ومما يلفت النظر في كلام المغيري:
أ- أن الشاعر عروة بن إياس لم يشر إليه النسابون عند سردهم لأنساب مشاهير بطون قبيلة خزاعة.
ب- لم يصل المؤلف نسب إياس بن معاوية الى حبشية، فلذا يعد نسبه منقطعا.
ج- رغم تفصيل النسابين القدامى خاصة ابن الكلبي لبطون وأفخاذ خزاعة إلا أنهم لم يشيروا الى وجود فرع من حبشية يسمى إياس.
د- يوحي قول المؤلف “ويقال إن بني إياس أهل عمان “ بأنه متشكك في صحة هذا القول، وأنه يحتمل أن يكون بنو إياس الذين في عمان (يعني الامارات) من غيرهم.
ه- لست أدري ما وجه ذكره لإياس بن قبيصة الطائي في هذا السياق! حيث أن عبارات المؤلف هنا سقيمة التراكيب.
5 - كتاب (كنز الأنساب، ومجمع الآداب) للشيخ حمد بن ابراهيم بن عبدالله الحقيل، وهو نسابة وفقيه سعودي معاصر.
ذكر تحت عنوان (عائلات في الجزيرة العربية) ما يلي:
“وبنو ياس بن عمرو بن عامر بن صعصعة منهم آل نهيان والرواشد في دبي والمناهيل والمناصير وهاجر، ومن الدواسر وبنو رواحة وغيرهم” كنز الأنساب ص 241.
ومن الملاحظات التي يمكن إثباتها هاهنا تعليقا على هذا النص:
أ- أن المؤلف ركب متن الشطط فنسب إلى عامر بن صعصعة ولدا ليس له وسماه (عمرو) فوقع في ذات الوهم الذي وقع فيه معاصره الشيخ سالم بن حمود السيابي.
ب- أنه أدخل في قبيلة بني ياس قبائل ليست منها وإنما هي قبائل مستقلة كالمناهيل والمناصير وبني هاجر وبني رواحة.
ثانيا- ما ورد من إشارات في عدد من القصائد المحلية الفصحى والنبطية حول نسب بني ياس:
كان استاذنا الأديب المؤرخ النسابة حمد بن خليفة بوشهاب رحمه الله قد زودني بتلك الأبيات من محفوظاته، وهي أبيات تستحق الوقوف عليها والتمعن فيها بعين ناقدة، وهي تعبر عما هو متعارف عليه في زمان قائليها.
- فمن ذلك بيت للشاعر محمد بن ثاني بن قطامي بن سيار من قصيدة له قالها في عام 1910 تقريبا يمتدح فيها حاكم دبي الشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم (حكم من 1906 - 1912م) يقول فيه:
(بني ياس بن عامر بن لؤي
جنودي لا خلت منهم أيادي)
- وقول الشاعر راشد بن مرشد الحميري عن بني ياس:
(ثيبة بني ياس بن عامر لكنهم
مناعير قوم ما قضى الله كارها)
وقوله في موضع آخر من القصيدة:
(هل الجود والماجود والحرب والجسا
نزارية نذري بها عن نزارها)
- ومن قصيدة فصحى للشاعر الشهير مبارك بن حمد العقيلي يمتدح فيها الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان حاكم أبوظبي (1855 - 1909م) يقول في أحد أبياتها:
(إلى هؤلاء القوم والشيخ زايد
وإخوانهم أبناء ياس وعامر)
- وقول الشاعر الأديب الاستاذ أحمد بن سلطان بن سليم الفلاسي:
(تسامى بهم ياس بن عامر مفخرا
فأكرم بهم فرعا وأكرم بهم نجرا)
وقوله في موضع آخر:
(ألا نهضة ياسية يمنية
يزاح بها الهم الذي أوغر الصدرا)
ومما يلاحظ على ما ورد في مجمل تلك الأبيات:
أ- من خلال البيت الذي ورد في قصيدة ابن قطامي نجد الشاعر ينسب بني ياس إلى (ياس بن عامر بن لؤي)، ومن المعلوم أن عامر بن لؤي أبو بطن كبير من بطون قبيلة قريش، والصحيح أنه ليس لعامر بن لؤي ولد يسمى ياس، وقد سرد النسابة مصعب بن عبدالله الزبيري - وهو حجة في نسب قومه قريش - أسماء أولاد عامر بن لؤي وهم أربعة ذكور: حسل، معيص، عويص، نعيم، وبنتا تسمى كلفة، وذرية عامر هذا تناسلت من ولدين فقط هما حسل ومعيص، لاعقب لعامر الا منهما.
ب- يتفق كل من الشاعرين راشد بن مرشد الحميري وأحمد بن سلطان بن سليم مع زميلهما ابن قطامي في تسمية (ياس بن عامر) الثنائية لكنهما يخالفانه في كونهما ينسبان بني ياس الى قحطان وهو المعبر عنه باليمانية، بينما جعلهم ابن قطامي عدنانيين من قريش.
ج- عطف الشاعر مبارك العقيلي اسم (ياس) على (عامر) ولم يجعله ابنا له رغم انعدام الضرورة الشعرية لذلك في البيت.
خلاصة القول في جميع ما سبق:
¥