وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب نا جعفر بن عون أنا أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن لله عز و جل ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة في الأرض لا يقدر فيها على الأعوان فليصح فليقل: عباد الله أغيثونا أو أعينونا رحمكم الله فإنه سيعان لفظ حديث جعفر و في رواية روح إن لله ملائكة في الأرض يسمون الحفظة يكتبون ما يقع في الأرض من ورق الشجر فما أصاب أحدا منكم عرجة أو احتاج إلى عون بفلاة من الأرض فليقل: أعينونا عباد الله رحمكم الله فإنه يعان إن شاء الله.
وفي هذا الطريق علل:
أ – فيه أسامة بن زيد الليثي قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق يهم.
وقال أحمد: ليس بشيء، وقال عبد الله لأبية أحمد أراه حسن الحديث فقال أحمد: إن تدبرت حديثه فسوف تعرف فيه النكرة.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وتركه يحيى بن سعيد القطان وقال: اشهدوا أني قد تركت حديثه. تهذيب التهذيب (1/ 209)
ب – أن جعفر بن عون وروح بن عبادة، قد خالفا حاتم بن إسماعيل فرويا الحديث موقوفاً على ابن عباس، وهما ثقتان حافظان، وحاتم فيه ضعف، واحتمال تحمل ابن عباس الحديث من مسلمة أهل الكتاب وارد.
الطريق الرابع:
روى الطبراني في المعجم الكبير (17 - 117) حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا أحمد بين يحيى الصوفي حدثنا عبد الرحمن بن شريك حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن زيد بن علي عن عتبة بن غزوان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((إذا أضل أحدكم شيئاً أو أراد عوناً وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني، فإن لله عباداً لا نراهم)) وقد جرب ذلك.
وفي هذا الطريق علل:
أ – فيه عبد الرحمن بن شريك، قال الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ.
ب – وفيه شريك بن عبد الله، قال الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ كثيراً.
ج – الانقطاع بين زيد بن علي وبن عتبة بن غزوان، كما قال الحافظ انظر شرح الأذكار لابن علان (5/ 151)
تنبيه:
ورد عن بعض أهل العلم قولهم أن هذا الحديث قد جُرّب فوجد حقاً، وهذا لا يقدم ولا يؤخر في ثبوت الحديث شيئاً، لأن ميزان ثبوت النصوص صحة نقلها بشروطها باتفاق أهل الملة.
وقد روى الهروي "رحمه الله" في كتابه ذم الكلام (4ـ 68ـ1): أن عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق، وكان قد بلغه أن من ضل في مفازة فنادى: عباد الله أعينوني. أُعين. قال: فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده. قال الهروي: فلم يستجز أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده.
يقول الأستاذ عبد الرحمن بن محمد سعيد: " ولو فرضنا أن الرواية بلغت مرتبة الحسن فإنها شاذة بالنسبة لما خالفها من الروايات الأصح سنداً، ابتداء من كتاب ربنا: {فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]، {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاّ إِيَّاهُ} [الإسراء: 67]، [الإسراء: 67] ولا فرق بين الأرض الفلاة وبين البحر، وتتعارض وقوله: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ، قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 63، 64] فالآية تؤكد أن الله وحده هو المنجي لعباده في البر والبحر.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
منقول من بحث لأبي أحمد محمد أمجد البيطار
ـ[غردقة السوافي]ــــــــ[09 - 07 - 2007, 05:43 م]ـ
إجابة هذا السؤال منقولة من شبكة الدفاع عن السنة قسم الرد على الشيعة
إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا وهو بأرض ليس بها أنيس؟
فليقل يا عباد الله أعينوني ثلاثا فإن لله عبادا لا يراهم. وقد جرب ذلك كذا في الأصل ولم أعرف تعيين قائله ولعله مصنف المعجم» (فيض القدير1/ 307).
قلت: فيه عبد الرحمن بن شريك وهو ابن عبد الله القاضي وأبوه كلاهما ضعيف. قال الحافظ في الأول «صدوق يخطئ» وفي الثاني « صدوق يخطئ كثيرا». ورواه الهيثمي ثم أشار إلى ضعف بعض رواته (مجمع الزوائد10/ 132).
وفيه انقطاع بين عتبة وابن علي.
وعلى فرض صحته فهو منطبق على الجن أو الملائكة الذين لا نراهم عادة. وقد جاء في آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة. أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ « إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يتساقط من ورق الشجر. فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني» (قال الحافظ كما في شرح ابن علان (5/ 151) « هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا، أخرجه البزار وقال: لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه. وحسنه السخاوي في الابتهاج وقال الهيثمي « رجاله ثقات» غير أن البيهقي رواه في الشعب موقوفا. والشيخ الألباني حسن الرواية غير أنه أوقفها على ابن عباس. (انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة2/ 108 ح رقم (655).
وأما قوله والنووي والبيهقي « إنه جربه هو وبعض أكابر مشايخه» فالسنة لا تثبت بالتجربة وإنما بالسند.) انتهى النقل بنصه
¥