[نظرات في الفكر الحزبي والوحدوي]
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 10:27 ص]ـ
الغلاف الأول:
ـــــــــــــــــــــــــ
نظرات
في الفكر الحزبي والوحدوي
أنصار العمل الإسلامي الموحد
بيت المقدس
الطبعة الأُولى
1427هـ- 2006م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- (*): عرض سريع دون تدخل أو مقدمات، وقد تم الحصول على الإذن المسبق من أصحاب العمل.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 10:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[نظرات في الفكر الحزبي والوحدوي]
إنّ أهمية الوحدة والائتلاف في حياة أُمّة الإسلام أمرٌ لا يُنكره إلا مكابر، فقد حث الله ورسوله والصحابة وسائر الأئمة على مرّ العصور والدهور على الوحدة والاجتماع، واعتُبر من أجل الفروض كما سيأتي ذكره مُفصّلا في ثنايا البحث، وهو لازم للأُمة لزوم الماء و الهواء كي تقدر على مواجهة الأزمات والنوازل التي نزلت بها من عدوها في كل مكان، ولكي تقدر على إعادة الحاكمية لله في الأرض.
وقبل الخوض في ذلك لابد من التعريف ولو شيئاً قليلا بأنصار العمل الإسلامي الموحد أصحاب هذه الدعوة: فهم يسيرون على خُطى أهل السنة والجماعة في الأُصول والفروع، ولقد نشأ أنصار العمل الإسلامي الموحد في بيت المقدس – حرره الله تعالى – وذلك قبل بضعة أعوام، وقاموا بالاتصال بالجماعات الإسلامية وأحزابها وبالعلماء والمشايخ وسائر الناس بدعوتهم للعمل على وحدة الأُمّة، وأول خطوات هذه الوحدة وحدة الجماعات والأحزاب ومعهم العلماء، ولو على بعض القضايا المصيرية المشتركة، وقد زودناهم ببرامج توحيدية وليس مجرد دعوة، فمنهم من سكت، ومنهم من مدح، ولكنهم على الصعيد العملي في هذا المجال ليس لهم وجود، وكأنّ الأمر لا يعنيهم وإن أصدروا في ذلك البيانات وخطبوا الخطب في تأييده أو الدعوة إليه، فما هو منهم إلا كذرٍ للرماد في العيون، ولسان حالهم يقول:
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 10:30 ص]ـ
إننا من دعاة الوحدة، وكل منهم يريد الآخر أن يعمل معه، لا أن يعمل هو مع الآخرين، بحجة أنه لا يريد الانصهار في الأحزاب أو الجماعات الأُخرى، مع أنّ ذلك ليس حراماً، إلا أنّ المطلوب ليس الانصهار وإنما الاجتماع على أعمال مصيرية مشتركة.
وما زلنا ننادي وننتظر منهم التحرك على مستوى هذه القضية، كما وقد أصدر أنصار العمل الإسلامي الموحد عدة نشرات تحريكية في هذا الصدد، سنذكر بعضها إن شاء الله تعالى ضمن هذا الإصدار، للنّداء مجدداً للوحدة والاجتماع لأنه فرض يعدل فرض الصلاة والصيام ويكفيه أنه داخل ضمن فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه يؤدي إلى إيجاد دولة الخلافة الإسلامية.
ثم الجدير بالذكر هنا: أنّ أنصار العمل الإسلامي الموحد ليسوا حزباً بالمفهوم السائد عند بعض الأحزاب وإن كانوا يشكلون تجمّعاً وجسماً في الأُمّة، وإن كانوا الأقلّون عدداً نسبة إلى غيرهم، فهم يريدون الخير كل الخير لأُمّة الإسلام بدعوتهم هذه، ويُحبّون كل الجماعات الإسلامية ولا يُكنّون لهم أي ضغينة، وإن خالفوهم في بعض الأُُمور والتصورات، وهم على استعداد لأن يكونوا همزة الوصل بين سائر الجماعات في هذه القضية لحظة موافقتهم عليها إنْ أرادوا ذلك، عِلْماً أنه يمكنهم أن يفعلوه من غير وسيط إذا توفرت لديهم النوايا الحسنة والرغبة الحقيقية فيه.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 10:31 ص]ـ
كما ويمكن أن يكون أنصار العمل الإسلامي الموحد تجمعاً سياسياً، لأنّ من أعمالهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويمكن أن يكونوا تجمعاً فكرياً، لأنّ من أعمالهم تعليم المسلمين وتثقيفهم بالإسلام، ويمكن أن يكونوا تجمعاً سياسياً اجتماعياً، لانّ من أعمالهم أيضاً رعاية شؤون المسلمين سواء كان بفصل الخصومات بينهم، أو بإصلاح ذات البين أو بالقيام على الأرملة والمسكين أو بنصرة المظلوم إن أمكن ذلك.
ثم لابد من الإشارة أيضاً إلى أنه ليس لأنصار العمل الإسلامي الموحد أفكاراً حزبية مُتبناة في الأحكام الشرعية، ومن أهم الأعمال التي قاموا بها حتى الآن هي دعوة الأحزاب والجماعات وسائر العلماء معهم للوحدة والائتلاف والاجتماع في مجلسٍ واحدٍ (مجلس الأُمّة الإسلامية) كما هو مبين في برنامج العمل الذي زودناهم به، وترك أتباع هذه الفكرة في أُمور حياتهم أن يختاروا المذهب الذي يريدون من المذاهب المعتبرة إنْ كانوا من أهل التقليد، فإنْ كانوا من أهل الاجتهاد فكل يجتهد رأيه في ذلك، وليس عدم التبني في الأحكام نابعاً عندهم من عدم القدرة عليه، بل لأنّ فيه ما فيه من المزالق والمخالفات الشرعية، من نحو أنّ التبني في الأحكام الشرعية لغير الخليفة بدعة وحرام، ويدعو إلى الكذب وإلى تعطيل الإبداع والاجتهاد وإلى تعطيل طاعة الله تعالى، و يجعل منك إمّعة، ويؤدي إلى الفرقة والاختلاف بين المسلمين.
¥