تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولو ذهبنا إلى بغداد حيث المعتصم بالله، وقد بلغه أن حرة عربية وماجدة أصيلة خطفت من قبل الروم لتوضع في سجن عمورية. تلك المرأة تعرف قيمة الماجدة عند المسليمن فصرخت وامعتصماه. فلما سمع أمير المؤمنين، أرسل رسالته الشهيرة إلى حاكم الروم" من أمير المؤمنين المعتصم بالله إلى كلب الروم أما بعد، أطلقها وإلا أتيتك بجيش أوله عندك وآخره عندي" ولم تلق الرسالة استجابة الروم فهم لم يتلعموا دروس الماجدات بعد، فكان على المعتصم أن يعلمهم ذلك الدرس فجائهم بجيش جرار وقد كتب على درع كل مقاتل مسلم اسم عمورية، فدكها وهزم جندها واستعاد المرأة محررة متوجة بالشرف. هكذا يخاف الإسلام على المرأة.

لما أشرفت جيوش هولاكو على مصرسنة 1260م، استحث القائد المظفر قطز المسلمين على القتال فبأي شيء ذكرهم، قال: "يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون أموال بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، فإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين". لقد ذكر القائد خطيئة حريم المسليمن لأن العرب عادة والإسلام ديناً يبذل الجهد الحثيث في الحفاظ على صورة المرأة وشرفها.

يبدو أن ذلك لا يعجب الغرب، بل يشعره بعقد النقص التي لديه في هذا المجال، إذ أنهم قلة أولئك الرجال الذين يعرفون ما تفعل نسائهم، ودون ذلك أولئك النساء اللاتي يعرفن ماذا يفعل رجالهم. ولذلك فهو يبذل قصارى جهده في " تحرير المرأة المسلمة" من كل شيء من حجابها أولاً ثم من عفتها ثانياً. بل وتجتمع المؤسسات الغربية بكل كوادرها، فقط من أجل امرأة تضع على شعرها منديلاً.

وهذه فرنسا "بعلمانيتها" و"حريتها" تشكل اللجان، وتعقد الاجتماعات، فقط لتزيل ذلك المنديل عن رأس المسلمة. فعجباً لهذا المنديل الذي حرم رئيس الجمهورية العلمانية من النوم حتى أصبح هاجسه، ذلك في الوقت الذي تنص فيه العلمانية الفرنسية على احترام حقوق الأفراد في التفكير واللباس والمعتقد .... أي سلاح غطاء الراس هذا؟

وتبرع المؤسسات الأوروبية بتقديم المساعدات للواتي خلعن حجابهن أو اتخذن صديقاً، أو أعلن عن أنفسهن بصفة "متحررات". وتقوم وسائل الإعلام بالحديث عن أولئك الفتيات بوصفهن رموز الحضارة والتحرر. وقد كان لنا زميلة كادت تخسر الدكتوراه التي تحضرها لأنها تحجبت، فقد هددها الأستاذ المشرف على رسالتها ضمناً بخلع الحجاب وإلا. ونسمع كل يوم عن مؤسسات اجتماعية تعرض المساعدات المالية على نساء مسلمات بقصد تشجيعهن على خلع الحجاب.

الغرب الذي يعرف تمسك نسائنا بشرفهن يحاول كل استطاعته لتتخلى أولئك النساء عن عفافهن وطهرهن. فإن لم يفعلن أهانهن بقصد إذلالهن وإذلال من ورائهن من الرجال أيضاً ولهذا يقوم أصحاب "ثقافة الحياة" باغتصاب النساء العراقيات والافتخار بذلك وما قصة عبير التي اغتصبها الجنود الأمريكان ثم قتلوها إلا واحدة من مئات حالات الاغتصاب اليومية التي تجري في عراقنا الجريح. وكذلك حالات تفتيش النساء المسلمات على الحواجز في فلسطين والعراق وأفغانستان، ما هي إلا محاولة من العدو لهتك شرف المرأة المسلمة إذ أن أفهامهم القاصرة لا تعي كيف تكون المرأة المسلمة محافظة على شرفها بينما تعيش الأوروبيات في حالة من هستريا الفوضى. وسبحان الله العزيز الذي قال " ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء".

المشكلة أن الإعلام بيدهم، ولا إعلام لنا، والمال لديهم ومالنا في مصارفهم. فاستطاعوا في كثير من الحالات قلب الحقيقة من خلال تصوير المرأة الغربية على أنها قمة التقدم والحضارة، وأنها قد نالت حقوقها كاملة وهي على قدم المساواة مع الرجل. وكل هذا غير صحيح فباستثناء حرية تصرف المرأة الأوروبية في جسدها، لا تتمتع المسكينة بأية حقوق أخرى وتعامل تماماً كما يعامل العبيد. وفي كثير من الدول الغربية تقوم المرأة بعمل الرجل تماماً من حيث النوع و عدد الساعات لكنها لا تحصل إلا على ثلثي راتبه. والمثير للسخرية أنهم يتكلمون عن العنف الإسلامي ضد المرأة ويتناسون أن المكتب الأمريكي للصحة النفسية مثلاً قد أفاد بأن 83% من الأمريكيات دخلن المستشفى مرة واحدة على الأقل لتلقي العلاج من جروح أو كدمات بسبب العنف الجسدي الذي يتعرضن له. كما يشير تقرير قاموس المرأة الصادر عن معهد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير