[بلاد الشام ... بين قدسية الأرض وأسباب النصر]
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 12:00 م]ـ
عيسى القدومي
مفكرة الإسلام: بلاد الشام بلاد مباركة، ثبت ذلك في آيات من القرآن المجيد وأحاديث صحيحة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيها، والآثار الموقوفة على الصحابة وكبار التابعين ومن دونهم. فهي مهد الرسالات السماوية، ومحل لدعوات رسل الله تعالى.
وحين كان يتحدث المؤرخون والرواة القدامى عن الشام وأرضها كانوا يقصدون بذلك الرقعة التي تشغلها الآن سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، تلك كانت بلاد الشام على مدى تاريخ طويل، كما قال ابن الفقيه الهمداني: 'أجناد الشام أربعة: حمص ودمشق وفلسطين والأردن'. وفتوح الشام ابتدأها خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم 'أبو بكر' الصديق رضي الله عنه واستكملت في زمن عمر رضي الله عنه.
ولم يتم تقسيمها سياسياً إلى دول أربع إلا بفعل الاستعمار في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وتطبيق اتفاقية 'سايكس بيكو' على بلاد الشام، وفرض الانتداب الفرنسي على شمال الشام فقسمه إلى كيانين هما سوريا ولبنان، وفرض الانتداب البريطاني على جنوبه فقسمه إلى كيانين هم الأردن فلسطين، وأصبح لكل كيان جواز مرور وحدود ودستور وأعلام.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 12:02 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في مقدمة كتابه 'مناقب الشام وأهله': ثبت للشام وأهله مناقب بالكتاب والسنة وآثار العلماء، وهي أحد ما اعتمدته في تحريضي للمسلمين على غزو التتار، ولزوم دمشق، والنهي عن الفرار إلى مصر ... '.
ومما جاء في كتاب الله تعالى قوله سبحانه: 'ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين'، قال الحسن: أن الأرض التي باركنا فيها: [الشام] وروي ذلك عن مجاهد، وابن زيد، وابن جريج.
وقال الشيخ السعدي – رحمه الله – أي الشام ... ومن بركة الشام، وأن كثيراً من الأنبياء كانوا فيها، وأن الله اختارها، مهاجراً لخليله وفيها أحد بيوته الثلاثة المقدسة وهو بيت المقدس.
وقال تعالى في سورة الإسراء: 'سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله'.
قال ابن تيمية – رحمه الله – والبركة تتناول البركة في الدين، والبركة في الدنيا وكلاهما معلوم لا ريب فيه.
وجاء في الصحيح من كتب السنة أحاديث كثيرة في فضل 'بلاد الشام' أذكر منها ما جاء عن معاوية بن حيدة – رضي الله عنه – قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'عليكم بالشام'. وقوله صلى الله عليه وسلم: 'إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله'. وعنه صلى الله عليه وسلم: 'ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام'. وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'الشام أرض المحشر والمنشر'. ووصى النبي صلى الله عليه وسلم بسكنى الشام: 'عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده' رواه أبو داود وأحمد، بسند صحيح.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 12:04 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة' صحيح الجامع.
وفي رواية أخرى صحيحة: 'لا تزال طَائِفَة من أمَّتِي يقاتلونَ على الحَق ظَاهِرِينَ على من ناوأَهُمْ حَتَّى يقاتلَ آخِرهم المَسِيحَ الدجال'. ومن المعلوم أن عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم يدرك المسيح الدجال بباب لد بفلسطين فيقتله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى [4/ 449]: 'والنبي صلى الله عليه وسلم ميَّز أهل الشام بالقيام بأمر الله دائماً إلى آخر الدهر، وبأن الطائفة المنصورة فيهم إلى آخر الدهر فهو إخبار عن أمر دائم مستمر فيهم مع الكثرة والقوة، وهذا الوصف ليس لغير أهل الشام من أرض الإسلام، فإن الحجاز التي هي أصل الإيمان نقص في آخر الزمان منها: العلم والإيمان والنصر والجهاد، وكذلك اليمن والعراق والمشرق، وأما الشام فلم يزل فيها العلم والإيمان ومن يقاتل عليه منصوراً مؤيداً في كل وقت'.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 12:05 م]ـ
عن أبي حوالة الأزدي رضي الله عنه قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي أو على هامتي ثم قال: 'يا ابن حوالة: إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة, فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك' صحيح الجامع.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 12:06 م]ـ
المسلمون الموحدون أحق الناس بعمارة الأرض المباركة، والشام ثغر من ثغور المسلمين وبلد جهاد إلى قيام الساعة لأن أعداء الله لن يكفوا عنها، فكان الترغيب للسكنى فيها، والرباط، والدعوة إلى التوحيد ومؤازرة من فيها من أهل الحق عنواناً مهماً في حياة المسلم.
ولأنها حلبة الصراع بين الحق والكفر، فهي مركز قيادة الناس إلى الخير الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: 'إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة'.
ولما عرَّف أئمة الحديث الكبار - رحمهم الله - الطائفة المنصورة قالوا: هم أهل العلم بالآثار ومن تبعهم اقتداء بالسلف الصالح رضوان الله عنهم عقيدة ومنهجاً، يقصدون بذلك من كان على علم في الحديث والأثر وعلى منهاج النبوة.
¥