ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 09:40 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة أخي الفاضل المهاجر، أشكر لك غيرتك على دين الله، أما بالنسبة للقصة التي أوردتها فهي رمزية ولا أدري صحتها من حيث التحقيق العلمي، ولكن فيها دروساً يستفاد منها كباقي القصص الرمزية وهذا واضح من القصة، أما عن الحكم الفقهي عن الهدية من مال حرام هل جائز أم لا فالأمر يحتاج إلى إحالة الموضوع على عالم ليفتي به، وعن الحاج بيكتاش فهو نفسه الذي أشرت إليه،وهو من مشايخ الطرق الصوفية في تركيا ,وكذلك جلال الدين الرومي, ولجماعتهما انتشار واسع هنا، كباقي الطرق الصوفية الأخرى، ولا شك أن ماذكرته هو صحيح بالنسبة للصوفية، وقد أعجبني إنصافك لهم (ولست منهم) ليس كل ماعندهم صحيح ولا خطأ، وأضيف أن كل أمر لم يخالف السنة والكتاب فهو مقبول من أي جهة كانت،وبارك الله فيك وبعلمك أخي الكريم.
مع عاطر التحيات،
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 02:07 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي الشمالي على هذه المشاركة.
ولكن هل أخذ المال الحرام على سبيل التبرع، مع العلم بكونه حراما متعينا، جائز أم لا؟، لأن الحرام هنا متعين، فالرجل قد اشترى البقرة من مال حرام خالص، باعترافه، فلا شبهة اختلاط هنا، بين الحرام والحلال، تبيح الأكل من لحم هذه البقرة؟
وقد أشرت في مشاركتك الكريمة: إلى "الحاج بيكتاش"، ولا أدري إن كان هو "الحاج بيكتاش" رئيس الطريقة البيكتاشية الصوفية، أم لا، فإن كان هو، فالرجل يعتبر بمثابة الأب الروحي لجماعة "الإنكشارية العثمانية"، أو: جماعة الجيش الجديد، التي دوخت جيوش أوروبا في القرون الوسطى، ولكن هذه الفرقة معروفة بالتصوف الغالي، إلى حد جعل بعض المؤرخين ينعتها بكونها طريقة نصيرية باطنية، ومعلوم ما في هذه النعوت من قدح فاحش في أصل الاعتقاد، والله أعلم بحقيقة الناعت والمنعوت.
وكذا جلال الدين الرومي، فهو من المنتسبين للطريقة "المولوية"، وهي طريقة ظهرت في القرن السابع الهجري عندكم في "تركيا" الحبيبة.
ولا أقصد القدح في مشاركتك أو الحط من شأنها، عياذا بالله، ولكنا، أنت وأنا وإخواني الكرام، نقبل الحق من كل من جاء به، فإن كان عند القوم حق قبلناه، وإن كان غير ذلك رددناه، وناقشناه مناقشة هادئة بعيدة عن الصخب، فما حيرني في البداية، كما ذكرت لك، هو مدى مشروعية هذا الفعل أساسا، بغض النظر عن تفاصيل القصة.
والصوفية، بحر واسع، لا يقبل كله، ولا يرد كله، ونحن معهم ما بين:
إفراط، كما هو حال البلاد التي انتشرت فيها الطرق الصوفية كـ "تركيا" و "مصر" و "الجزائر" و "المغرب" و دول غرب إفريقية، إذ يتغاضى الكثير منا عما وقع فيه القوم من بدع وشركيات وخزعبلات بحجة أن ما يرتكبونه من مخالفات هو: "شطحات لا يؤاخذ صاحبها"، أو "موروث ثقافي أشبه بالفلكلور الشعبي" ....... الخ.
وتفريط، يرد كل حسنات القوم، فلهم، مع مخالفاتهم، مواقف مشكورة في الدفاع عن بيضة الإسلام، وخاصة في أيام الدولة العثمانية المجيدة، إذ كانت دولة الخلافة عندكم في "تركيا": حنفية صوفية، ولكنهم، وعلى غير المعتاد، كانوا صوفية مجاهدين، دوخوا الممالك الأوربية، وطرقت جيوشهم أبواب العاصمة النمساوية "فيينا" في الوقت الذي انحسر فيه المد الإسلامي من غرب القارة الأوربية بسقوط آخر قلاع الموحدين في "غرناطة الحبيبة".
وكان لهم كذلك أياد بيضاء في رد المحتل الإيطالي في "ليبيا"، والشمال الإفريقي، وإن تعاونت بعض فرقهم مع المحتل، كما هو حال "الدراويش" عندنا في مصر الذين احتفلوا مع "نابليون" بـ "المولد النبوي"!!!!!!، ولم يجدوا وسيلة لرد الغزاة سوى قراءة صحيح البخاري في الجامع الأزهر دون الأخذ بأي سبب من أسباب المقاومة.
وعند الحكم على الصوفية لابد من مراعاة الفارق المنهجي:
بين متقدميهم، كالجنيد وسليمان الداراني وابن أبي الحواري وسهل بن عبد الله التستري، رحمهم الله، فالقوم على اعتقاد سليم، وإن خالفوا في بعض الأمور العملية.
وبين متوسطيهم كـ: "الغزالي"، رحمه الله، الذي خلط التصوف ببعض الأفكار الفلسفية التي علقت بفكره خلال رحلته الطويلة في دراسة المذاهب المختلفة.
وبين متأخريهم، وإن شئت الدقة، "مخرفيهم"، كـ: "ابن عربي"، و "ابن الفارض"، و "ابن سبعين" الذي جاور بغار حراء طلبا للنبوة!!!.
فالقوم، كما تقدم، بحر واسع، لا يمكن إطلاق الحكم عليهم بالمدح أو الذم، وكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه، ومن أبرز الذين أنصفوهم، ونقدوهم نقدا علميا صحيحا، شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية، رحمه الله، على العكس المتداول بين كثير من الصوفية اليوم ممن يبغضون شيخ الإسلام، ولما يقرءوا نقده بعد، ولكنه التعصب في الحكم على المخالف دون مطالعة أقواله.
ولعل الله، عز وجل، أن ييسر بعرض طبقاتهم مع مناقشتها مناقشة موجزة، فالناظر المنصف لا يستطيع إنكار تأثيرهم الكبير في المجتمع المسلم وخاصة في العصور المتأخرة.
وفي هذا الرابط محاضرة قد تلقي مزيدا من الضوء على هذا الموضوع الثري.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48375
وأعتذر عن الخروج عن الموضوع، ولكنه الحديث ذو الشجون.
والله أعلى وأعلم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخى مهاجر, وأحسن إليك.
¥