حسمت أموري من الناحية الفكرية، كنت في تطور تكوين أفكاري ليس إلا ..

اليوم، وبعد أن عرفت من هو جيفارا بات الإسم حملاً ثقيلاً ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير