الاكتشاف الأعظم "والنهار إذا جلاّها" - عطية زاهدة
ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 09:27 م]ـ
إعجاز في الآية الكريمة: "والنهارِ إذا جلاها"
1 - يقول الله تعالى في سورة الشمس: "والشمس وضحاها (1) والقمر إذا تلاها (2) والنهار إذا جلاها (3) والليل إذا يغشاها (4) " - والآية موضوع الحديث في الإعجاز العلمي هي قوله تعالى: "والنهار إذا جلاها".
2 - أرى أن الضمير في: "جلاها" يعود على الشمس وهي المذكور المؤنث الوحيد المذكور قبل النهار. ولا أرى أن الضمير يعود على الدنيا أو الظلمة كما ذهب بعض المفسرين في تقديرهم لمعهود ذهني معروف.
3 - أذهب ليس إلى ربط الآية بحقيقة سبق للعلم أن كشفها، بل أذهب إلى كشف حقائق علمية أسبقُ بها العلمَ بالقرآن الكريم.
4 - أهم تلك الحقائق التي أرى أن الآية: "والنهار إذا جلاها" تتضمنها وتصحح بها أشهر المسلمات العلمية هي:
أ - ضوء النهار المنساب في السماء diffuse sky light هو في جُلِّه على حساب أنوار تتولد في الأيونوسفير بنفس طريقة توليد الأفجار القطبية auroras .
ب - الضوء المستقبل على الأرض مباشرة من قرص الشمس هو في جزء منه ليس قادما من الشمس نفسها، بل إن هذا الجزء متولد أصلا في الأيونوسفير، ومتجمع بؤريّاً في الماغنيتوسفير فيبدو كأنه قادم من الشمس نظرا لتواقع البؤرة المجمِّعة في وجه الشمس وذلك بالنسبة للناظرين من سطح الأرض وحتى ارتفاع آلاف الكيلومترات: "ذلك تقدير العزيز العليم".
باختصار:
جُلُّ ضياء النهار المنساب في السماء ليس على حساب البعثرة لضوء قادم من جسم الشمس البعيد عنا نحو 150 مليون كيلومتر، بل متولد فوقنا في الأيونوسفير: "والنهار إذا تجلّى"، وقسم من هذا الضوء المتولد في الأيونوسفير بطريقة تولُّدِ الأفجار القطبية ينتشر متوازيا فوق الأيونوسفير وينعكس متجمعا في بؤرة مرآة مقعرة يشكلها الماغنيتوسفير الذي يرتفع فوق النصف النهاري من الأرض ما معدله نحو 65000 كيلومتر، وهذا الضياء المتجمع يجلّي الشمس ويؤلِّقها. وأبسط دليل على أن النهار المتولد في الأيونوسفير بطريقة تولُّد الأفجار القطبية يُكسب الشمسَ تجليةً هو أن منظر الشمس من القمر ذو انكدار وكُمدة dullness ـ وأما من الأرض فيبدو قرصها متألِّقا متجلّيا في تلألؤ وسطوع – فمن أين اكتسبت الشمس هذه التجلية التي تفتقر إليها من القمر؟
على كل حال فالفرضيات التالية تحاول أن تحل هذا اللغزَ:
1 - جزء رئيس من الضوء النهاري المنساب في السماء يأتي من نشاطات أورورية تجري عالميا فوق كل خطوط العرض.
2 - من خلال التعاون والتنسيق بين الأيونوسفير وبين الماغنيتوسفير، بما فيه من أحزمة فان ألن، فإن الأيونسفير نفسَه يقوم بدور مصباح لاصف على مستوى الكرة الأرضية.
3 - الشمس كما تظهر من الأرض تشتمل على نقطة تشعُّعٍ أوروريةٍ مع إكليلها الأوروريِّ المرافق كامل التطور.
4 - باعتبار الشمس جسما مشعا أسود فإن الضوء الابتدائي القادم منها نفسها بأطيافه السينية وأطيافه فوق النفسجية يلعب دوراً رئيساً في توفير الطاقة المشغّلة للنشاطات الأورورية فوق كل خطوط العرض النهارية.
تمهيد
كلما كشف العلم كشفاً جاء هذا المسلم أو ذاك من المهتمين بالتفسير ليقول لنا: إن القرآن الكريم قد سبق إلى مثل هذا في قول الله تعالى من هذه الآية الكريمة أو تلك. وقد لا يكون هذا الربطُ خارجا عن الصواب. ولكن ما دمنا نؤمن بأن آيات الذكر المجيد، ومن خلال الاكتشافات العلمية، تشتمل على حقائق سبق القرآنُ الكريمُ العلومَ في ذكرها، فلماذا ننتظر العلومَ لتكشف ولنكتشف من بعدها أن القرآن كان قد ذكر ذلك من قبلِها؟ .. لماذا لا نكشف العلومَ بالقرآن بدلا من أن ننتظر أن نفسر الآيات باكتشافات العلوم قائلين بأن القرآن هو صاحب السبق؟ .. لماذا لا نسبق إلى الاكتشافات بفهم ما في الآيات من حقائق ما دمنا نؤمن بأنه حق؟ .. لماذا لا نستخرج حقائق علمية من القرآن الكريم قبل أن تكتشفها العلوم؟ .. أيهما الأفضل والأجمل أن نحاول أن نثبت أن القرآن يحتوي على ما تمَّ كشفه أو اكتشافه من حقائق أم أن نكشف أو نكتشف الحقائق من القرآن؟
حسنا، إنني في بحثي هنا أذهب ليس إلى ربط الآية بحقيقة سبق للعلم أن كشفها، بل أذهب إلى كشف حقائق علمية أسبق بها العلمَ بالقرآن الكريم (موضوع هذه الفكرة منشور في كتابي: "من يصدق أن الشمس لا تضيء؟ " الصادر سنة 1988 م).
خلاصة البحث:
يقول الله تعالى في سورة الشمس: "والشمس وضحاها (1) والقمر إذا تلاها (2) والنهار إذا جلاها (3) والليل إذا يغشاها (4) " - والآية موضوع الحديث في الإعجاز العلمي هي قوله تعالى: "والنهار إذا جلاها".
لفتة انتباه: إن الذي أذكره أدناه مما أعتمده من اختيار في لغةِ وتفسيرِ الآية يأتي مستندا إلى معاجم اللغة والتفاسير مبتعدا عن التوسع في ذكر وجوه الاختلاف.
¥