تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

99 النوع الثالث ما جاء من الكلمات على ثلاثة أوجه وهو سبع إحداها إذ فيقال فيها ظرف لما مضى من الزمان غالبا وتدخل على الجملتين الاسمية والفعلية فالأولى نحو واذكروا إذ انتم والثانية نحو واذكروا إذ كنتم قليلا ومن غير الغالب أنها قد تستعمل للمستقبل نحو فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم فإذ هنا بمعنى إذا لأن العامل فيها فعل مستقبل ويقال فيها تارة حرف مفاجأة إذا وقعت بعد بينا أو بينما

100 فالأول كقولك بينا أنا في ضيق إذ جاء الفرج والثاني كقوله استقدر الله خيرا وارضين به فبينما العسر إذ دارت مياسير وهل هي ظرف زمان أو مكان أو حرف بمعنى المفاجأة أو حرف زائد للتوكيد أقوال ويقال فيها تارة حرف تعليل بالعين كقوله تعالى ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون أي ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب لأجل ظلمكم في الدنيا وهل هي حرف بمنزلة لام التعليل أو ظرف والتعليل مستفاد من قوة الكلام قولان الثانية من الكلمات التي جاءت على ثلاثة أوجه لما بفتح اللام

101 وتشديد الميم فيقال فيها في نحو لما جاء زيد جاء عمرو لما حرف وجود لوجود فوجود مجيء عمرو لوجود مجيء زيد وتختص بالدخول على الفعل الماضي على الأصح وكونها حرفا هو مذهب سيبويه وزعم الفارسي ومتابعوه كابن جنى أنها ظرف للزمان بمعنى حين والمعنى في المثال حين جاء زيد جاء عمرو فيقتضي مجيئهما في زمن واحد وهو غير لازم وتارة يقال فيها إذا دخلت على المضارع في نحو بل لما يذوقوا عذاب حرف جزم لنفي حدث لمضارع وقلبه أي قلب زمنه ماضيا نفيه بالحال متوقعا ثبوته في الاستقبال ألا ترى أن المعنى في المثال أنهم لم يذوقوه أي العذاب إلى الآن وأن ذوقهم له متوقع في المستقبل وتارة يقال فيها حرف استثناء بمنزلة إلا الاستثنائية في لغة هذيل فإنهم يجعلون لما بمعنى إلا في نحو قولهم أنشدك الله لما فعلت كذا أي ما أسألك إلا فعلك كذا ومنه أي ومن مجيء لما بمعنى إلا قوله تعالى

102 إن كل نفس لما عليها حافظ في قراءة التشديد وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة وأبي جعفر ألا ترى أن المعنى ما كل نفس إلا عليها حافظ فإن نافية ولما بمعنى إلا ولا التفات إلى إنكار الجوهري ذلك حيث قال إن لما بمعنى إلا غير معروف في اللغة وسبقه إلى ذلك الفراء وأبو عبيدة وما قاله المصنف حكاه الخليل وسيبويه

103 والكسائي ومن حفظه حجة على من لم يحفظ والمثبت مقدم على النافي الثالثة من الكلمات التي جاءت على ثلاثة أوجه نعم بفتحتين فيقال فيها حرف تصديق إذا وقعت بعد الخبر المثبت نحو قام زيد أو الخبر المنفي نحو ما قام زيد ويقال فيها حرف اعلام إذا وقعت بعد الاستفهام نحو هل قام زيد ويقال فيها حرف وعد إذا كانت بعد الطلب نحو أن يقال لك أحسن إلى فلان فتقول نعم ومن مجيئها أيضا للإعلام بعد الاستفهام قوله تعالى فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم وهذا المعنى وهو مجيء

104 نعم للإعلام لم ينص عليه سيبويه فإنه قال نعم عدة وتصديق ولم يزد على ذلك الكلمة الرابعة مما جاء على ثلاثة أوجه إي بكسر الهمزة وسكون الياء المخففة وهي حرف جواب بمنزلة نعم فتكون لتصديق الخبر ولإعلام المستخبر ولوعد الطالب فتقع بعد نحو قام زيد وما قام زيد وهل قام زيد واضرب زيدا كما تقع نعم بعده هذا مقتضى التشبيه وزعم ابن الحاجب أنها إنما تقع بعد الاستفهام خاصة إلا أنها نعم من حيث كونها تختص بالقسم بعدها نحو قوله تعالى ويستنبؤنك أحق هو قل أي وربي إنه لحق الكلمة الخامسة مما جاء على ثلاثة أوجه حتى فأحد أوجهها أن تكون جارة فتدخل على الاسم الصريح الظاهر فتكون بمعنى إلى في الدلالة على الانتهاء من الغاية نحو حتى مطلع الفجر حتى حين وهل مجرورها داخل فيما قبلها أو خارج عنه أو داخل تارة وخارج أخرى أقوال ذهب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير