ومع كونه لا سند له أصلا، حتى قال السيوطي رحمه الله: لعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا، فمعناه، أيضا، مستنكر، إذ هو مصادم لنصوص قطعية تحض على الائتلاف والتمسك بالكتاب والسنة نحو:
قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)
وقوله صلى الله عليه وسلم: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة)
فكيف يكون الاختلاف رحمة؟!
صحيح أنه قد وقع، وافترقت الأمة، إلا أنه وقع كونا، ولم نؤمر به شرعا، فهو في حد ذاته أمر منهي عنه، ولكن الله، عز وجل، شاء لحكم قد تظهر لنا أو تخفى علينا، شاء بإرادته الكونية أن تفترق الأمة، بل وأن تسفك فئام من الأمة دماء فئام أخرى، مذ خرج الخوارج على عثمان، رضي الله عنه، مرورا، بفتنة الجمل وصفين اللتين ظهر بعدهما الخوارج الذين قتلوا عليا، رضي الله عنه، وحاولوا قتل معاوية وعمرو، رضي الله عنهما، وكل هذا الإفساد في الأرض، نتيجة لوقوع الخلاف المنهي عنه، الذي يوغل الصدور، ولا زال مسلسله مستمرا حتى اليوم، كما هو الحال في العراق وفلسطين.
ولا أحد ينكر أنه قد يكون من الخلاف ما هو سائغ لا ينكر فيه على المخالف، في كل فروع المعارف، كما ذكر مثنى، فمن الخلاف ما هو سائغ في:
العقائد كمسائل كثيرة من أشهرها: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المعراج، أو وقوع عذاب القبر على الروح والبدن، أو على الروح فقط ......... إلخ من المسائل المبسوطة في كتب العقائد.
ومنه ما هو سائغ في الشرائع: كصيغ الأذان والتشهد ....... إلخ.
ومنه ما هو سائغ في النحو، كالخلاف بين الكوفيين والبصريين في مسائل لا تحصى.
.............. إلخ.
ومنه ما هو غير سائغ، ينكر فيه على المخالف، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا:
فلك أن تتخيل من يخالف في وجود الباري، عز وجل، محتجا بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية!!!!، كيف يمكن أن يقر على ذلك؟!، ولا أعني أن يقتله آحاد الناس، مثلنا، فيصبح المجتمع غابة، بل للمسألة ضوابط شرعية دقيقة في جهاد المخالف بالسيف والسنان تارة، وبالحجة والبرهان تارة أخرى، على تفصيل ليس هذا موضعه، وإنما أردت الإشارة فقط لخلاف لو ساغ لانحلت عرى الملة عروة عروة تحت شعار "حرية الفكر"، الشعار المطاط الذي يحتمي وراءه كل زنديق ليبرر تطاوله حتى على رب العالمين!!!، ومرة أخرى: أمر الدماء ليس موكولا لآحاد الناس، أمثالنا، بل هو لأهل الحل والعقد، وهذا من رحمة الله، عز وجل، بأمة الإسلام.
وللحجة مقام وللسيف مقام، فلا يقوم السيف في مقام الحجة، ولا تقوم الحجة في مقام السيف، وليس لنا، عموم المسلمين ممن لا ولاية لهم، إلا مقام الحجة.
بل في الأحكام، أيضا، ما هو غير سائغ: فمن قال مثلا، بجواز أكل الكلاب، وهو قول ضعيف عند المالكية، رحمهم الله، كيف يقر على هذا القول بدعوى أن الخلاف سائغ؟!
الشاهد أن قضية الاختلاف تحتاج إلى العقل أكثر من حاجتها إلى العاطفة، وعبارة: "نجتمع على ما اتفقنا فيه، ويعذر بعضنا بعضا على ما اختلفنا فيه"، لم تنجح في لم شمل الأمة، لأنها جعلت الخلاف كله سائغا، حتى لو كان في أصول الدين التي لا يصح الاعتقاد إلا بها: كمسائل: التوحيد بأنواعه وما أكثر ما وقع فيه من خلاف سواء أكان في مسائل علمية أم عملية، وعدالة الجيل الأول حملة القرآن ونقلة الشريعة، والولاء والبراء .......... إلخ.
ولو قيد الفاضل الذي أطلق العبارة السابقة فقال: "ويعذر بعضنا بعضا على ما اختلفنا فيه مما يسوغ الاختلاف فيه" لكان قيدا حسنا.
فلا يحسن أن تثار مسألة كمسألة: الجهر بالبسملة، على سبيل المثال، على أنها من مسائل الخلاف الكبرى، وتصبح معقد ولاء وبراء، وتترك صلاة الجماعة خلف من يجهر، إن كان المأموم يرى الإسرار، أو العكس، كما هو الحال عندنا في بعض قرى الوجه البحري، فهذا هو الخلاف المذموم الذي لا طائل من ورائه.
فليس كل خلاف معتبرا، وليس كل خلاف مستنكرا، بل منه ما هو معتبر ومنه ما هو مستنكر.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عيون المها]ــــــــ[17 - 06 - 2007, 01:17 م]ـ
الحرية هي حرية التعبير عن الرأي
الحرية في الأديان ......
الحرية في الاختيار .....
الحرية معنى يدركه فرد .....
الحرية تسامح، وإنسانية، وعطاء ......... بلا حدود
الحرية شمس يجب أن تشرق في كل مكان، ومن عاش محروما عنها عاش في ظلمات ثلاث
ـ[لخالد]ــــــــ[17 - 06 - 2007, 06:04 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أرى أن المجال الذي يسير فيه الإنسان ضيق جدا و أن الحرية تظهر متى كانت أمامي خيارات متعددة و بالتالي فالحرية بالنسبة لي:حسن التصرف في الخيارات الممكنة بما يجلب لي النفع بأقل ضرر للآخرين من حولي.
¥