تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

التَّوازُنُ الإسْلامِيُّ

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 01:25 ص]ـ

[التوازن الإسلامي]

حديث ابن عباس: r قال: (خرج النبي:= من بعض حيطان المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال يعذبان وما يعذبان في كبير وإنه لكبير كان أحدهما لا يستتر من البول وكان الآخر يمشي بالنميمة ثم دعا بجريدة فكسرها بكسرتين أو ثنتين فجعل كسرة في قبر هذا وكسرة في قبر هذا فقال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا). (1)

ليس ثمة دين قائم على التوازن بين الأديان السماوية كديننا الإسلامي الذي يأخذ بألباب الناس وأفئدتهم، وليس ثمة فلسفة تنير ذلك الطريق المتوازن كفلسفة الحديث حول تداعيات المواقف والظواهر 00

حديث رسولنا الكريم:= والذي تصدر النافذة حديث يدلي يتفاصيل ذلك التوازن الذي يقوم على تمحور الدين الإسلامي برمته على قاعدتين مهمتين وتموضعه بينهما:

• علاقة المسلم بربه

• علاقة المسلم بأخيه المسلم

وكلا القاعدتين تضمنتا مثالا مضروبا من أشرف الخلق:= والذي لا ينطق عن الهوى

فالأولى تمثلت في صاحب القبر الذي لا يستتر من البول أو لا يستنزه منه وبالتالي فقد قطع علاقته بربه 00 لأن ما بني على باطل فهو باطل والقاعدة مطردة 00 فكيف به يتوضأ وهو غارق في النجاسة واحتمل بدنه ما احتمل من قذارات البول ونجاساته، فلا وضوء مقبول ولا صلاة

وعلى تلك النتيجة فقد خرج صاحب القبر من حقله الإيماني قاطعا علاقته برب العالمين فأي طاعة تقوم والبدن غارق في النجاسة وأي قربة إلى الله صالحة والبدن غير طاهر ولا متهيء لقربة!! والله عز وجل يقول: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (2) 0

ويقول عز وجل: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (3)

وأما الثانية! وما أدراك ما الثانية!!

فقد تمثلت في صاحب القبرالذي لا يتورع عن النميمة بين الناس ونقل الحديث بين هذا وذاك بغية الإفساد بين الناس وقطع العلاقات بينهم وتشتيت الشمل وقطع الرحم، والله عز وجل يقول في محكم التنزيل: (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (4)

ويقول عز من قائل: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (5)

ولنتذكر معا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: عن حذيفة: r قال: سمعت رسول الله:= يقول: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ " (6) 00

مصيبة عظمى أن يسعى المرء بين الناس بالنميمة ونقل الحديث بينهم، فذاك قال، وهذا يقول، وقد حذرنا:= من القيل والقال

وماذاك إلا لعظم شأن النواتج التي تكون جراء نقل الحديث بين الناس، وبعدها فلا ذاك يطيق هذا ولا هذا يطيق ذاك وتبقى القطيعة جسرا بين المسلم وأخيه المسلم وما ذاك إلا بالعمل المشين الذي تصدره وقام به صاحب القبر 00

فيا أيها الفضلاء

إني داع فأمنوا

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع راية الدين، وانصر المجاهدين في سبيلك تحت كل سماء وفوق كل أرض 0

اللهم كل من أراد بالمسلمين والمسلمات كيدا وتقطيعا وتشتيتا فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره وسلط عليه كل أذى وبلية

اللهم كل من أفسد بين المسلمين وسعى بينهم بالنميمة والقيل والقال فسلط اللهم عليه ما عرج من الأرض وما نزل من السماء

اللهم كل من أفسد بين إخوانه من المسلمين والمسلمات فافسد عليه معيشته واجعل حياته في ضنك إلى أن يلقاك فتأخذه أخذ عزيز مقتدر إله الحق 00

اللهم آمين


(1) حديث رقم: 5708 - صحيح البخاري > كتاب الأدب > باب النميمة من الكبائر
(2) (فاطر: من الآية10)
(3) (المائدة: من الآية27)
(4) (النساء: من الآية1)
(5) (المائدة:32)
(6) أخرجه البخاري
والقتات: من قَتَّ الحديث يَقُتُّه قَتاً، والرجل قتات أي نمام، وقال ابن الأعرابي هو الذي يسمع الحديث وينقله

ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 01:38 ص]ـ
بوركت أناملك أستاذ مغربي
وجزاك الله خيراً

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع راية الدين، وانصر المجاهدين في سبيلك تحت كل سماء وفوق كل أرض 0
اللهم كل من أراد بالمسلمين والمسلمات كيدا وتقطيعا وتشتيتا فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره وسلط عليه كل أذى وبلية
اللهم كل من أفسد بين المسلمين وسعى بينهم بالنميمة والقيل والقال فسلط اللهم عليه ما عرج من الأرض وما نزل من السماء
اللهم كل من أفسد بين إخوانه من المسلمين والمسلمات فافسد عليه معيشته واجعل حياته في ضنك إلى أن يلقاك فتأخذه أخذ عزيز مقتدر

اللهم آمين
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير