تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[طالب العلم *والمال*]

ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[30 - 08 - 10, 08:30 م]ـ

لا شك أن طالب العلم يحرص على اتباع سلفه

ولا يخفى أن كثيرا من المسائل التي نقلت عن السلف والتزمت منهجا ممن بعدهم يعوزها التحرير والتنقيح

ومن هذا حال طالب العلم مع المال

فإما أن نجد منكبا على الدنيا يجمع ويمنع،

وإما أن نجد منصرفا عنه – ولا بد له من قوت – فيعيش على أوساخ الناس في هذا الزمن الذي آل فيه الحال إلى ما وصفه العلامة السفاريني في غذاء الألباب [2/ 321]

فقال رحمه الله:

(فَالْمُؤْمِنُ إذَا عَلِمَ ضَعْفَهُ عَنْ الْكَسْبِ اجْتَهَدَ فِي التَّعَفُّفِ عَنْ النِّكَاحِ وَتَقْلِيلِ النَّفَقَةِ , لا سِيَّمَا فِي هَذَا الزَّمَانِ , الَّذِي فَقَدْنَا فِيهِ الْمُعِينَ وَالإِخْوَانَ.فَلا بَيْتُ مَالٍ مُنْتَظِمٍ ; وَلا خَلِيلٌ صَادِقُ الْمَوَدَّةِ فِي مَالِهِ نَتَوَسَّعُ وَنَحْتَكِمُ.فَلَيْسَ لِلْفَقِيرِ الدَّلِيلُ مِنْ صِدِّيقٍ وَلا خَلِيلٍ إلا الصَّبْرَ الْجَمِيلَ وَالتَّوَكُّلَ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّهُ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.وَقَدْ كَانَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ يَتَفَقَّدُ أَكَابِرَ الْعُلَمَاءِ.فَقَدْ بَعَثَ إلَى مَالِكٍ بِأَلْفِ دِينَارٍ.وَإِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ بِأَلْفِ دِينَارٍ.وَأَعْطَى عَمَّارَ بْنَ مَنْصُورٍ أَلْفَ دِينَارٍ وَجَارِيَةً بِثَلَثِمِائَةِ دِينَارٍ.وَمَا زَالَ الزَّمَانُ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ ; إلَى أَنْ آلَ الْحَالُ إلَى انْمِحَاقِ الرِّجَالِ ; وَصَارَ أَسْعَدُ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعَ بْنَ لُكَعٍ فَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ) اهـ

فعاش مهينا ذليلا لا لماء وجهه صان، ولا بالعلم الذي تعلمه طاب و زان.

قال العلامة ابن مفلح في الآداب الشرعية [1/ 275]:

(وَالْعَجَبُ لِمَنْ شَرُفَتْ نَفْسُهُ حَتَّى طَلَبَ الْعِلْمَ إذْ لَا تَطْلُبُهُ إلَّا نَفْسٌ شَرِيفَةٌ كَيْفَ يَذِلُّ لِنَذْلٍ، مَا عِزُّهُ إلَّا بِالدُّنْيَا، وَلَا فَخْرُهُ إلَّا بِالْمَسْكَنَةِ، وَقَالَ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا عَيْشٌ إلَّا لِعَالِمٍ أَوْ زَاهِدٍ قَالَ وَإِذَا قَنَعَا بِمَا يَكُفُّ لَمْ يَتَمَنْدَلْ بِهِمَا سُلْطَانٌ، وَلَمْ يُسْتَخْدَمَا بِالتَّرْدَادِ إلَى بَابِهِ، وَلَمْ يَحْتَجْ الزَّاهِدُ إلَى تَصَنُّعٍ، وَالْعَيْشُ اللَّذِيذُ الْمُنْقَطِعُ الَّذِي لَا يُتَمَنْدَلُ بِهِ وَلَا يُحْمَلُ مِنْهُ) اهـ

ولهذا ذكر العلماء أن من الخصال التي ينبغي أن يتصف بها المفتي =الكفاية

قال الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين [4/ 199]:

(ذكر أبو عبد الله بن بطة في كتابه في الخلع عن الإمام احمد انه قال لا ينبغي للرجل أن ينصب نفسه للفتيا حتى يكون فيه خمس خصال أولها أن تكون له نية فإن لم يكن له نية لم يكن عليه نور ولا على كلامه نور والثانية أن يكون له علم وحلم ووقار وسكينة الثالثة أن يكون قويا على ما هو فيه وعلى معرفته الرابعة الكفاية وإلا مضغه الناس الخامسة معرفة الناس

وهذا مما يدل على جلالة احمد ومحله من العلم والمعرفة فإن هذه الخمسة هي دعائم الفتوى وأي شئ نقص منها ظهر الخلل في المفتي بحسبه) اهـ

ثم قال:

(وأما قوله الرابعة الكفاية وإلا مضغه الناس فإنه إذا لم يكن له كفاية احتاج إلى الناس والى الأخذ مما في أيديهم فلا يأكل منهم شيئا إلا أكلوا من لحمه وعرضه أضعافه وقد كان لسفيان الثوري شئ من مال وكان لا يتروى في بذله ويقول لولا ذلك لتمندل بنا هؤلاء فالعالم إذا منح غناء فقد أعين على تنفيذ علمه وإذا احتاج إلى الناس فقد مات علمه وهو ينظر) اهـ

وكلام الإمام ابن الجوزي كثير جدا في هذا لعلي أفرد له موضوعا

والحمد لله رب العالمين

ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[30 - 08 - 10, 08:53 م]ـ

معادلة صعبة الموازنة

و قد قرأت للإمام ابن الجوزي في صيد الخاطر يتكلم عن هده الظاهرة ... أنه قلما يجتمع المال و العلم في الشخص ... و إدا حدث دلك يصبح العالم في مرتبة لا يحتاج فيها أحد ... و احتياجه للمال هو نوع من كسر الكمال المنشود

ـ[عبد المحسن الوجدي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 04:35 ص]ـ

كلام حسن جميل

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[19 - 09 - 10, 05:40 ص]ـ

جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم، وكثر من أمثالكم على هذه النقول الثمينة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير