ب- اشتهر بنو ياس بالقوة والبأس والحمية العربية حيث كانوا قادرين على حماية المستجير، وقد وصفهم المؤرخ ابن قيصر بأنهم أولو الشدة والعزم والبأس.
ج- لم يكن بنو ياس خاضعين لدولة اليعاربة في عهد إمامها الأول ومؤسسها ناصر بن مرشد اليعربي وانما كانوا مستقلين بحكم أنفسهم.
د- كانت تربط بني ياس بالهلاليين الجبور علاقات حسنة.
2 - كتاب (الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان) تأليف المؤرخ والأديب حميد بن محمد بن رزيق النخلي العماني (توفي حوالي 1290ه):
فقد قال في شرح أحد أبيات قصيدته البائية التاريخية التي بنى عليها كتابه: “الظفراء (أي الظفرة) رمال منتزحة من توام عمان، يسكنها بعض أعراب بني ياس وغيرهم، وبنو ياس هم بنو إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .. فإن بني إلياس قد تنسبهم عامة الناس الى هذه الغاية: بني ياس، وتنسبهم الى اليمن وهم بنو إلياس بن مضر .. نزاريون لا يمنيين، والأولى أن ينسب المرء الى قومه وعشيرته” (الشعاع ص،101،102 115).
ولكن لي تحفظات على هذه النسبة أوردها في النقاط الآتية:
أ- أن إلياس بن مضر جد قديم عاش في فترة ما قبل الميلاد بما لايقل عن قرن، وهو أحد الفرعين الرئيسيين اللذين يشكلان كتلة مضر العظيمة (إلياس وقيس عيلان).
ب- تفرعت من الياس بن مضر قبائل كبيرة صار لكل منها كيان قبلي مستقل منذ عصر الجاهلية المبكرة، ولم تعد هناك قبيلة واحدة ذات كيان واحد تحمل اسم الجد الأعلى (إلياس)، وقد جرت العادة والسنن الاجتماعية في المجتمعات القبلية على اتخاذ مسميات عشائرية جديدة مع ازدياد التفرع والانقسام، وترك الانتماء الى الأجداد الأقدمين.
ج- من أبرز القبائل الكبيرة والشهيرة التي تفرعت من الياس بن مضر: بنو كنانة (ومنهم قريش) بنو أسد بن خزيمة، هذيل،، بنو تميم، بنو ضبة، تيم الرباب .. إلخ فهل يصح أن نقول إن هؤلاء كلهم اليوم بنو ياس؟!
د- الأقرب في النسبة أن تكون بنو ياس مخففة عن إياس وليس عن إلياس.
3 - كتاب (إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان) وكتاب (العنوان عن تاريخ عمان) كلاهما من تأليف الشيخ الفقيه المؤرخ النسابة الأديب سالم بن حمود السيابي العماني (توفي 1414ه):
فقد تناول في كتابه الأول نسب بني ياس فنسبهم اجتهادا منه الى (ياس بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة .. من قيس عيلان) اسعاف الأعيان ص 28.
بينما اكتفى في كتابه الآخر (العنوان) بالإشارة الى أن بني ياس هم “على الشائع عند نسابة عمان نزاريون من رهط عامر بن صعصعة” العنوان ص 142.
ولكن يؤخذ على هذا القول المآخذ التالية:
أ- أن مشاهير النسابين المتقدمين - كابن الكلبي وابن حزم - حينما تناولوا بالتفصيل نسب بني عامر بن صعصعة لم يذكروا لعامر ولدا يسمى ياس، وإنما ذكروا له ستة من الولد على سبيل الحصر وهم: ربيعة (تركزت في ذريته زعامة القبيلة وغالبية أفرادها) ونمير، وهلال وسواءة، وحبيب، والحارث (لا عقب له).
ب- لو فرضنا أن لعامر بن صعصعة ولدا يسمى ياس لكانت ذريته في صدر الاسلام تشكل بطنا من بطون قبيلة بني عامر - قياسا على بقية البطون - ولتناول النسابون مشاهير ذلك البطن كعادتهم وساقوا نسبهم الى ياس.
ج- دأب المرحوم الشيخ السيابي على نسبة عدد من الأبناء الوهميين إلى عامر بن صعصعة مثل: مرة، وعمر، وعمير، وشكيل، وعادية، ونسب إليهم قبائل عمانية معاصرة دون تحقيق.
د- في مواضع متفرقة من كتابه إسعاف الأعيان نسب العلامة السيابي عوامر عمان إلى عامر بن صعصعة، ونسب المناصير إلى منصور بن عكرمة بن خصفة بن إلياس بن مضر وهو أحد أجداد عامر الأبعدين، وبالتالي فإنه من حيث لم ينتبه جعل بني ياس بطنا من العوامر! والعوامر بطنا من المناصير! وهذا مجانب للصواب.
4 - كتاب (المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب) للشيخ عبدالرحمن بن حمد بن زيد المغيري (نسابة نجدي لم أقف على تاريخ وفاته).
تناول نسب بني ياس عند حديثه عن قبيلة خزاعة، غير أن عباراته تفتقر إلى الترابط وتتسم بالغموض نوعا ما، ففي حديثه عن بني حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن لحي وهم زعماء قبيلة خزاعة يقول “ومنهم عروة بن إياس الشاعر، وبنو إياس بطن من حبشية من خزاعة، ويقال إن بني إياس أهل عمان، وممن ينتسبون في إياس بن قبيصة الطائي”!! المنتخب ص 108.
¥