تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول عثمان القطعاني: إن هذه النصوص تلزم النصارى بخيارين لا ثالث لهما: أما أن يكون حادث الصلب غير صحيح وبالتالي تكون الأناجيل ليس كل ما فيها صحيح ويترتب على ذلك إبطال خرافة الفداء. وهي الأصل لدين النصارى. وإما أن تكون حادثة الصلب صحيحة فيكون المسيح ليس باله لأنه جعل يصيح صياحا عظيما ويقول: يا إلهي. ويستغيث منهم فكيف يكون اله ويستغيث باله آخر؟ وكيف يكون خالق ويغلبه مخلوق؟ وإذا كان اله فمن هو الإله الآخر الذي يدعوه؟ , وإذا قالوا ان الذي قتل هو الجزء البشري " الناسوت " فكيف يعيش الإله بجزء واحد فقط فأصبح الإله غير كامل , قد قال الشاعر: أعباد عيسى لنا عندكم سؤال عجيب فهل من جواب؟

إذا كان عيسى على زعمكم إلها قديراً عزيزاً يهاب

فكيف اعتقدتم بأن اليهود أذاقوه بالصلب مر العذاب

وكيف اعتقدتم بأن الإله يموت ويدفن تحت التراب؟!

بالله عليك أيها القارئ الكريم المنصف هل يحتار من كان له عقل بأن هذا كذب؟ وهل تريد كفرا اكثر من الذين جعلوا المخلوق يقتل الخالق؟!.

ولقد اعترف النصارى ضمنا بتكذيب حادثة الصلب في الأناجيل عندما عقدوا مجمعا في سنة 1950 م قرروا فيه تبرئة اليهود من دم المسيح؟ مع أن الأناجيل تذكر أنهم وثبوا على المسيح كما تقدم! فهل تريد تناقضا بعد كون المسيح قادرا على كل شيء وكونه عاجزا عن حماية نفسه؟.

مع القرآن الكريم وموقفه من هذه العقيدة

إن القران الكريم اثبت بطلان ما عليه النصارى من عقيدة التثليث وتأليه المسيح وقولهم انه ابن الله وغير ذلك الكثير كما تقدم.فقال تعالى: ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)). وقال عن الحلول والإتحاد الذي أخذه النصارى من الوثنية القديمة فكان اساس دينهم وبداية التخبط في الغي والضلال: ((لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح عيسى ابن مريم)). وقال تعالى في نسب عيسى الى الله وجعله ابنا لله: ((وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي أن يتخذ الرحمن ولدا * إن كل من في السماوات والأرض إلا أتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا)).

وقال تعالى: ((ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون)).ورد القرآن على اعتقادهم أن خلق عيسى من أم بلا أب دليل على ألوهيته فقال القران إن عيسى مثل ادم قد خلقه الله من تراب بدون أب ولا أم كما خلق حواء من ادم بدون أم , فالله إذا أراد أن يخلق شيئا إنما يقول له كن فيكون: ((إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)).كما رد القرآن الكريم على ألوهية عيسى وأمه واثبت انه لا دخل لعيسى وأمه فيما يدعونه عليهما فقال تعالى: ((وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد)).فعيسى وأمه لم يطلبا من النصارى عبادتهم وقد تبرأ منهم عيسى وأمه كما تقدم. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رضي أن يعبد من دون الله دخل النار) ولكن عيسى ابن مريم وأمه لم يرضيا بعبادتهم من دون الله كما ذكرت الآيات.

كما أن عيسى عليه السلام تبرأ من قومه ووكل أمرهم بعد رفعه إلى الله فهو الشهيد عليهم ((فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بانا مسلمون * ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين)) والشاهدين هم المسلمون أتباع خاتم الأنبياء لكونهم أقاموا الحجة عليهم وبرءوا عيسى من هذه المفتريات ودعوا الى عبادة الله وحده وبغض ما سواه من الآلهة الباطلة وأتباع الحق.

كما أن الله سبحانه وتعالى اثبت بنفسه عدم الوهية عيسى بالإضافة الى ما سبق من الأدلة وانه ناقص وبشر ولا يستحق أن يرتفع ويرقى إلى مرتبة الالوهية فهذا إنسان لم ما للإنسان ويخضع لما يخضع له الإنسان فهو يأكل ويشرب وبالتالي فعليه أن يلبي نداء الطبيعة ويتغوط وغير ذلك مما يلزم الإنسان في معيشته.ومن كان حاله هذا فلا يرقى لان يكون اله لان الله لا يأكل ((وهو يطعم ولا يطعم)).

قال تعالى: ((ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام)).

وأخيرا اسرد لكم هذه الآية الكريمة لتكون حسن الختام في هذا الشأن وليتضح الحق ويزهق الباطل.قال تعالى: ((لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة وما من اله إلا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم)).

http://albawabaforums.com/read.php3?f=14&i=1294&t=1294

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما قلت بتصرف خاص كنت أقصد بيان قول الله سبحانه وتعالى: ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير