تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

منها: أنه سيرسخ ما سبق دراسته؛ إذ لا ينبغي أن تكون جميع المسائل عند طالب العلم على درجة واحدة من الرسوخ، بل ينبغي أن تكون المسائل الأولية أرسخ من غيرها.

ومنها: أنه سيختصر الوقت في تحصيل المتن الجديد لأنه سيكون محتاجا إلى تحصيل المسائل الجديدة فقط.

ومنها: أنه سيتخلص بإذن الله من الآفات السابق ذكرها لأن مدة تحصيل المتن الجديد لا شك ستكون أقصر.

أما إذا درس المرء متنا ثم وجد نفسه بطيئا جدا في تحصيل المتن الجديد، فهذا يعني أنه لم يدرس المتن الأول دراسة صحيحة.

هذا ما يختص بتدريج التحصيل.

وأما ما يختص بالمراجعة فينبغي لطالب العلم إذا درس عدة متون في فن واحد أن يجعل واحدا منها أصلا والباقي فروعا، بحيث تكون مراجعته على الأصل فقط، وتوضع الفوائد والزوائد على حاشيته، ثم إذا راجع بعد ذلك استحضر تلقائيا ما في الأصل وما عليه من زوائد، فمثلا من درس البيقونية ثم النخبة ثم ألفية العراقي، فمثل هذا إذا أراد أن يراجع فإنه لا ينصح بمراجعة البيقونية ثم النخبة ثم الألفية، بل يراجع الألفية فقط مثلا، ولا مانع أن يضع قول البيقوني: (والحسن المعروف طرقا وغدت ....... رجاله لا كالصحيح اشتهرت) على حاشية الحسن من ألفية العراقي؛ لأنه ملخص يسهل استحضاره، بخلاف ما في العراقي فهو مطول.

وكذلك من درس مثلا نظم الآجرومية وألفية ابن مالك فإنه عند المراجعة يراجع الألفية، ومع هذا فلا مانع من أن يضع فائدة تعريف النكرة من نظم الآجرومية على حاشية الألفية.

وهكذا.

وأود أن أقول: كثيرا ما يخدع العاقل نفسه في دراسة مسائل العلم؛ إذ يجد نفسه مثلا فاهما للكلام مستوعبا له ويستطيع أن يعبر عنه بنفسه من غير نظر في الكتاب، فيظن بذلك أنه قد أحاط بما في الكتاب علما ولا يحتاج إلى تثبيت ولا مراجعة، ويعتقد صحة هذا في نفسه لأنه لا يكاد يحتاج إلى الاستشهاد بشيء من الكتاب فيما بعد، فإذا مر عليه سنة أو سنتان بهذه الطريقة ترسخ عنده هذا الظن، لكن الحقيقة أنه قد يسأل عن شيء في هذا الكتاب، ثم لا يستحضر إلا عنوان المسألة، أو يختلط عنده ما قاله مؤلفه بما قاله غيره مما قرأه هو بعد ذلك، وهذا مشاهد.

فالمقصود أن المرء يحتاج إلى مزاولة العلم باستمرار، ومحاولة ترسيخ مسائل العلم في نفسه وحفرها في قلبه، ولا يعامل هذه المسائل كما يعامل جبلا ثقيلا يحمله، بل يعاملها كما يعامل كلمات لغته الأم التي يستعملها في حديثه يوميا ولا يتفكر في الألفاظ حال النطق بل يعبر عما في نفسه تلقائيا، فكذلك ينبغي أن تكون مسائل العلم عنده.

والله الموفق.

ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[11 - 10 - 10, 03:32 م]ـ

دراسة المتون المختلفة يقصد بها أمور منها التدرج؛ لأن النفس إذا هجمت على الأمر الكبير جملة واحدة فقد تحصل لها آفات؛ منها الفتور عن الطلب، ومنها انتشار المسائل وعدم القدرة على ضبطها.

فإذا درس المرء متنا مختصرا وأتقن مسائله، فمن المفترض بعد ذلك أنه عند دراسة متن جديد أوسع سيكون قادرا على ملاحظة المسائل الجديدة وأيضا سيراجع المسائل القديمة، فيستفيد بذلك عدة فوائد:

منها: أنه سيرسخ ما سبق دراسته؛ إذ لا ينبغي أن تكون جميع المسائل عند طالب العلم على درجة واحدة من الرسوخ، بل ينبغي أن تكون المسائل الأولية أرسخ من غيرها.

ومنها: أنه سيختصر الوقت في تحصيل المتن الجديد لأنه سيكون محتاجا إلى تحصيل المسائل الجديدة فقط.

ومنها: أنه سيتخلص بإذن الله من الآفات السابق ذكرها لأن مدة تحصيل المتن الجديد لا شك ستكون أقصر.

أما إذا درس المرء متنا ثم وجد نفسه بطيئا جدا في تحصيل المتن الجديد، فهذا يعني أنه لم يدرس المتن الأول دراسة صحيحة.

هذا ما يختص بتدريج التحصيل.

وأما ما يختص بالمراجعة فينبغي لطالب العلم إذا درس عدة متون في فن واحد أن يجعل واحدا منها أصلا والباقي فروعا، بحيث تكون مراجعته على الأصل فقط، وتوضع الفوائد والزوائد على حاشيته، ثم إذا راجع بعد ذلك استحضر تلقائيا ما في الأصل وما عليه من زوائد، فمثلا من درس البيقونية ثم النخبة ثم ألفية العراقي، فمثل هذا إذا أراد أن يراجع فإنه لا ينصح بمراجعة البيقونية ثم النخبة ثم الألفية، بل يراجع الألفية فقط مثلا، ولا مانع أن يضع قول البيقوني: (والحسن المعروف طرقا وغدت ....... رجاله لا كالصحيح اشتهرت) على حاشية الحسن من ألفية العراقي؛ لأنه ملخص يسهل استحضاره، بخلاف ما في العراقي فهو مطول.

وكذلك من درس مثلا نظم الآجرومية وألفية ابن مالك فإنه عند المراجعة يراجع الألفية، ومع هذا فلا مانع من أن يضع فائدة تعريف النكرة من نظم الآجرومية على حاشية الألفية.

وهكذا.

وأود أن أقول: كثيرا ما يخدع العاقل نفسه في دراسة مسائل العلم؛ إذ يجد نفسه مثلا فاهما للكلام مستوعبا له ويستطيع أن يعبر عنه بنفسه من غير نظر في الكتاب، فيظن بذلك أنه قد أحاط بما في الكتاب علما ولا يحتاج إلى تثبيت ولا مراجعة، ويعتقد صحة هذا في نفسه لأنه لا يكاد يحتاج إلى الاستشهاد بشيء من الكتاب فيما بعد، فإذا مر عليه سنة أو سنتان بهذه الطريقة ترسخ عنده هذا الظن، لكن الحقيقة أنه قد يسأل عن شيء في هذا الكتاب، ثم لا يستحضر إلا عنوان المسألة، أو يختلط عنده ما قاله مؤلفه بما قاله غيره مما قرأه هو بعد ذلك، وهذا مشاهد.

فالمقصود أن المرء يحتاج إلى مزاولة العلم باستمرار، ومحاولة ترسيخ مسائل العلم في نفسه وحفرها في قلبه، ولا يعامل هذه المسائل كما يعامل جبلا ثقيلا يحمله، بل يعاملها كما يعامل كلمات لغته الأم التي يستعملها في حديثه يوميا ولا يتفكر في الألفاظ حال النطق بل يعبر عما في نفسه تلقائيا، فكذلك ينبغي أن تكون مسائل العلم عنده.

والله الموفق.

نصائح كالدرر ,ما أغلاها وأنفسها!

جزاك الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير