المتنوّعة كرواية «شرق الوادي»، و «عودةٌ إلى الأيام الأولى»، بل حتى الروايات التي قدّمت تصويراً للتواصل، والانبهار بالغرب؛ لم تخلُ من تقديم تلك الصور الذهنية التي لم تفارق المخيلة العربية تجاه الغرب، وظلتّ الرعاية الغربية للعدوان الإسرائيلي حاضرةً في الذهن، مما كرّس صورة الكراهية للغرب لدى الكثيرين، والتوجّس لدى آخرين، حيث نطالع أشخاصاً يتذكّرون عدوان اليهود والتحيّز الغربي لهم دون مناسبة سوى مشاهدة المكان والبيئة الغربية، كما بدا ذلك في رواية «باسمة بين الدموع»، و «سقف الكفاية»، التي ما إن تشاهَد لندن إلا وتستدعي الذاكرة تحيّز بريطانيا لليهود، و «رعشة الظلّ» التي تعرض شخصاً يكره نيويورك لأنها معقل اليهود، وكذلك طالعنا الشعور نفسه في رواية «شرق الوادي»، فضلاً عن رواية «مدائن الرماد» التي تدور أحداثها في محور العدوان اليهودي على العالم بأكمله. كما ظلّ حاضراً مشهد الهيمنة والتسلّط الغربي على بلدان العالم مما أبقى مشاعر الكراهية، وألغى إمكانية الثقة كما بدا ذلك في روايات متقدّمة، وكذلك في روايات معاصرة كـ «عودة إلى الأيام الأولى»، و «أبو شلاّخ البرمائي»، و «شرق الوادي»، و «ريح الجنة».
ومما يلفت النظر أن تصوير الغرب يظهر في غالب الأعمال الروائية السعودية بأسلوبٍ متّزن، بحيث بدا الروائيون وهم يمارسون كتابتهم، ويقدّمون رؤاهم في موضوعيّة ظاهرةٍ، تذكر ما لدى الغرب من تقدّم حضاري، وتشير إلى التميّز في التنمية، لكنها في المقابل لا تجد حاجزاً من طرح الرأي وعرض الصور الشائنة حضارياً وسلوكيّاً على المستوى الفردي والمؤسسي.
وفي جانب مهمّ في المضمون طالعنا عدداً من الروايات التي مثّلت صورة الانبهار بالغرب، والهيام بصورته، ومن الملحوظ تاريخيّاً أن هذه المضامين لم تجد مضماراً يحتويها سوى في السنوات الأخيرة كروايات «بنات الرياض»، و «القِران المقدّس»، و «هند والعسكر»، و «اختلاس»، فكلّ هذه الروايات صدرت خلال السنتين الماضيتين، وبالرغم من اتساع مضمار الطرح الجريء في النتاج الروائي مؤخراً؛ إلا أن صورة الهيام والانبهار بالغرب ظلتّ منحسرةً في ظلّ مدّ الرؤى المتّزنة في النظر إلى الغرب بمختلف جوانب صورِه. ولعلّ هذا الملحظ يجد دراسةً ترصد أسباب وجوده.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 12:44 ص]ـ
بارك الله لأخينا مبارك التتويج بهذه الدرجة العلمية
وجعل ما نال رفعة له في الدنيا والآخرة وسبيلا للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 07 - 2007, 10:09 م]ـ
بارك الله لأخينا مبارك التتويج بهذه الدرجة العلمية
وجعل ما نال رفعة له في الدنيا والآخرة وسبيلا للعلم النافع والعمل الصالح
بارك الله فيك أستاذ الزمخشري، وجزاك خيرا.
والعقبى بإذن الله لك قريبا.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 07 - 2007, 10:17 م]ـ
وإذ قدّمتُ أبرز نتائج البحث، فمن الجدير التذكير بأن الروايات السعودية نصوصٌ أدبية مليئة بالأفكار والتصوّرات التي تحتاج إلى تناولها بالدراسة والتحليل؛ خدمةً لأدب بلادنا التي تستحقّ من أبنائها كلّ عطاء، ولذا أهيب بالدارسين أن يتوجّهوا لدراسة قضايا الصراع الحضاري في الرواية السعودية، وقضايا التغيّر الاجتماعي، وقضايا الانتماء الوطني الرشيد.
وفي الجانب الفني أرى واجباً دراسة الأساليب وتقنيات السرد في الرواية السعودية، ففي عددٍ من الروايات وعيٌ فنيّ ظاهر، واستعمالات متعدّدة تستحق أن تكون موضوعات لدراسات بحثيّة جادّة.
والله أسأل أن يوفقنا لهداه، وأن يلهمنا الرشاد، وأن يستعملنا في ما يرضيه، والحمد لله أولاً وآخراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
مبارك بن سعيد بن مبارك آل زعير.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[02 - 07 - 2007, 04:33 م]ـ
مبارك لمبارك
نفع الله به وبعلمه
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 12:03 ص]ـ
مبارك لمبارك
نفع الله به وبعلمه
بارك الله فيك، وجزاك خيرا.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 07:43 ص]ـ
بارك الله لأخينا الدكتور مبارك فيما نال ,ونفع به , وبك.
واشكر لأخينا بشر اقتراحه، ولاختنا وضحاء وفاءها بالوعد؛وننتظر مشاركة الدكتور مبارك ليتحفنا بالمزيد حول هذا البحث؛فالدراسات عن الرواية السعودية من هذا الجانب نادرة.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 09:01 ص]ـ
أشكر لك -أختي وضحاء- وفاءك بما وعدت به، وقد فتح البحث أبواباً من البحث لأهل هذا التخصص، وهكذا البحوث العلمية بحق، ولعل الباحثين في هذا المجال ممن لم يوفقوا في اختيار الموضوعات يجدون بغيتهم فيه، فيجعل الله ذلك في ميزان حسنات أخينا الدكتورمبارك وأختنا وضحاء؛ إذ الدال على الخير كفاعله.
وما زلنا نطمع في المزيد ونطمح إلى الجديد، فهل من مديد؟ وشكراً والسلام.
¥