[مقابلة مع الداعية عبدالله بانعمة]
ـ[محبة العربية]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 04:54 ص]ـ
أجرتها جريدة الأيام اليمنية وتحتوي على قصته كاملة وهي قصة مثيرة ولا شك
استقبلت مدينة غيل باوزير محافظة حضرموت الداعية المعاق عبدالله عمر بانعمة، المشلول رباعيا كاملا، استقبال الفاتحين، بعد أن وصلها قادما من المملكة العربية السعودية في زيارة قصيرة لأرض الوطن.
الداعية الشاب عبدالله بانعمة (32 عاما) روى لـ «الأيام» رحلة العودة الى أرض الوطن بعد غياب دام 22 عاما، وقصة الإعاقة التي أصابته وجعلته مشلولا بعد سؤال وجهه له والده عما اذا كان يدخن أم لا؟ أجاب عليه: «لا والله ما أدخن»، وهو في واقع الأمر يدخن من الخلف بحسب قوله .. فرد والده: «إن كنت يا عبدالله تدخن الله يكسر رقبتك».
وفي اليوم التالي وبعد هروبه من المدرسة اتجه لممارسة السباحة مع بعض صحبته، وقد أخرج من حوض السباحة محمولا على الأكتاف.
أهلاً وسهلاً بكم في مدينة غيل باوزير بعد غياب عنها 22 عاما .. كيف عشت طفولتك وأين؟ وهل يمكن أن تعطي لنا صورة خاطفة عن تلك الفترة؟
- بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أولاً أحب أشكرك يا أخ عمر وتقديري العالي لكل العاملين في صحيفة «الأيام» اليمنية لإتاحة لي الفرصة لكي أذكر الذكريات ورحلة العودة وعودة مؤمل إلى أرض الوطن. طبعا أخوكم في الله ومحبكم عبدالله عمر بانعمة، من مواليد مكة المكرمة في عام 1974م وبعد مولدي في مكة بعامين غادرتها إلى مدينة غيل باوزير وعشت في الغيل عشر سنوات وكانت من أجمل وأروع أيام حياتي، لعبت أيام الطفولة وشقاوتها وصلت وجلت ودرست في مدرسة الفقيد الملاحي واكتسبت بحمد لله وفضله طبع أهل الغيل الرحمة والمودة.
< وفي أي عام غادرت غيل باوزير؟
- غادرت غيل باوزير في عام 1984م وعمري كان 12 عاما وكنت في صحة جيدة وعدت لها في آخر رمضان محمولاً على كرسي وهذا من فضل الله ورحمته علينا وأنا في زيارة قصيرة للأهل والأصدقاء.
< وما هو انطباعك ومشاعرك لزيارة غيل باوزير بعد هذا الغياب؟
- انطباعاتي كانت ممتازة ومشاعري لا توصف حيث استقبلت من أبناء أهل الغيل استقبالا أجهشني بالبكاء وكانوا أوفياء.
< ماذا حدث لك بالضبط؟
- قبل 15 عاماً وشهرين وبالتحديد في عام 93م كنت شابا كأي شاب وكلي آمال كثيرة منها أن أكمل دراستي في أرض الحرمين وأتحصل بعدها على وظيفة طيبة وأتزوج ويكون عندي البنون هي كانت آمال وطموح عندي وكنت في صحة جيدة وأمارس الرياضة ومنها لعبة الكاراتيه ولعبة السلت في جدة وهي دفاعاً عن النفس، وكنت مستعداً ان أضرب أربعة أشخاص ولم أعمل لهم حسابا، وصلت العافية الى أعلى درجة من الله عليّ، وكنت متميزاً في السباحة وهذه الرياضة أمارسها كهواية وفي يوم من الأيام كان يحدثني والدي على سؤال يقول فيه، أنت تدخن السجائر يا عبدالله؟ قلت له لا والله ما أدخن وأنا في واقع الأمر أدخن من خلفه. وهذه يا إخوتي مصيبة عظيمة كنت أشوفها تافهة ومعظم الناس اليوم تشوفها تافهة وهو الحلف الكذب وأنا كذبت على والدي إني لا أدخن والحلف الكاذب قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو اليمين الغموس وأنا كذبت وحلفت أيضاً والله لا أدخن وكان الوقت يشير الى الواحدة بعد منتصف الليل وكان رد الوالد الله يبارك في عمره إن كنت ياعبدالله تدخن الله يكسر رقبتك وايضاً أني رفعت صوتي على والدي وذهبت لأنام وبعدها صحاني لصلاة الفجر لكني ما صليت ورجعت نمت وفي الصباح ذهبت الى المدرسة وأنا متأمل ومتيقن أني سوف أعود إلى البيت وهناك هربت من المدرسة أثناء الدراسة ومعي بعض الشباب كان يوم الثلاثاء قبل الاختبار بـ 4 أيام وكنت أدرس في أول ثانوي وذهبنا الى الشاليهات كنا نخطط بعد ان نقضي وقتاً لكي لا يعلم بأمرنا الأهل لكن قدرة الله فوق كل شيء حصل الحادث في المسبح عندما قمت بالقفز لكي أصل إلى مسافة أطول وأثناء القفز جاء جسمي على الرقبة وانكسرت رقبتي وبقيت تحت الماء ربع ساعة، وتحت الماء شاهدت شريط حياتي لحظة بلحظة ومنها صورة لامراة عجوز أعطيها صدقة في وقت سابق وأشاهدها أمام عيني وهي ترفع يدها للدعاء وطلعوني من الماء جثة هامدة وقلبوني على بطني وانتقلت الى المستشفى.
¥