تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التأصيل العلمي]

ـ[أبو علي الحملي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 01:37 ص]ـ

لقد كثر في الآونة الآخيرة الكلام في التأصيل العلمي تارة بانضباط وتارة بجهل وتخليط وما ذلك إلا لقلة إفراد هذا الموضوع ببحث مستقل وقلة التوجيه المنضبط في هذا الباب فسهل على بعض الناس التزهيد في سلوك التأصيل لطلب العلم فمن ثم يختل التأصيل في المسائل بتحقيقها وتحريرها وردها إلى أدلتها على أسس سليمة وبأوجه مستقيمة إذ كيف يكون للمسائل مؤصِّلا من لم يكن في طلبه للعلم مؤصَّلا. لهذا وغيره جاءت هذه الورقات والتي قد تكون غير جامعة لهذا الموضوع بتمامه فأسأل الله تعالى أن تكون مزيلة للَّبس الحاصل حول مفهوم التأصيل العلمي

ـ[أبو علي الحملي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 02:05 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:

فإن أفضل النوافل طلب العلم الكفائي والتوسع فيه وتحقيق مسائله وحتى يكون الطالب عالما فقيها بالكتاب والسنة لابد له من دراسة العلوم التي هي أصولٌ لفقه الكتاب والسنة وإتقانها ومن ثم يكون محققا في العلم محررا لمسائله وهذا مانسميه بالتأصيل العلمي وهذا التأصيل نوعان تأصيل لطلب العلم وتأصيل لمسائل العلم فالتأصيل لطلب العلم هو أن يعتني بالعلوم التي هي أصولٌ لفقه الكتاب والسنة فإن فقه الكتاب والسنة مبني على علوم وهي قسمان الأول علوم هي غاية طلب العلم وخلاصة فقه الأصلين وهي العقيدة والفقه

والثاني علوم هي وسيلة لفقه الكتاب والسنة وهو كل ماكان من شروط الاجتهاد

فالعقيدة والفقه أصلان لفقه الكتاب والسنة مع أنهما مأخوذان منهما وثمرة لفقههما ووجه ذلك أنه لابد من دراسة العقيدة والفقه دراسة مستقلة لفهم الكتاب والسنة فهما قد انضبط بقواعد أهل العلم وتحقيقاتهم وتأصيلهم للمسائل وتفريعها مما يعين على فهم الكتاب والسنة فهما سليما فالعقيدة لها كتب مختصرات ومطولات قعد فيها أهل السنة قواعد لفهم الاعتقاد الصحيح وضبط محكمات الدين تعصم من الزيغ بإذن الله جل وعلا وتَرُدُّ فهم أهل الأهواء فلابد من دراسة مختصرات العقيدة دراسة تأصيلية بتصور سليم وكذلك القول في الفقه فدراسة مختصرات الفقه دراسة مربوطة بالأدلة هي استعانة بفهم الفقهاء السابقين فإنه حتى مع دراسة أصول الفقه لابد من النظر في أقوال الفقهاء لاكتساب الملكة في تخريج الفروع على الأصول لا لتقليدهم فهذا خلاف التأصيل وبعد دراسة العقيدة والفقه دراسة تأصيلية وما يتبعها من العلوم المساعدة يُقرأ في التفسير وشروح الحديث بفهم قد انضبط بقواعد أهل العلم وتصرفاتهم في تحقيق المسائل وتحريرها فيكون على سنن أهل العلم غير خارج عنهم

وأما القسم الثاني وهو العلوم التي هي وسيلة لفقه الكتاب والسنة فضابط ذلك أن كل علم هو من شروط الاجتهاد فهو داخل في هذا القسم مثل أصول الفقه والنحو والصرف والبلاغة ومصطلح الحديث

وهي على قسمين الأول شرط لاكتساب ملكة الاجتهاد وهو الأهم في باب التأصيل ومنه علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة فإن استفادة المعاني على الإطلاق من تراكيب الكلام على الإطلاق يتوقف على معرفة الدلالات الوضعية مفردة ومركبة والقوانين اللسانية في ذلك هي علوم النحو والتصريف والبيان وحين كان الكلام ملكة لأهله لم تكن هذه علوما ولا قوانين ولم يكن الفقه حينئذ يحتاج إليها لأنها جبلة وملكة فلما فسدت الملكة في لسان العرب قيدها الجهابذة المتجردون لذلك بنقل صحيح ومقاييس مستنبطة صحيحة وصارت علوما يحتاج إليها الفقيه في معرفة أحكام الله تعالى (1) والذي يتحصل أن الأهم منها هو النحو إذ به يتبين أصول المقاصد بالدلالة فيعرف الفاعل من المفعول والمبتدأ من الخبر ولولاه لجهل أصل الإفادة (2) واعلم بأن أصول الفقه الذي هو عماد فسطاط الاجتهاد وآلة الاستنباط يستمد من هذه العلوم ومن هنا صار لابد من دراسة مقدمات في النحو والصرف والبلاغة دراسة متوسطة ليفهم أصول الفقه فهما جيدا ولاشك أن التوسع فيها أفضل لضبط علوم الشريعة وتحقيق علم أصول الفقه ومما هو شرط لاكتساب ملكة الاجتهاد أصول الفقه فإن هناك استفادات أخرى خاصة من تراكيب الأحكام الشرعية بين المعاني من أدلتها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير