تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي مجال التفاعل الحضاري بين البيئتين الشرقية والغربية عرض البحث سياقاً تاريخيّاً للعلاقة بين الشرق والغرب، وأسباب نشوء الصراع، مستعرضاً الصور الذهنية التي يحملها كلّ طرفٍ عن الآخر. ثم قدّم رصداً للعلاقات القائمة على التسلّط والاستعمار.

وفي الجانب الآخر قدّم البحث صوراً لعلاقات التواصل في الثقافة، والعلاج، ونحوها.

وفي المحور الشخصي والمواقف الذاتية عرض البحث تجارب لروائيين عاشوا في البيئات الغربية، كما رصد عدداً من المواقف التي وقعت في أسر الانبهار بالغرب، وأخرى متماسكة تعتزّ بدينها وثقافتها.

وفي باب الدراسة الفنيّة استعرض البحث عناصر البناء الروائي في عيّنة الدراسة، متناولاً عنصر الشخصية، والمكان، والزمن، واللغة في وجوه عدّة، وقد أظهرت الروايات التي صوّرت الغرب أن الرواية السعودية تحظى بعددٍ من الكتّاب المتميّزين الذين استوعبوا عناصر البناء الروائي، وامتلكوا موهبة الرؤية والملاحظة، ودقة التصوير، والوعي بتوظيف اللغة لتقديم صياغة سردية تحمل الفكر والرؤى المختلفة، وهي هنا استطاعت تقديم صورة مقطعيّة وافية لرؤية الغرب في مجتمعه وثقافته وحضارته وعلاقاته بالشعوب الأخرى، وبالعرب والمسلمين خاصة. فقدّمت شخصيات غربية متحضّرة، وأخرى همجية مستعلية، كما قدّمت المكان الغربي الحضاري، والمكان الآخر المليء بالجريمة والعنصرية. كل ذلك في صياغةٍ وتقنيات سرديّة متنوّعة، وتوظيف جيّد للحوار الذي يسهم في تصوير الغرب.

ودونما شكّ ففي الروايات السعودية كتّابٌ دخلوا إلى هذا الجنس الأدبي بحصيلة ضئيلة من عوامل النجاح، فلم يحالفوه.

لقد رصد هذا البحثُ التنوّع والتباين في صورة الغرب في الرواية السعودية عبر عددٍ من الروايات التي ظهرت فيها البيئة الغربية والشخصية الغربية والمواقف الغربية تجاه القضايا العربية والنظرة إلى العرب بوجهيه: التفاعل الحضاري، والتفاعل في إطار الهيمنة والتسلّط.

ولقد استلّ البحثُ تلك الصور الروائية عن الغرب من خلال عددٍ من الروايات الرئيسة، وهي الروايات التي عرضت تلك الصور في مساحات واسعة من الرؤى والمعايشة، مما مكّنها من نقل عميق وشامل لجوانب عديدة وزوايا كثيرة من صورة الغرب، والروايات التي مثّلت هذا الاتّساع في الرؤية هي:

التوأمان. عبد القدّوس الأنصاري. 1349 هـ

البعث. محمد علي مغربي. 1367 هـ

لا ظلّ تحت الجبل. فؤاد عنقاوي. 1979

لحظة ضعف. فؤاد مفتي. 1401 هـ

زوجتي وأنا. عصام خوقير. 1403 هـ

سقيفة الصفا. حمزة محمد بوقري. 1404 هـ

وجوه بلا مكياج. غالب حمزة أبو الفرج. 1405 هـ

غيوم الخريف. إبراهيم الحميدان. 1408 هـ

سوف يأتي الحب. عصام خوقير. 1411 هـ

الجنون العاقل. حمد المرزوقي. 1415 هـ

شرق الوادي. تركي الحمد. 1999

دفء الليالي الشاتية. عبدالله العريني. 1420 هـ

أبو شلاخ البرمائي. غازي القصيبي. 2001

مدائن الرماد. بدرية العبدالرحمن. 1424 هـ

سقف الكفاية. محمد حسن علوان. 2002

سعادة السفير. غازي القصيبي. 2003

عودة إلى الأيام الأولى. إبراهيم الخضير. 2004

بنات الرياض. رجاء الصانع. 2005

ريح الجنة. تركي الحمد.2005

نقطة تفتيش. محمد الحضيف.1426هـ

هند والعسكر. بدريّة البشر. 2006

اختلاس. هاني نقشبندي. 2007

ولقد تتبّعتُ صورة الغرب في هذه الروايات التي أتاحت المجال لرؤية واسعة، ثم تتبّعتُ اللمحات والتعليقات والآراء والصور الأقلّ اتساعاً والتي وردت في روايات أخرى، حيث وجدت فيها ما يعزّز رأياً، وما يؤكد صورةً، وما يقدّم نظرة أخرى، فكان لا بدّ من عرضها لتقديم صورٍ أكثر اكتمالاً عن الغرب. وستجد تلك الروايات مع الروايات السالفة في ثبت المصادر بعد الخاتمة.

إن الاستعراض لتاريخ صدور هذه الروايات يقدّم للباحث وللمتابع دلالات معنويّة تشير إلى التغير والتفاوت في الصور الذهنية والموقف من الغرب؛ ففي الرواية الافتتاحية في التاريخ الأدبي السعودي قدّمت رواية «التوأمان» صورة الغرب الشرس، والمستكبر، والمتهجّم على الثقافة العربية الإسلامية، وعلى النمط ذاته ظهر الغرب في رواية «البعث» حيث الغربي الذي يتعامل مع العرب باستعلاءٍ وبُغض. وبدلالات مشابهة ظهرت صور الغرب في «سقيفة الصفا»، و «سوف يأتي الحبّ»، بل لم تخلُ الروايات الحديثة من هذه المضامين التي تقدّم عرضاً للصور الذهنية لدى شرائح المجتمع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير