وعلينا ان نبني الخطبة حول عدد قليل من النقاط الرئيسة والمشاعر المتعلقة بها لا ان نبنيها حول الحقائق. ففي عالم المعلومات الضخمة اليوم حيث مدة تركيز السامع ومتابعته محدودة جدا فان الجمهور يريد ماهو أكثر من الحقائق. فالتلفاز قد ساهم في صنع مجتمع لايتحلى بالصبر يتوقع فيه المشاهد منا ان نوصل موضوعنا اليه بسرعة وببساطة لانه قد تشبع بالحقائق. الناس تريد ان تفهم الصورة الكلية للأحداث، وإذا استطعنا ان نوصل رأينا بوضوح وحماس فسيبقى أثره لمدة أطول في أذهانهم وستزيد فرصنا لإقناعهم بان مانقوله لهم له قيمة كبيرة ويستحق الدراسة والتأمل.
ومن أجل غرس الحماسة في إلقائنا فاني أؤمن بان كل خطبة يجب ان نحقنها بالأدرينالين (هرمون النشاط). وبدرجة عالية من الإثارة حول الرسالة التي نطرحها على الجمهور، ونشعرهم باننا احترمناهم وحضرنا المحاضرة خصيصا لأجلهم فيشعروا بانها مفصلة خصيصا لهم وليست مأخوذة من رف الملابس الجاهزة.
وبالاضافة الى الوضوح والحماس فعلينا ان نوجد فرصا لحقن بعض الجرعات من الفكاهة، وهذا لايعني انه يجب علينا إلقاء النكت او ان نجعلهم يستلقوا على ظهورهم من شدة الضحك. ولكن ان كان ثمة مايضحك في موضوعنا فعلينا الإشارة اليه وكل مايهمنا ان نصل على الأقل إلى ابتسامة او ضحكة خفيفة.
وانا أؤمن ان الوقت المثالي للخطبة هو عشرون دقيقة، وان تكون معلوماتنا تملأ عشرة أضعاف ذلك الوقت، فتمكننا إلى هذا الحد من موضوعنا يعطينا مصداقية وتضفي علينا الحماس، وان الوقت فقط هو الحاجز بيننا وبين طرح المزيد من المعلومات والآراء لجمهورنا.
واود التنبيه الى ضرورة مقاومة الإغراء للحديث لمدة أطول من المحددة لنا لأجل إعطاء المزيد من المعلومات والتفاصيل. ولنتذكر ان فولتير هو القائل (السر لتكون مملا هو ان تقول كل شئ).
وماذا عن البروفة (التدرب)؟! انا أبذل كل الوقت اللازم للتأكد من ان خطبتي ستمضي بسلاسة، حتى لو اضطررت لان اعمل في المنزل. وإذا كانت خطبة رئيسية فاني أعمل بروفة (التدرب). وكثير من الناس يجدون انه من المفيد تصوير انفسهم بالفيديو أثناء التدرب، وهذا من أفضل الطرق لترى بنفسك كم انت طبيعي في القائك.
وإذا قررت ان تكون هناك فترة للأسئلة والأجوبة فتوقع نوعين رئيسين من الأسئلة. النوع الاول هو الاسئلة التي تدور حول الآراء وهذا هو النوع السهل. وأما النوع الثاني فهو الذي يتحدى معلوماتك ويتطلب دقة في الإجابة مثل (كم طنا من القمح تشتري شركتكم كل يوم؟) وأسوأ مايمكن ان تفعل هو محاولة الإجابة وانت لاتعرفها بدقة، والافضل من ذلك ان تقول (دعني أبحث عن هذه المعلومة ثم ساوصلها إليك لاحقا) واحرص على ايصالها فعلا فيما بعد.
وأقتراح آخر هو ان توزع الاسئلة في اماكن مناسبة اثناء القائك ولا تتركها لما بعد الخاتمة. فهذا يعطيك فرصة لتلقي مايناسبك من الاسئلة ثم تختم بالخاتمة المعدة مسبقا مما يجعل خاتمتك اكثر فاعلية وتحت سيطرتك.
ولان دعونا نتحدث عن التقديم.
وأهمية التقديم تثبتها الإحصاءات التي تشير إلى ان أثر المحتوى لايزيد عن 7% فقط بينما 93% من التأثير للتقديم، منها 55% للحركة و38% للأسلوب والصوت، وباختصار فالكلمات أثرها محدود بينما الأثر الأكبر هو لك انت.
وفي الحقيقة ان خطبتك تبدأ قبل ان تصعد المنصة حيث يشكل الجمهور انطباعا عنك من مظهرك وحركاتك فور رؤيتهم لك.
وفي عالم اليوم، من أهم الأمور التي تؤثر سلبا او ايجابا على عملية الاتصال هو كم يعجب الناس بك؟ والإعجاب مصطلح مبهم ولكن من الأمور المؤثرة فيه قدرتك على إظهار: التفاؤل، الاهتمام بالآخرين، القدرة على رؤية الفرص حتى في الحالات الصعبة، القدرة على التماسك، القدرة على الضحك بسهولة حتى على نفسك، القدرة على الأداء المتميز حتى عند المشاكل، والقدرة على التواضع عند النجاح.
¥