تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعندما تتلو الآية على النساء (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) [النساء: 3] ستجد المؤمنة فيهن تقول لك:

نعم هذا كلام الله وهو حلال للرجل، لكن أنا لا أستطيع أن تشاركني امرأة معك .. طلقني وتزوج ...

واذا حدثتها بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أكثر من امرأة قالت لك هذا رسول الله ولست أنت بنبي ....

طيب الصحابة والعلماء تزوجوا كذلك ....

قالت لك هذا كان قديما وليس في زمننا اليوم ...

وقد تجد بعض النساء تقول لك:

انا مؤيدة للتعددية لانَّها توافق الفطرة وهذا شرع الله ....

فان قلت لها:أترضين أن يتزوج زوجك عليك؟

انتفضت انتفاضت العرين، وقالت:

الا فلان كل رجل فليتزوج الا زوجي .. !!!

وقد تجد الفقيهة فيهن تقول:انَّ شرط التعدد كون الزوجة مريضة، أو لا تنجب أو كونها لاتؤدي واجباتها ..... أما اذا كانت تنجب وهي جميلة وتؤدي حقه فلماذا يتزوج عليها؟؟؟

أقول: أختاه ليست هذه شروط التعددية انَّما هذه الحكمة من اباحت التعدد، وهناك أمور أخرى لأباحت التعدد ذكرتها آنفا.

أما شرط التعدد فهو (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً) .... هي قدرة الرجل على أن يعدل بين الزوجات في النفقة والمبيت ....

فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل) (انظر سنن الدارمي2206)

وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل ويقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلومني فيما تملك ولا أملك (انظر سنن الدارمي 2207).

وعنها رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه (انظرسنن الدارمي 2208).

وقد تجد من تقول لك لكن الله قال: (وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) [النساء: 129]، ولن تستطيعوا أن تعدلوا ...

نقول انّ (وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء) هو غير (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً) فاذا كانت هذه كتلك فلماذا أباح الله التعدد ثم يقول لن تستطيعوا أن تعدلوا .....

وانَّما معناها كما جاء في الحديث (هذا قسمي فيما أملك فلا تلومني فيما تملك ولا أملك)، والذي لايقدر عليه هو الحب في القلب، فالقلب يحب واحدة ..... لكن على الزوج أن لايظهر ذلك لزوجاته ويجعله في قلبه حتى لا تتأثر الأخرى ... ويساوي بينهن في كل شيء.

ومن باب القدوة الحسنة أذكر هذه القصة التي ذكرها أبو طالب المكي في كتابه قوت القلوب (انَّ امرأة متنقبة أقبلت على تاجر قماش معروف بالصلاح والتقوى _في محله_ ورفعت النقاب عن وجهها وقالت: ألك أن تتزوج مني على سنة الله ورسوله.

فقال:ولكني متزوج من ابنة عمي ولي منها ولد ..

قالت: أرضى منك بالاسبوع يوما واحدا ...

فتزوجها وأسكنها دارا .....

فوجدت الزوجة الاولى تغيب الزوج في بعض الأيام على خلاف عادته فأرسلت جاريتها لتعرف اين يذهب ......

فوجدته يدخل دارا فسألت عن صاحب هذه الدار فقيل لها انَّها لفلان وهذه زوجته ...

فاعلمت سيدتها بما سمعت .. اما الزوجة الاولى بعد سماع هذا الخبر فلم تقول لزوجها لم تزوجت عليَّ أو طلقني أو .... كما تفعله أغلب نساء هذا الزمن .............

وانَّما تركت الأمر على ماهو عليه ... ومات الزوج بعد حين ....

واذا بالزوجة الاولى تحصي ماتركه الزوج من تركة فبلغت ثمانية الف دينارا فقسمت المال الثمن للزوجتين والباقي للابن .....

ثم قسمت الثمن الى قسمين وأرسلت بيد جاريتها خمسمئة دينارا الى الزوجة الثانية وقالت لها: الزوج قد مات وترك هذا المال وهذه حصتك من الميراث ... فلما سمعت الزوجة الثانية بالخبر بكت وقالت للجارية: قولي للزوجة الاولى جزاك الله خيرا .... هو قد طلقني قبل وفاته وهذا المال ليس من حقي ....

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير