تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبما انك تعرف انك أمام المجهر حتى قبل صعودك المنصة فمن الأفضل ان تتعامل مع الأمر بكل ثقة وتبتسم وتثق بإعدادك وتحضيرك، وذكر نفسك بجواب الملكة فكتوريا عندما سألها أحدهم عن النتائج التي ستترتب على احتمال خسارة بريطانيا للحرب فأجابت بقولها: (نحن غير مهتمين باحتمالات الخسارة)، فبالنسبة لها هذه الاحتمالات غير موجودة، حيث فهمت ان التفكير السلبي سيؤدي الى نائج سلبية، وان التفكير الايجابي سيؤدي الى نتائج ايجابية.

وانت كذلك عليك ان تثق ان خطبتك ستسير على مايرام فهذا الشعور بحد ذاته كفيل بان تسير الامور على مايرام وان الجمهور سيتلقاك ويرحب بكفاءتك وثقتك بنفسك ولا تنس بانك شخص محبوب، وانك تعرف مادتك جيدا، وقد تدربت كثيرا عليها وتعرف تسلسلها بطلاقة: انت جاهز، والأمر ظاهر.

ولكن ورغم كل هذا فهناك من يشعر بالخوف من الحديث امام الناس، فما الحل؟ هل يجب عليك التخلص من الخوف والشعور بالاسترخاء؟

على عكس المفهوم العام، فجواب على هذا السؤال هو (لا). فأعتقد ان افضل طريقة للتعامل مع الخوف هي عدم محاولة الاسترخاء الكامل، حيث سيظهر ذلك أمام الجمهور بانك ميت وبدون تعابير وممل، والأفضل من محاولة التخلص من فراشات الخوف هو ان تحاول جعلها تطير في تشكيلات جميلة.

هذا يعني انه بدلا من القلق بسبب الخوف، فمن الأفضل ان نحول هذا القلق والخوف الى طاقة ايجابية تتمثل في المزيد من الحماس وانفعالات صوتية وحركة جسد أفضل، فالخوف شعور واحساس طبيعي في هذه الحالة ولذا فالاستفادة منه تساهم في اظهارك امام الناس بصورة المتحمس المتمكن والانسان المثير، وانت فعلا كذلك.

وماذا عن طريقة وقوفك؟ الوقوف الطبيعي والسهل هو الأفضل، والابتعاد عن أي طريقة وقوف او حركة قد تشغل الجمهور عنك مثل: اليدان مطويتان اما الصدر، او متماسكتان خلف الظهر او على الخصرين او إمساكهما امام الحضن او الاهتزاز للأمام والخلف واللعب بالنقود في الجيب او كثرة تحريك الاوراق.

وانصح كذلك بعدم التركيز على الجانب الميكانيكي من الإلقاء، ولكن الكثير من الخطباء يؤكدون على ان اداءهم يتحسن عندما تنطلق حركة اليدين من جهة الكتفين وليس الكوعين، فهذا سيظهرك بصورة المرتاح وليس المتجمد او الخشبي، كما انه من المفيد الوقوف بثبات على الأرض وبدون تحويل ثقل الجسم من الاعتماد على رجل الى الرجل الآخرى، وكذلك فان التنفس بعمق خمس مرات قبل البدء بالحديث يساعد جسدك على الارتياح ويفتح مجرى الهواء بحيث ينطلق صوتك بشكل أفضل.

فبينما تريد ان تتحكم في طاقتك وصوتك فانت لاتريد ان تتكلم بنبرة واحدة لان هذا متعب وممل، ونحن نريد صوتا متنوعا في تعابيره ونبراته وارتفاعه، فمثلا الذين يتكلمون عادة ببطء سيساعدهم ذلك ان يتحدثوا بسرعة قبيل الإلقاء مباشرة.

وعلينا تجنب النطق بكلمات او اصوات خطأ لنملأ بها الفراغ بين الكلمات والجمل لانها تشغل الجمهور ومن أمثلتها:

آ آ آ فهذه أسوأ إهانة، وهي اكثر صوت يساء استخدامه في كل اللغة. ولك ان تختار لنفسك أيهما العقاب الأسوأ: مائة يوم من التعذيب بالطريقة الصينية القديمة بوضع السجين في غرفة تنزل فيها قطرات الماء ببطء وإلى مالانهاية (طاخ، طاخ، طاخ ... ) او مائة يوم من الاستماع لمحاضر يستعمل آ آ آ كل ثالث اورابع كلمة. انا شخصيا سأميل للعذاب بالاستماع للماء.

ولتنجنب كذلك تكرار كلمات معينة من مثل (في الحقيقة) او (بصراحة). هاتان الكلمتان الآخيرتان لا تخدمان أي هدف، وقد تؤديان لنتائج سلبية حين يتساءل بعض المستمعين في انفسهم عن مدى الحقيقة او الصراحة في حديثك السابق عندما تقول لهم انك الان ستقول الحقيقة او ستتحدث بصراحة.

ومن العوامل الأساسية للإلقاء الفعال كذلك التواصل بالعين مع أحد الحضور من ثلاث إلى خمس ثوان او حتى تكمل الفكرة التي تقولها. وكذلك يستفيد المحاضر من هذا التواصل بالعين فهي تجعله مركزا الاهتمام المستمعين وتجعله يرى ردود أفعالهم بشكل مباشر ومستمر ليعرف ان كان مايقول قد حقق أهدافه. فانت تستطيع ان تعرف من ردود افعالهم وتعابيرهم ان كانوا يسمعون باهتمام او تشتتوا ذهنبيا او محتارين او قد ملوا او غير موافقين، وإذا لم تحصل على النتيجة التي تريد فبإمكانك تغيير طريقة طرحك.

والان دعونا نتحدث باختصار عن وسائل الايضاح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير