تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

* وفضلا عن هذا فالكتاب المزعوم يسلب عن محمد –صلى الله عليه وسلم- ودينه وأتباعه، أي أثارة من حق، وأي بقية من خير، وهذا ليس من العدل والإنصاف الذي هو من صفة الوحي الإلهي، القائم على العدل حتى مع كفار المشركين وأهل الكتاب، ومن المقطوع به أن عقلاء العالم على مر التاريخ ـ مهما كانت درجة مخالفتهم للإسلام ـ لم يزالوا يعرفون للنبي –صلى الله عليه وسلم- فضله وفضل شرائعه التي جاء بها، ومنكر هذا كمن يحجب الشمس بيده، لقد زُعم في هذا الكتاب أن محمدا –صلى الله عليه وسلم- لم تكن له أي حسنة ولم يدع إلى أي فضيلة وبر وعدل وإنصاف، وهذه كذبة كبرى لا يجرؤ عليها حتى الشيطان الرجيم، ذلك أننا نعلم يقينا أن كثيرا من الفضائل التي جاء بها النبي –صلى الله عليه وسلم- وتضمنها القرآن الكريم مما تتفق عليه الملل الإلهية جميعا، ومنها النصرانية على ما فيها من تحريف

وفي هذا السياق قارن ذلك بما تضمنه القرآن الكريم من عدل مع أهل الكتاب والملل السابقة، ففرق بين الحق والباطل، وذكر الذي لهم من الحق، الذي لا تحملنا مخالفتهم لنا على جحده، وتكذيبه، وهاك مثالا على ذلك يقول تعالى: (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) (سورة آل عمران: 113،114)

الواجب تجاه هذا الكتاب وأمثاله:

إن هذا الكتاب وما يرمي إليه من أطماع، لا يستهدف فئة بعينها، ولا يوجه إلى دولة دون أخرى، إنه استهداف للإسلام باعتباره دين مليار مسلم، وللمسلمين باعتبارهم أمة تميزت بهويتها وملتها، وهذا الاستهداف العام يجعل المسؤولية عامة للأمة جميعها، كل بحسبه:

فعلى مستوى الدول، يجب أن يعلم قادة المسلمين؛ أن أهل الصليب هم الأعداء، ما بقي إيمان وكفر، ولن يرضوا بأقل من أن نكون شعوبا مغلوبة على أمرها، مستذلة لهم، مأسورة لسلطانهم، ولن يألوا ـ ما وسعهم ـ أن يبقونا على ما نحن فيه من تخلف وبعد عن التأثير في العالم، فليتقوا الله وليكونوا في مستوى الأمانة والمسؤولية، ولا تكن دنياهم أعظم عندهم من دينهم.

وعلى مستوى العلماء وأهل الرأي وقادة الفكر، فالمسؤولية عظيمة، في الوقوف سدا منيعا، أمام هذه المشاريع الصليبية، ببيان الحق والدعوة إليه، وكشف الباطل والتحذير منه، وهنا لا بد من إنشاء المراكز العلمية المختصة التي ترصد حراك أعداء الإسلام، وتحذر الأمة منهم وتكشف خططهم ووسائلهم.

وعلى مستوى الأفراد وعامة الأمة، يجب عليهم من الدفاع عن الإسلام والتحذير من خطط الأعداء بحسب جهدهم وقدرتهم، وما يبلغه علمهم.

ومما يجب أن يُعلم يقينا أن الخطورة ـ في حقيقة الأمر ـ ليست من أمثال هذا الكتاب المتهافت المبطل، وإنما الخشية كلها فيما تخطط له الدوائر الصليبية وترمي إليه من خلال هذه المشاريع وأمثالها، ونحن نعلم مدى تأثير تلك الدوائر الصليبية على القرار في العالم الإسلامي، سياسيا وإعلاميا، بل حتى على الصعيد التعليمي، فجيب أن تتضافر جهود أهل الإسلام عموما لصد غارات المبطلين، وفضح أهدافهم، وهتك أستارهم.

وبعد، فالله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه، ورد كيد المفسدين، وانتحال المبطلين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

نسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابه وسنت نبيه وعباده الصالحين، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم، وأن يجعل تدميرهم في تدبيرهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


(*) عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

==================
المصدر: http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=8006

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 10:40 م]ـ
أخي الكريم،

الفرقان الحق من وضع القس أنيس شورش وآخرين مجهولي الاسم. وضع بتمويل أمريكي كبير تحقق بسعي من الطائفة الإنجيلية، وينشر الآن في جميع الأماكن.

ولن يكون شأنه أكبر من شأن إنشاء مسيلمة الكذاب، إلا أن الفرق بينه وبين إنشاء مسيلمة الكذاب هو أن المسلمين لم يسكتوا لمسيلمة الكذاب في حينه، بينما هم الآن يفتحون ديارهم لبعثات الطائفة الإنجيلية، وهي طائفة بروتستانتية يهودية يقف خلفها المحافظون الجدد في أمريكا، ويسمحون بوجودها بينهم ...

وليس في الفرق النصرانية فرقة أشد عداوة للإسلام من هذه الفرقة المنتشرة في كل مكان. وجميع أولويات هذه الفرقة متجهة إلى بلاد المسلمين. ويتركز نشاطهم الرئيسي في الغرب على التبشير داخل الجاليات الإسلامية المقيمة في الغرب أيضا. ولقد نجحوا قبل سنوات في تنصير صديق لي عراقي، كان في أزمة نفسية لفقدان جميع أهله في الحرب على أيدي مسلمين آخرين كما كان يقول ... إلا أنه عاد إلى الإسلام فيما بعد. وهم أشد دعاة الأرض عدوانية في الطرح ...

عبدالرحمن السليمان.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير