تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن المهم هو ما حدث لاحقا، حين احتل الكاثوليكيون أسبانيا من أيدي المسلمين، فقد بسطوا فيها حكما من الإرهاب الديني. لقد وقف اليهود والمسلمون أمام خيار قاس: اعتناق المسيحية أو الموت أو الهرب. وإلى أين هرب مئات آلاف اليهود، الذين رفضوا تغيير دينهم؟ لقد استقبل معظمهم على الرحب والسعة في الدول الإسلامية. لقد استوطن "يهود الأندلس" من المغرب في الغرب وحتى العراق في الشرق، من بلغاريا (تحت حكم الأتراك آنذاك) في الشمال وحتى السودان في الجنوب. لم تتم ملاحقتهم في أي مكان. لم يواجهوا هناك أي شيء يضاهي تعذيب محاكم التفتيش، لهيب المحارق، المجازر والطرد الذي ساد في معظم الدول المسيحية حتى حدوث الكارثة.

لماذا؟ لأن محمد قد منع بشكل واضح ملاحقة "أهل الكتاب". لقد تم تخصيص مكانة خاصة في المجتمع الإسلامي لليهود وللمسيحيين. لم تكن هذه المكانة مساوية تماما، ولكنها كادت تكون كذلك. كان يتوجب علهم دفع جزية خاصة، ولكنهم قد أعفوا من الجيش مقابلها - وهذه الصفقة كانت مجدية جدا لليهود. يقولون أن الحكام المسلمين قد عارضوا محاولات إدخال اليهود في الإسلام حتى بالوسائل اللطيفة، لأن هذا الأمر كان منوطا بخسارة عائداتهم من الضرائب.

كل يهودي مستقيم، يعرف تاريخ شعبه، لا يمكنه إلا أن يشعر بالعرفان تجاه الإسلام، الذي حمى اليهود طيلة خمسين جيلا، في الوقت الذي كان العالم المسيحي فيه يلاحقهم وحاول في العديد من المرات إجبارهم على تغيير دينهم "بالسيف".

قصة "نشر دين محمد بالسيف" هي أسطورة موجهة، جزء من الأساطير التي نشأت في أوروبا أيام الحروب الكبيرة ضد المسلمين - إعادة احتلال أسبانيا من قبل المسيحيين، الحروب الصليبية وملاحقة الأتراك، الذين كادوا يحتلون فيينا. أشتبه في أن البابا الألماني يؤمن هو أيضا بهذه الأساطير إيمانا تاما. هذا يعني أن زعيم العالم المسيحي، وهي لاهوتي مسيحي هام بحد ذاته، لم يبذل جهدا في التعمق في تاريخ أديان أخرى.

لماذا صرح بهذه التصريحات علنيا؟ ولماذا الآن بالذات؟

لا مناص من النظر إلى الأمور على خلفية الحملة الصليبية الجديدة التي يخوضها بوش ومؤيدوه الإنجيليون، وحديثه عن "الفاشية الإسلامية" و"الحرب العالمية ضد الإرهاب"، بينما يتم توجيه كلمة "الإرهاب" إلى المسلمين. إن هذا الأمر بالنسبة لمن يوجه بوش هو محاولة ساخرة لتبرير الاستيلاء على مصادر النفط. هذه ليس المرة الأولى التي تلبس فيها المصالح الاقتصادية الجرداء قناعا دينيا، وهذه ليست المرة الأولى التي تتحول فيه حملة نهب إلى حملة صليبية.

يندمج خطاب البابا بشكل جيد في هذه المساعي. ولا أحد يعرف ما هي النتائج الممكنة.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 01:22 ص]ـ

بوركت أخي على هذا النقل المبارك

اللهم أعز الإسلام والمسلمين

وأرفع راية الدين

وانصر المجاهدين في سبيلك

تحت كل سماء

وفوق كل

أرض

مغربي

ـ[الأحمدي]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 05:44 ص]ـ

جزاك الله خيرا

لم يتطرق الكاتب اليهودي إلى قول البابا: "أما في التعليم الإسلامي، فإن الله فوق البشر ( transcendent) بصورة مطلقة. وإرادة الله ليست مقيّدة بأيٍّ من مقولاتنا، بما فيها مقولة العقل"

و هذا الكلام لا يستطيع استيعابه المسيحيون الذين سخّروا إلاههم ليتحمّل آثامهم و يصلب و يعذّب من أجلهم.

إن أي عقيدة تتلوث عندما يحكّم المخلوق عقله في خالقه، و هذا هو سر فساد أغلب العقائد السماوية التي أنزلها الله الواحد الأحد. و لو أن مرحلة تحريف المسيحية استمرت إلى يومنا هذا لوجدنا فيها أساطير تشبه أساطير الميثولوجيا الإغريقية و اليونانية.

أود أن أنوّه إلى أن البابا لم يخطيء في رقم الآية، هي بالفعل الآية رقم 256 من سورة البقرة و التي فيها: "لا إكراه في الدين".

ـ[فصيحويه]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 07:43 ص]ـ

ليتك تذكر لنا المصدر بارك الله فيك

ـ[سامي المهاجر]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 10:09 م]ـ

بارك الله فيكم جميعا

الرابط هو

http://www.avnery-news.co.il/english/index.html

تجدون فيه المقال باللغه الانكليزيه

ـ[عبدوو]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 10:46 م]ـ

السلام عليكم

انا بصراحة ممتن و معجب كثيرا بهدا الكاتب اليهودي و أنا أشكره في طهر الغيب لدفاعه عن الاسلام و المسلمين هدا يبين قوته و عزمه و عدم خوفه عكس الكتاب المسلمين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير