تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

110 وجمهور البصريين في نحو فيقول ربي أهانن كلا أي انته وانزجر عن هذه المقالة التي هي إخبار بأن تقدير الرزق أي تضييقه إهانة فقد تكون كرامة ليؤديه إلى سعادة الآخرة ويقال فيها تارة حرف جواب وتصديق بمنزلة إي بكسر الهمزة وسكون الياء وهو قول الفراء والنضر بن شميل في نحو كلا والقمر والمعنى إي والقمر ويقال فيها حرف بمعنى حقا أو بمعنى ألا بفتح الهمزة واللام المخففة الاستفتاحية على خلاف في ذلك النحو كلا لا تطعه فالمعنى على الأول حقا لا تطعه وهو قول الكسائي وابن الأنباري ومن وافقهما وعلى الثاني ألا لا تطعه وهو قول أبي حاتم والزجاج والصواب الثاني وهي أنها للاستفتاح لكسر الهمزة من إن بعدها

111 في نحو كلا إن الإنسان ليطغى كما تكسر بعد الاستفتاحية في نحو ألا إن أولياء ولو كانت بمعنى حقا لفتحت الهمزة بعدها كما تفتح بعد حقا كقولة أحقا أن جيرتنا استقلوا بفتح الهمزة ويدفع بأنه إنما لم تفتح همزة إن بعد كلا إذا كانت بمعنى حقا لأنها حرف لا يصلح للخبرية صلاحية حقا لها الكلمة السابعة مما جاء على ثلاثة اوجه لا تكون تارة نافية وتارة ناهية وتارة زائدة فالنافية تعمل في النكرات عمل إن كثيرا فتنصب الاسم وترفع الخبر إذا أريد بها نفي الجنس على سبيل التنصيص نحو لا إله إلا الله فإله اسمها وخبرها محذوف تقديرة لنا ونحوه

112 وتعمل عمل ليس قليلا فترفع الاسم وتنصب الخبر إذا أريد بها نفي الجنس على سبيل الظهور أو أريد بها نفي الواحد فالأول كقوله تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا والثاني كقولك لا رجل قائما بل رجلان والناهية تجزم الفعل المضارع سواء اسند إلى مخاطب أو غائب فالأول نحو ولا تمش والثاني نحو فلا يسرف في القتل ويقل إسناده للمتكلم مبنيا للمفعول نحو لا أخرج ولا تخرج ويندر جدا في المبني للفاعل

113 والفرق بين النافية والناهية من حيث اللفظ اختصاص الناهية بالمضارع وجزمه بخلاف النافية ومن حيث المعنى إن الكلام مع الناهية طلبي ومع النافية خبري والزائدة التي دخولها في الكلام كخروجها وفائدتها التقوية والتوكيد نحو ما منعك أن لا تسجد في سورة الأعراف أي أن تسجد كما جاء أن تسجد بدون لا مصرحا به في موضع آخر في سورة ص

114 النوع الرابع ما جاء من الكلمات على أربعة أوجه وهن أربع إحداها لولا فيقال فيها تارة حرف يقتضي امتناع جوابه لوجود شرطه وتختص بالجملة الاسمية المحذوفة الخبر وجوبا غالبا وذلك إذا كان الخبر كونا مطلقا نحو لولا زيد أي موجود لأكرمتك امتنع الاكرام الذي هو الجواب لوجود زيد الذي هو الشرط ومنه أي ومن دخولها على الجملة الاسمية المحذوفة الخبر لولاى لكان كذا أي لولا أنا موجود فأقام الموصل المتصل مقام المنفصل وحذف الخبر لكونه كونا مطلقا هذا مذهب الاخفش وذهب سيبوية إلى أن لولا جارة للضمير كما تقدم ومن غير الغالب لولا زيد سالمنا ما سلم ويقال فيها تارة حرف تحضيض بمهملة فمعجمتين وتارة حرف عرض بسكون الراء أي طلب بإزعاج في التحضيض أو طلب برفق في العرض على الترتيب فتختص فيهما بالجملة الفعلية

115 المبدوءة بالمضارع أو ما في تأويله فالتحضيض نحو لولا تستغفرون الله أي استغفروه ولا بد ونحو لولا أنزل إليه ملك فأنزل مؤول بالمضارع أي ينزل والعرض نحو لولا تنزل عندنا فتصيب خيرا ونحو لولا أخرتني إلى أجل قريب فأخرتني مؤول بالمضارع أي تؤخرني ويقال فيها تارة حرف توبيخ مصدر وبخه أي عيره بفعله القبيح فتختص بالجملة الفعلية المبدوءة بالماضي نحو فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة أي فهلا نصرهم قيل وتكون لولا حرف استفهام مختص بالماضي نحو لولا أخرتني إلى أجل قريب لولا أنزل عليه ملك قاله أحمد أبو عبيدة الهروي والمعنى هل أخرتني وهل أنزل والظاهر أنها أي لولا في الآية الأولى وهي لولا أخرتني للعرض كما تقدم وفي الآية الثانية وهي لولا أنزل عليه ملك للتحضيض أي هلا أنزل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير