[الإشارات الكونية في القرآن الكريم لزغلول النجار]
ـ[بوحمد]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 08:08 م]ـ
من أسرار القرآن
الإشارات الكونية في القرآن الكريم
ومغزي دلالتها العلمية
بقلم: د. زغلول النجار
ان فهم الاشارات الكونية في كتاب الله , علي ضوء ما تجمع للبشرية اليوم من معارف , وتقديمها للعالم كواحد من الأدلة العديدة علي أن القرآن الكريم هو كلام الله الذي أنزله بعلمه والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , والذي حفظ بحفظ الله , بنفس اللغة التي أوحي بها , بدقائق حروفه وكلماته وآياته وسوره , يعتبر فتحا جديدا للاسلام , وانقاذا للبشرية من الهاوية التي تتردي فيها اليوم بسبب تقدمها العلمي والتقني المذهل وتضاؤل روح الايمان بالله , وانعدام الخشية من عذابه في نفوس القطاع الأكبر من الناس خاصة في أكثر المجتمعات البشرية المعاصرة أخذا بأسباب التقدم العلمي والتقني , فأغلب المجتمعات البشرية في الدول غير المسلمة تعاني اليوم من انفراط عقد الأسرة , والتقنين للممارسات الجنسية بدون أدني رباط , فكثر حمل المراهقات , وأبناء الزنا , والأسر ذات العائل الواحد , وتفشت الأمراض والأوباء والعلل مما لم يكن معروفا من قبل , وقننت الحكومات والتشريعات للعلاقات الشاذة , وصرحت بتبني الأطفال وتنشئتهم في وسط الشواذ , وهي عملية مدمرة للفطرة الانسانية فكثرت الأزمات النفسية وأمراضها , وتضاعفت معدلات كل من الادمان والجريمة والانتحار , وملئت أكثر المجتمعات البشرية ثراء وتطورا ماديا بأخطر مشاكل المجتمعات الانسانية علي الاطلاق ... !!!
ومن هؤلاء الذين لايعرفون لهم أبا , والذين خرجوا إلي الحياة بطرق غير مشروعة , ونشئوا في بيئات فاسدة وبين سلوكيات منحطة وضيعة من يمكن أن يصل الي مقام السلطة في دول تملك من تقنيات ووسائل الغلبة المادية , من مختلف أسلحة الدمار الشامل ما يعينه علي البطش بالخلق , وإفشاء الظلم , وتدمير الحياة علي سطح الأرض , وإفساد بيئاتها والقضاء علي مختلف صور الحياة فيها ... !!! ولا يجد من دين أو خلق أو منطق أي رادع يمكن أن يرده عن ذلك ... !!!
وأغلب وسائل الاعلام في العالم قد وقعت اليوم في أيدي اليهود , في مؤامرة خسيسة علي الانسانية ـ واليهود هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا بصفة خاصة وللانسان غير اليهودي بصفة عامة ـ فوظفوا كافة تلك الوسائل الاعلامية في تدمير البقية الباقية من عقائد وأخلاقيات وسلوكيات المجتمعات الانسانية , وفي تشويه صورة الاسلام في أذهان الناس , وذلك لان مما يسوءهم أن يروا الاسلام ينتشر في مجتمعاتهم المريضة في الوقت الذي يتصورون فيه أنهم قد أحاطوا بالاسلام والمسلمين إحاطة كاملة. ويقبل علي الاسلام في الغرب والشرق قمم الفكر والعلم والرأي لأنهم يرون فيه المخرج الوحيد من الوحل النتن الذي غاصت فيه مجتمعاتهم والذي يعيشون فيه الي أذقانهم في غالبيتهم الساحقة , ووسيلتنا في تحسين صورة الاسلام في العالم هي حسن الدعوة اليه بالكلمة الطيبة , والحجة الواضحة , والمنطق السوي. وخير ما نقدمه في ذلك المضمار مما يتناسب مع طبيعة العصر ولغته هو الاعجاز العلمي للقرآن الكريم , لأننا نعيش في زمن أدار غالبية الناس ظهورهم فيه للدين , ولم تعد قضايا الغيب المطلق من بعث بعد الموت , وعرض أكبر أمام الله الخالق , وخلود في حياة قادمة: أما في الجنة أبدا , أو في النار أبدا
وغيرها من قضايا الدين لم تعد تحرك فيهم ساكنا , ولكنهم في نفس الوقت قد فتنوا بالعلم ومعطياته فتنة كبيرة , فإذا أشرنا الي سبق للقرآن الكريم في الاشارة إلي عدد من حقائق الكون قبل أن يصل الانسان الي شيء منها بعشرات المئات من السنين , وهو الكتاب الذي أنزل علي نبي أمي (صلي الله عليه وسلم) في أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين , فإن ذلك سوف يحرك عقولهم وقلوبهم , وسوف يحضهم علي الاطلاع في كتاب الله الذي ما أطلع عليه عاقل الا ويشهد له أنه لا يمكن أن يكون كلام أحد غير الله الخالق (سبحانه وتعالي) , وفي ذلك تحييد لحجم الكراهية الشديدة التي غرستها وسائل الاعلام الدولية للاسلام والمسلمين في قلوب الملايين , ودعوة مستنيرة الي دين الله وما أحوجنا للدعوة لهذا الدين الخاتم في زمن التحدي بالعولمة الذي نعيشه , والذي يتهدد كافة شعوب الأرض
¥