تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قدح جديد في صحب النبي الكريم: محمد صلى الله عليه وسلم]

ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 09:19 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDNews=128072

والقارئ مخير بين تصديق كلام هذا المؤلف المجهول، أو تصديق المراجع الموثقة التي ترجمت لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كـ "سير أعلام النبلاء" للذهبي، رحمه الله، و "الإصابة" لابن حجر، رحمه الله، و "أسد الغابة" لابن الأثير، رحمه الله، مع الحذر من بعض الروايات الضعيفة التي ضمنها كتابه في بعض المواضع، كترجمة أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وإن كان الرجل قد أسند أخباره، فخرج من عهدتها بإبراز رجال أسانيدها، تماما، كالطبري، رحمه الله، في تاريخه المشهور، وبقي تمحيص هذه الأسانيد على من استكمل آلة دراستها قبل الحكم بقبول متونها، و "الاستيعاب" لابن عبد البر، رحمه الله، وصنيعه، كصنيع ابن الأثير، رحمه الله، فقد روى أخباره بالأسانيد فلا يقبل الخبر قبل دراسة سنده، لا سيما إن كان المتن منكرا، المهم أن القارئ مخير بين هذا التراث النافع، وبين مقالة مجهولة النسب كتبها حاقد أثيم!!!.

وقاعدة أهل السنة فيما جرى بين الصحابة، رضوان الله عليهم، تتلخص في 3 نقاط:

الأولى: أن كثيرا مما روي في كتب التاريخ والأسمار التي يعتمد عليها من يروج هذه السموم، كذب باتفاق أهل العلم المعتبرين.

الثانية: أن ما كان منها صدقا فهم معذورون فيه بالاجتهاد فهم أهل له، وقد أمرنا أن نستغفر لهم ونحمل أمورهم على أحسن المحامل، وإن لم نحسن الظن بصحب محمد صلى الله عليه وسلم فبمن نحسن الظن؟!!.

الثالثة: أننا لا ندعي عصمة آحادهم، وإن كنا نجزم بعصمة مجموعهم، فالأمة لا تجتمع على ضلالة في أي طبقة من طبقاتها، فما بالك بطبقة السابقين الأولين؟، فما ثبت بالسند الصحيح من ذنوب وقع فيها بعضهم، فهو مما لا ينكره أهل السنة، ولكنهم في المقابل لا يهدرون ما تواتر من فضائل القوم ومحاسنهم لأجل زلة وقعوا فيها، ولو أهدر كل علم من أعلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم لزلة زلها أو قول مرجوح أفتى به لما بقي لنا أحد، فلا تقوى هذه الزلات، إن ثبتت، على مقاومة ما تواتر من فضائل مجموعهم وآحادهم، لا سيما السابقون الأولون، كالعشرة المبشرين وأمهات المؤمنين، رضوان الله عليهم جميعا، فلهم من الفضائل والحسنات الماحيات ومكفرات الذنوب ما تغفر به هذه الزلات، والعدل مطلوب عند الكلام على أي شخص فما بالك بأولئك النفر من خيرة أهل الأرض؟.

وبهذه القواعد الذهبية التي قعدها شيخ الإسلام، رحمه الله، في "منهاج السنة"، تستطيع دفع أي شبهة تعرض لك في هذا الموضع، وإن لم تستطع الإجابة عن مضمونها تفصيلا.

وأما أهل البدع وأصحاب الشبهات فهم كالذباب، تماما، لا يقع إلا على الجروح والقروح، فيدعون فضائل القوم التي تواترت، ويتلمسون عثراتهم، وكأن القوم كان من المفترض أن يكونوا معصومين، فتراهم يعمدون إلى شبهات قليلة يردون بها المحكمات الكثيرة، فصاحب البدعة، كما أشار إلى ذلك الشاطبي، رحمه الله، يعمد إلى شبهات متهافتة، كما وكيفا، ليرد بها محكمات قوية ثابتة، كما وكيفا، وبطبيعة الحال، من لم يكن رصيده من الصدق كبيرا، فإنه يطعم شبهته، بكثير من الكذب، لتكبر وتعظم في عين الناظر فيها حتى يظن، بادي الرأي، أن الحق فيها، إن لم يكن راسخا في العلم والإيمان، فتنطلي عليه الشبهة، مع أنها في حقيقتها كخبر الكاهن، فيها لمحة صدق مغمورة في بحر من الأكاذيب التي لا مستند لها، وهذا فرق منهجي كبير بين كتب أهل السنة التي تهتم بإيراد أسانيد متونها، وإن كانت ضعيفة، وبين باقي الفرق التي عمدتها، أقوال مجردة من الأسانيد، أو أسانيدها واهية، باعتراف أصحابها، فإذا ما احتججت بخبر صحيح من كتاب موثق كالصحيحين والسنن الأربعة، وجدت المخالف يحتج بكتب الأخبار والأسمار، كـ "تاريخ الطبري رحمه الله"، والرجل لم يشترط الصحة ليسلم له بكل ما أورده في كتابه بل نبه، كما تقدم، على منهجه في أول كتابه، وعلى كل قارئ لهذا السفر العظيم أن يقرأ مقدمته قبل الدخول في بحره الواسع، و "تاريخ ابن الأثير رحمه الله"، وهو متأخر، إذ عاش جل حياته في القرن السادس الهجري، وكلما تأخر المصنف طالت أسانيده، واستلزمت مزيدا من البحث والتنقيب قبل قبولها، فضلا عن كتب بعض المؤرخين المتهمين الذين لا يسندون أخبارهم كـ "اليعقوبي" في تاريخه و "المسعودي" في "مروج الذهب"، بل ربما نزل القوم إلى كتب الأسمار كـ "كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه"، و "كتاب الأغاني لأبي الفرج"، وفيه من الطعن والأكاذيب ما فيه، ولا ندري ربما نزل القوم إلى "ألف ليلة وليلة" ليستدلوا منها على هذه الأمور العظام التي وقعت بين الصحابة الكرام، رضوان الله عليهم، فأي الفريقين أحق بالأمن؟!!!!.

(قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)

وصدق أبو عمرو الداني، رحمه الله، إذ يقول:

وحب أصحاب النبي فرض ******* ومدحهم تزلف وفرض

وأفضل الصحابة الصديق ******* وبعده المهذب الفاروق

وبعده عثمان ذو النورين ******* وبعده علي أبو السبطين

وبعد هؤلاء باقي العشرة ******* الأتقياء المرتضين البررة

أهل الخشوع والتقى والخوف ******* طلحة والزبير وابن عوف

ثم سعد بعدهم وعامر ******* ثم سعيد بن نفيل العاشر

وسائر الصحب فهم أبرار ******* منتخبون سادة أخيار

وربنا جللهم إنعامه ******* وخصهم بالفضل والكرامه

اللهم إنا نشهدك على حب خير القرون، قرن محمد صلى الله عليه وسلم، ونشهدك على البراءة ممن سبهم أو انتقصهم.

والله أعلى وأعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير