تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 03:31 ص]ـ

أشكر جميع الإخوة والأخوات الذين مروا هاهنا وسطروا ما يعبر عن تقديرهم لأخيهم الضعيف الفقير إلى رحمة الله وعفوه وأدعو الله أن يجزيهم عني خير الجزاء.

الأستاذة: درر وفقها الله، كتبت لك في رسائل الزوار جواب سؤالك ..

وأعود لمواصلة الكتابة في هذه الصفحة بعد هذه المدة الطويلة ..

من الأشياء التي لا أنساها المرارة التي ذقتها عند إعلان نتائج الشهادة الابتدائية ..

في ذلك الوقت كانت اختبارات الشهادة الابتدائية لا تختلف عن اختبارات الشهادة الثانوية، فقد كان طلاب جميع المدارس يوزعون على مراكز للاختبارات، والأسئلة موحدة عن كل المقررات التي درسها الطالب في سنة كاملة ..

كان اختباري في ثانوية العروبة بالقامشلي، وفيها أعلنت النتائج بعد الاختبارات بمدة ليست بالقصيرة ..

لم يكن عندي شك في أنني من الناجحين، لذلك لم أذهب للمدرسة في صباح يوم إعلان النتائج، وإنما ذهبت بعد الظهر ..

كانت المدرسة هادئة فمعظم التلاميذ جاؤوا في الصباح وعرفوا نتائجهم، ولم يكن بالمدرسة معلمون، وإنما كان هناك (آذن) هكذا كنا نسميه وهو المتكفل بنقل الأوراق داخل المدرسة بالإضافة إلى القيام بمهمة البواب .. فسالته عن النتائج، فقال اعطني اسم المدرسة واسمك، فذكرت له اسم المدرسة واسمي، وبدأ يقلب أوراق النتائج دون أن يترك لي المجال لمشاهدتها، لأن له (حلوانية) دراهم معدودة في حال النجاح .. وبعد أن قلب كل الأوراق، وشارفت أنفاسي على الانقطاع هز رأسه قائلا: لا يوجد اسمك بين الناجحين ..

اسودت الدنيا في عيني .. وشعرت بمرارة لا عهد لي بها من قبل فقد شعرت بالظلم والقهر .. كيف حدث هذا؟ كنت متأكدا من إجاباتي، ولم يخطر ببالي أبدا أن أكون من الراسبين .. فانسحبت من غرفته الصغيرة وكلي خيبة مريرة ..

وفي الطريق إلى البيت بكيت بمرارة وانتحاب .. كيف أواجه والدي ووالدتي وأهل بيتي الذين ينتظرون ليعرفوا ترتيبي في مدرستي .. ماذا أقول لهم .. سيقولون: كيف نجح فلان وفلان وفلان وهم دونك بكثير وأنت لم تنجح .. سأتأخر عن زملائي، وسأعيد سنة كاملة في المقررات التي درستها وعرفت ما فيها بما لا مجال للزيادة فيها .. كيف سأواجه زملائي عندما يعرفون برسوبي؟ كيف ساتحمل نظرات الإشفاق في اعينهم .. ؟

كانت المسافة بين المدرسة والبيت تستغرق نصف ساعة بالمشي، لكني لا أدري كم من الوقت استغرق رجوعي، فقد مشيت في نفسي زمنا طويلا مع أحاديث النفس المؤلمة المظلمة ..

وصلت البيت وعندما رأتني والدتي تراجعت البسمة التي كانت على وشك أن تظهر على وجهها، وحل محلها تخوف وترقب ..

- خيرا يا ولدي .. ماذا على وجهك؟ .. آثار دموع؟ هل رسبت؟

لم أجب اومأت برأسي أن نعم، ثم جلست ناكس الرأس حزينا.

_ لا عليك يا ولدي ..

وبعد أن دعت على الذين رسبوني، قالت معزية: ستنجح العام القادم بإذن الله.

لم يكن والدي رحمه الله بالبيت، وعندما جاء ووجد الوجوم على الوجوه تساءل عن السبب، فأجابت والدتي: لا ترك الله حقه لهم، رسبوه.

فقال والدي رحمه الله: الأمر هين لا تهتم يا ولدي ستنجح العام القادم إن شاء الله، وبدأ يحاول تخفيف الأمر علي ..

أما أنا فكنت غارقا في نفسي لا أكاد أحس بما حولي وكلي تساؤل: كيف حدث هذا ... مستحيل؟

عزفت عن الخروج من البيت وعشت في عزلة نفسية أستعرض السنة الدراسية والأساتذة والاختبارات وإجاباتي .. فأشعر بمرارة قهر كبير ثقيل ..

في اليوم الثالث من عزلتي جاءني صديق كان يدرس معي وكان أهله في قرية بعيدة عن القامشلي ولم يكن درى بظهور النتائج جاءني في الصباح وأصر على اصطحابي إلى المدرسة ليعرف نتيجته، فقد بدأ يشعر بالخوف بعد أن أخبرته بنتيجتي ..

ذهبنا في الصباح .. لم تكن النتائج عند ذلك الآذن كانت عند شخصين آخرين .. من الآذنين فأعطاهما صديقي اسمه واسم المدرسة، وبدأ أحدهما يقلب الأوراق أمامنا، وعندما فتح صفحة مدرستنا وجدت اسمي في أول القائمة ولكن لم ار درجتي، شعرت في تلك اللحظة بسرور أزال كل المرارة التي ذقتها وانبسطت أسارير وجهي ..

قال الآذن لزميلي: هات الحلوانية، وهذا يعني أنه ناجح، فأعطاه على ما أتذكر خمس ليرات، فأعطاه درجته، فقلت له: أنا اسمي بهاء الدين فانظر كم درجتي؟

فنظر ثم قال: هات الحلوانية، ولم تكن عندي، فرجعت إلى البيت وقطعت المسافة في الذهاب والإياب عدوا .. وأعطيته الحلوانية فأعطاني الدرجة وكنت الأول على المدرسة.

وإلى اللقاء في حلقة قادمة إن شاء الله.

ـ[فتون]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 04:07 ص]ـ

الله قصة مؤثرة

وجميلة تخيلت طفلا قد انكسرت نفسه

فتأثرت، لك الحق أن لاتناساها.

ولهذا فأنا لاأثق ببعض الموظفات

حينما يبحثن لي عن شيء مهم، وبودي أن

أباشر البحث بنفسي لكن احيانا الحياء يمنع

وأحيانا أمورا تنظيمية تمنع.

زادك الله رفعة ونجاحا وتألقا.

ـ[بل الصدى]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 08:03 ص]ـ

ملأى السنابل تنحني بتواضع * والفارغات رؤوسهن شوامخ

حضرني هذا البيت وأنا أقرأ في هذه السيرة العطرة والمسيرة المتألقة

ولقد كان الشيخ الدكتور من الأحلام التي لم تتحقق، فعندما بدأت دراستي

في الكلية سمعت عن الدكتور الشيء الكثير، ولكن القدر لم يشأ بأن أدرس

معه علم النحو، بيد أن الله يسر لي الدراسة في السنة الأولى على دكتورة

تتلمذت على يديه فكانت بحراً في العلم لا ساحل له ..

وقد أدهشني بحق تمكنها من علم النحو والأدب!!

ومن هنا أوجه لها أصدق الدعوات بأن يرزقها الله من خيري الدنيا والأخرة

فهي من وجهتني لهذا المنتدى الرائع ..

والشيخ الدكتور رمز للعلم يفتخر به وبأمثاله، وإني أرجو من الله عز وجل

أن ييسر للشيخ الإنتقال لجامعة أم القرى لعلي أتابع معه دراساتي العليا ..

بارك الله في الشيخ الدكتور وزاده من فضله، ورفع قدره، وأعلى ذكره،

وأطال في عمره ومتعه بنعمة الصحة والعافية ..

بورك فيك أيتها النبيلة!، فلقد كنت بحقّ نعم الطالبة علمًا و خلقًا و أدبًا، زادك الله من فضله و يسّر لك كل عسير، و وفّقك لبلوغ ما تصبو إليه نفسك الطموح و أنت في أحسن حالٍ صائرةً لخير مآل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير