تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مكتبات مدينة القدس عبر العصور]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[15 - 10 - 2006, 09:17 م]ـ

نظراً للتاريخ الطويل لمدينة القدس ولتاريخ المكتبات فيها كذلك، يمكن تقسيم هذا التاريخ للمكتبات على النحو التالي:

أ ـ الفترة الأولى: وتمتد من الفتح العربي الإسلامي لمدينة القدس وحتى بداية حروب الفرنجة (637 ـ 1099م) ·

ب ـ الفترة الثانية: وتمتد من العصر الأيوبي والعصر المملوكي وحتى بداية العصر العثماني (1187م حتى أواسط القرن التاسع عشر الميلادي) ·

ج ـ الفترة الثالثة: وتمتد من أواسط القرن التاسع عشر الميلادي حتى اليوم·

مكتبات مدينة القدس (637 ـ 1099 م):

تعد مكتبات المساجد والجوامع من أولى المكتبات العربية التي عرفتها فلسطين ومدينة القدس·

وقد أضيفت إلى هذه المكتبات في القرن الثالث للهجرة مجموعات من الكتب التي بدأت تنتشر في بلاد الشام في تلك الفترة مثل كتب الزهري والأوزاعي والوليد بن مسلم، وكذلك الكتب التي ألفها المحدثون الفلسطينيون والمحدثون الذين أموا فلسطين في القرنين الثالث والرابع بشكل خاص· ومن كتب تلك الفترة المسند والجامع والطبقات وغيرها·

وهناك نصوص تتعلق بخزائن المسجد الأقصى يتضح منها أن أهم ما كانت تضمه هذه الخزائن نسخ القرآن الكريم التي كانت توضع في المسجد أو توقف عليه أو تهدى إليه فقد ذكر ابن الفقيه في كتاب البلدان الذي ألفه سنة 290 هـ (902م)

أنه كان في المسجد الأقصى في زمنه (ستة عشر صندوقاً للمصاحف) وقال ابن عبد ربه المتوفى سنة 328 هـ (939م) في العقد الفريد وفيه (أي المسجد الأقصى) سبعون مصحفاً·

وهناك نص ثالث عن خزائن المسجد الأقصى كتب بعد هذه الفترة التي نتحدث عنها، وقد أورده محمد بن علي بن ميسر سنة 677 هـ في تاريخه إذ يقول: إن الإفرنج حاصروا بيت المقدس في رجب سنة 429 هـ (1099م) ·· فهدموا المساجد·· وأحرقوا المصاحف·

ويعتقد د· كامل العسلي أن بقية من المصاحف القديمة لا تزال موجودة حتى اليوم في مكتبة المتحف الإسلامي بالقدس التي تضم أكثر من 650 مصحفاً تاريخياً كتب معظمها بين القرن الثالث والقرن الثاني عشر للهجرة من بينها نصف مصحف قديم مكتوب على ورق بخط كوفي كتب عليه "كتبه محمد بن الحسن بن الحسين بن بنت رسول الله"·

وللأسف الشديد لم تصلنا المخطوطات الأصلية لما ألف قبل القرن السابع للهجرة، وذلك أن الحروب الكثيرة، والفتن الأهلية، والحرائق والزلازل، وعوامل الطبيعة الأخرى، إضافة إلى غارات السلاجقة والحروب الفرنجية قد أتلفت هذه المخطوطات.

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[15 - 10 - 2006, 09:20 م]ـ

يمكن القول إنه ابتداءً من أواخر القرن السادس الهجري (القرن الثاني عشر الميلادي) بدأت تتضح ملامح جديدة لحركة الكتب والمكتبات في فلسطين بشكل عام وفي مدينة القدس بشكل خاص· ذلك أن العصر الأيوبي والعصر المملوكي وبدايات العصر العثماني كانت عصور نهضة علمية وبالتالي نهضة مكتبية تمثلت في مظاهر حضارية متعددة أهمها:

ـ بناء المساجد والجوامع·

ـ إنشاء المدارس المختلفة·

ـ انتشار بيوت الصوفية من خوانق ورباطات وزوايا·

ـ ازدهار معاهد العلم·

ـ كثرة التأليف ورواج الكتب·

ـ إنشاء المكتبات المختلفة والتي من أهمها:

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[15 - 10 - 2006, 09:23 م]ـ

لقد وصل عدد المدارس

وبيوت الصوفية في مختلف أنحاء فلسطين عدة مئات، وكان منها في القدس وحدها أكثر من سبعين مدرسة، إضافة إلى عشرات الزوايا والرباطات والخوانق· وكان في هذه المدارس والزوايا مكتبات وهناك عدد من النصوص تؤكد ذلك· ومن أشهر مكتبات المدارس والزوايا في مدينة القدس في هذه الفترة:

ـ مكتبة المدرسة (الزاوية) النصرية في ساحة الحرم الشريف، أنشأها الشيخ نصر إبراهيم المقدسي في أواسط القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) ·

ـ مكتبة المدرسة (الخانقاه) الفخرية التي وقفها القاضي فخر الدين محمد ابن فضل الله المتوفى سنة (1331 م) · وكانت هذه المكتبة غنية بمخطوطاتها الدينية والفلكية التي وصل عددها عشرة آلاف مجلد·

ـ وكان في المدرسة الأمينية برواق الحرم المقدسي الشمالي غرفة مخصصة للكتب تدعى (المكتبية) ·

ـ مكتبة المدرسة البلدية وهي مكتبة الشيخ محمد بن محمد الخليلي مفتي الشافعية، وهي مكتبة هامة·

ـ خزائن كتب المدرسة الأشرفية السلطانية·

ـ خزائن كتب المدرسة الغادرية·

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير