لمجدٍ منشود .. دعائمُ منشودة
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 07:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لمجدٍ منشود .. دعائمُ منشودة!!
في عالمٍ يشهد النماء الحضاري بكل مقوماته، ويبلغ من التطور المادي أكبر غايته، في كل شبرٍ منه جديدٌ باتَ قديماً، وقديمٌ صار جديداً، واقعٌ مقلوب، لا تدري أأنت فيه من سكان الأرض أم السماء، عالمٌ كاد يرادف العجبَ لو لم يمح العجب من معجمنا، فهو بافتراضياته أصبح من مسلّمات عقولنا المتطورة!!!
تأمُّلُ لحظة، وإرسال بصر في جولة سريعة حول عالمنا اليوم، تكفي لإيجاد شهداء عيانٍ تثبت شهادتهم حول أمورٍ كثيرة ارتدت رداء القلة، وخطيرة نسجت بخيوط البساطة، ولا بأس فكل هذا نتاج واقعٍ مقلوب تكيّفت الإنسانية مع انقلابه فبدا سوياً!!
وإن من أبرز الشهادات التي ينادي أصحابها ولا سامعٌ لها، حالٌ ألفناه في كتب التاريخ لوحاً بديعاً، حكاه قرآن ودعت إليه سنة، قال تعالى: {وإن هذه أمتكم أمةً واحدة وأنا ربكم فاتقون}، وقال ‘: {يد الله مع الجماعة} [رواه الترمذي]، فما مبرِّرُ صممنا؟!!
لا أشك بحلم عودة مجدِ هذه الأمة أبداً، ولا أشك أيضاً بأن الكثيرين والكثيرات يحلمن بذلك ويرونه يقيناً، غير أن مِنا من يراه بعيداً بعيداً ... ولأني أؤمن بالمثل الصيني: "طريق الألف ميل يبدأ بخطوة"، تملكني فضول قاتلٌ عن ماهية الخطوة الأولى، و هاكم نتائج بحثِ فردٍ ألهبه حبُّ أمته فلم تبرح باله ليلة أو ضحاها ..
درستُ مادة السيرة في المستوى الأول والثاني، ومن رحابها سأنطلق، وإليها سأعود، فمنها عرفتُ خصائص خطوتنا، و بها نهلتُ مبدأ لا عجزٌ يثمر عملاً، ولا قناعة تروي طامحاً ..
عندما هاجر النبي ‘ إلى المدينة، أشرق صبح دولة الإسلام، وكأي حدثٍ جليل لا بدَّ له من دعاماتٍ راسخة يقوم عليها، ونجدُ دولة الإسلام قامت على ثلاثِ دعامات:
1 - بناء المسجد النبوي.
2 - المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
3 - ميثاق التحالف مع اليهود.
وحديثنا يدور حول الدعامتين الأولتين، فبناء المسجد النبوي كان هدفاً كبيراً في البناء القلبي العقدي للمسلم، وهو إذ يهدف لذلك ينشئ أفراداً ترتبط قلوبهم بوحي السماء، فيرتقون لها، ومشروع المؤاخاة كان أثراً عظيماً في تلاحمِ القوة العقدية المتمثلة في هؤلاء الأفراد، فكانت الدولة الإسلامية.
من هنا أجدُ ملامح خطوتنا وخصائصها واضحة لمن يرغبُ في النظر!!، فالأمةُ تعتمد دوماً على أبنائها، ولكن النخرَ أضعفَ قوانا وأخلدها إلى الأرض ..
إن أملنا بتحقيق حلمنا وإشادة مجدنا منوط بتحقيق الدين أولاً، والشعور الأخوي الإسلامي ثانياً، وليس بتوفر المادة كما يزعم البعض، لا ننكر دور المادة في عصر النهضة المادي، لكنّ وجودها ليس أساساً يُنهض عليه إطلاقاً ..
ولا تخفى الحربُ الشعواء على هذين الأمرين، فأما الأمر الأول فحربه بادية، ويكفيهم توارثنا للعادات الدينية!! تسجيلاً لأعظم نصرٍِ في هذه الساحة، وأمّا الثاني فالسعي لإيجاد أجيالٍ تنتمي إلى بقعة صغيرة بحجة الانتماء الأرضي الترابي!!، لهو أكبر معولٍ ينقض عراه نقضاً نقضاً، فنجدُ اليوم مفاخراً ترابية، وعصبية ترابية أيضاً!!
فرق كبير بين الرباط السماوي، والذي تمثل في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وبين الرباط الترابي،والذي تمثل فينا نحن، معادلة نعرف نتيجتَها جيداً، والعاقل من يعرف خير الخيرين وشر الشرين ..
ما دمنا نتفق بأن لأمتنا مجداً عائداً .. أترانا نعمل لنكون أهله .. أرجو ذلك!!
كتبته: قبة الديباج
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 09:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبوركت أناملك أستاذتنا قبة الديباج
فليس بعد ما خطت أناملكِ من قول غير:
لايصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
فالمسألة لا تحتاج إلى ماهية الخطوة ولا كيفيتها ولا بذل الجهد في البحث عنها؛ لأنها عندنا معلومة , ولا يتطلب الأمر إلا العزم على مسيرها. و ((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ))
جزاكِ الله خيراً
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[04 - 10 - 2006, 06:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبوركت أناملك أستاذتنا قبة الديباج
فليس بعد ما خطت أناملكِ من قول غير:
لايصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
فالمسألة لا تحتاج إلى ماهية الخطوة ولا كيفيتها ولا بذل الجهد في البحث عنها؛ لأنها عندنا معلومة , ولا يتطلب الأمر إلا العزم على مسيرها. و ((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ))
جزاكِ الله خيراً
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وبعد
أسعدني مرورك وتعقيبك أبا طارق .. غير أنك أنزلتني منزلة هي أكبر مني بكثير .. !
أوافقك الرأي بأن خطوتنا معلومة .. لكنّ مُغيباتها كثيرة، وعرجتُ في مقالي على مغبيين من تلك المغيبات، فالأول توارث الدين كعادات، والثاني الإنتماء الوطني الترابي ..
دمت بخير ..