ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[25 - 06 - 2007, 11:23 م]ـ
موقف الإمام أحمد من التقليد والمذهبية والرأي والقياس:
ونحن هنا نذكر من أقوال الإمام أحمد نفسه، ما يكشف هذا البهتان، ويبين أن منهجه كان في اتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع كراهة شديدة لأقوال فلان وفلان، ورأي فلان وفلان.
_ قال أبو داود _ صاحب ((السنن)) _: سمعت أحمد يقول: ليس أحد إلا ويؤخذ من رأيه ويترك، ما خلا النبي - صلى الله عليه وسلم - ((االمسائل)) صفحة 276.
_ وقال أبو داود: قلت لأحمد: الأوزاعي هو أتبع من مالك؟ قال: لا تقلد دينك أحدأ من هؤلاء، ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فخذ به. ((المسائل)) 276.
_ وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا يعجبني رأي مالك، ولا رأي أحد. ((المسائل)) 275.
وحذر الإمام أحمد، رحمه الله، من هؤلاء الذين غرهم بالله الغرور، فنبذوا كتاب الله، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - خلف ظهورهم، وجعلوا بدلا منهما الرأي والقياس، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.
_ قال ابن هانىء، عن الإمام أحمد قال: اترك رأي أبي حنيفة وأصحابه.
وقال أبو داود: سمعت أحمد ذكر شيئاً من أمر أصحاب الرأي. فقال: يحتالون لنقض سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
_ وقال الميموني: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، وسئل عن أصحاب الرأي، يكتب عنهم؟ فقال: قال عبد الرحمان، هو ابن مهدي،: إذا وضع الرجل كتابا، من هذه الكتب، أرى أن لا يكتب عنه الحديث.
قال أحمد: وما تصنع بالرأي، وفي الحديث ما يغنيك عنه.
ويقول: من دل على صاحب رأي، فقد أعان على هدم الإسلام. راجع كتاب ابن عبد الهادي، فيمن تكلم فيه الإمام أحمد _ الفقرة (5) _
وجاء أيضاً في طبقات الحنابلة ج1 ص53 - 54
روى احمد بن الفرات بن خالد الرازي أبو مسعود الضبي الأصبهاني عن الإمام أحمد قوله ((قال احمد من دل على صاحب رأي ليفتنه فقد أعان على هدم الإسلام))
لقد عاش الإمام أحمد حياته يرى أن أخذ الدين بالرأي، ومن أقوال هذا وذاك، إنما هو هدم للإسلام، ولذا فكان، رحمه الله، يأمر بتتبع هذه الكتب، التي تحتوي على الأحاديث الشريفة، ثم يقوم مؤلفو الكتب بحشر أراء الناس بين هذه الأحاديث، فيخلطون الخبيث بالطيب، فكان الإمام أحمد يأمر بطرح هذه الأقوال، وحذفها، وتجريد الكتاب على الحديث الشريف وحده، ففيه الكفاية لمن كان له قلب، وفيه الغنى لمن أنار الله بصيرته، ومن لم يكفه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالنار تكفيه.
قال ابن هانىء: سئل أحمد بن حنبل، عن أبي حنيفة، يروى عنه؟ قال: لا. قيل: فأبو يوسف (صاحب أبي حنيفة)؟ قال: كأنه أمثلهم. ثم قال: كل من وضع الكتب، فلا يعجبني، ويجرد الحديث. ((مسائل ابن هانىء)) 2368_ 2369.
وقال أحمد: لا يعجبني شيء من وضع الكتب، ومن وضع شيئًا فهو مبتدع.
وقال ابن هانى: سألت أحمد عن كتاب مالك والشافعي أحب إليك أو كتب أبي حنيفة وأبي يوسف؟ فقال: الشافعي أعجب الي، هذا إن كان وضع كتابا، فهؤلاء يفتون بالحديث (يعني مالكًا والشافعي) وهذا يفتي بالرأي (يعني أبا حنيفة) فكم بين هذين. ((المسائل)) 1908 و1909.
وقال ابن هانىء: سمعت أحمد، وسأله رجل من أردبيل، عن رجل يقال له: عبد الرحمان، وضع كتابا. فقال الإمام أحمد: قولوا له: أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل هذا؟ أو أحد من التابعين؟ فاغتاظ الإمام أحمد، وشدد في أمره، ونهى عنه. وقال: انهوا الناس عنه، وعليك بالحديث. ((المسائل)) 1911.
وقال عبد الوهاب الوراق ما رأيت مثل احمد بن حنبل قالوا له وإيش الذي بان لك من علمه وفضله على سائر من رأيت قال رجل سئل عن ستين ألف مسألة فأجاب فيها بأن قال أخبرنا وحدثنا (طبقات الحنابلة ج1 ص6)
وروى احمد بن جعفر بن يعقوب بن عبدالله أبو العباس الفارسي الاصطخري في طبقات الحنابلة (ج1ص24 - 35)
((9 احمد بن جعفر بن يعقوب بن عبدالله أبو العباس الفارسي الاصطخري روى عن إمامنا أشياء
منها ما قرأت على المبارك عن علي بن عمر البرمكي قال أخبرنا احمد بن عبدالله المالكي لفظا حدثنا أبي حدثنا محمد بن ابراهيم بن عبدالله بن يعقوب بن زوران حدثنا ابو العباس احمد بن جعفر بن يعقوب بن عبدالله الفارسي الاصطخري قال قال ابو عبدالله احمد بن محمد بن حنبل
...... والدين إنما هو كتاب الله عز وجل وآثار وسنن وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية المعروفة يصدق بعضها بعضا حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم والتابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم من الأئمة المعروفين المقتدى بهم والمتمسكين بالسنة والمتعلقين بالآثار لا يعرفون بدعة ولا يطعن فيهم بكذب ولا يرمون بخلاف وليسوا بأصحاب قياس ولا رأي لأن القياس في الدين باطل والرأي كذلك وأبطل منه وأصحاب الرأي والقياس في الدين مبتدعة ضلال ...... وأصحاب الرأي وهم مبتدعة ضلال أعداء للسنة والأثر يبطلون الحديث ويردون على الرسول عليه الصلاة والسلام ويتخذون أبا حنيفة ومن قارب قوله إماما ويدينون بدينهم وأي ضلالة أبين ممن قال بهذا وترك قول الرسول وأصحابه واتبع قول أبي حنيفة وأصحابه فكفى بهذا غيا مرديا وطغيانا ..... وأما أصحاب الرأي فإنهم يسمون أصحاب السنة نابتة وحشوية وكذب أصحاب الرأي أعداء الله بل هم النابتة والحشوية تركوا آثار الرسول صلى الله عليه وسلم وحديثه وقالوا بالرأي وقاسوا الدين بالاستحسان وحكموا بخلاف الكتاب والسنة وهم أصحاب بدعة جهلة ضلال وطلاب دنيا بالكذب والبهتان ..... ))
¥