لا تُحجم عن الإمامة والخطابة: قد يُحجم البعض عن الإمامة بالناس وعن خُطبة الجمعة بحجة الخوف من الشهرة والظهور، وهذه وسوسة، وهل يستفيد طالب العلم ويحفظ وينتبه إلا إذا تصدر بالإخلاص، إن الإمامة والخطابة تعين بعد الله تعالى على الحفظ والفهم وسعة الإطلاع والجرأة، ثم هي من أشرف العبادات، وهل كان محمد r إلا إماماً خطيباً.
أدب التصرف: طالب العلم حكيم في تصرفاته، فإذا زار إخوانه زارهم في وقت مناسب للزيارة، وإذا اتصل بالهاتف اتصل في وقت مناسب للاتصال، ما رأيك في طالب يتصل في ساعة متأخرة من الليل، أو بعد الفجر، أو عند القيلولة .. أهذا وقت كلام واتصال؟!.
الكامل من العلماء: من فهم نصوص الشريعة كتاباً وسنة، وأقوال السلف، وعرف مع ذلك الواقع الذي يعيش فيه؛ فأنزل النصوص منازلها فهو الكامل، ومن عرف الواقع بلا علم كان كمن عرف المرض ولا علاج لديه. ومن فهم النصوص ولم يعلم الواقع كان كمن عنده علاج وهو لا يعرف المرض.
لا تتقمص شخصية غيرك: بعض الناس سريع الذوبان في غيره، مغرم بالتقليد، إذا أعجبه شخص قلده في كل شيء حتى في سعاله وعطاسه وتثاؤبه وضحكه وبكائه، وهذا يدل على انهزام الإرادة، وهزال الشخصية. والرجل كل الرجل هو العصامي في شخصيتة، يأخذ من الصالحين معاني الفضل التي فيهم كالكرم والصبر والحلم والشجاعة، ويدع هذه الأمور الجبلية التي لا طائل لمحاكاتهم فيها.
نظرة في كتاب المُحلى لابن حزم: سمعت من يُحذّر طلبة العلم من القراءة في "المحلى" لابن حزم فحملت هذا التحذير على أحد سببين:
الأول: أن هذا المحذِّر مُقلّد تشبع بالتقليد لا يرى الخروج على المذهب طرفة عين، وابن حزم في نظره عدو لهذا النهج.
الثاني: أو لأن هذا المحذر ما قرأ المحلى، وما مرَّ عليه.
صحيح أن المحلى فيه أمور لا يُوافق عليها كنفيه القياس، والتأويل في الصفات، والنقد المرير للعلماء، وبعض المسائل لكن أين الكنوز التي فيه من علم أصيل وتأصيل ودليل ونقل عجيب فاستفد يا طالب العلم منه ولا تسمع للمثبط.
في ظلال القرآن لسيد قطب: فيه مواضع كتأويل في بعض آيات الصفات، وبعض الملاحظات، ولكنه من أجمل ما كتب في موضوعه، وهو يدل على صدق صاحبه وإخلاصه، فطالعه يا طالب العلم، وما أروع عباراته خاصة للخطيب والداعية.
وسط بين طرفين: لا أريدك أن تكون يا طالب العلم مُقلداً جامداً، فالمقلد أعمى. ولا أريدك أن تُهاجم العلماء وتستقل برأيك، لا هذا ولا هذا، والوسط: الاعتصام بالدليل، والاستفادة من كلام العلماء.
قيد لا بُدَّ منه: دعوى التمسك بالكتاب والسنة تدعيها كل طائفة حتى المبتدعة، ولكن الفارق بينهم وبين أهل السنة في هذه الدعوى أن أهل السنة يدعون للتمسك بالكتاب والسنة على نهج الصحابة والسلف الصالح، بمعنى أن نفهم الكتاب والسنة كما فهمها أولئك تماماً وهذا قيد لا بد منه.
رأي طريف: اشتغال طلبة العلم بكثرة التأليف تحصيل حاصل، وتكثير للمكتبة الإسلامية، ولو تفرغ طلبة العلم لتعليم الناس وتفهيمهم كتب السلف؛ كان أجدى وأنفع، ومن جرّب عرف.
من أحسن كتب التفسير: طفت في كثير من كتب التفسير فما رأيت مثل تفسيرين: تفسير ابن كثير، وتفسير القرطبي، وثالثها: تفسير الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، أما تفسير ابن جرير الطبري فطويل ولُبّه عند ابن كثير، وأما فتح القدير فغالبه نحو وصرف وفيه فوائد، وأما الخازن ففيه بدع ومخالفات، وأما الرازي فطويل يسرح في أودية ويأتي بأوابد، وزاد المسير من أجمع الكتب لأقوال المفسرين ولكن أين الأحاديث النبوية في التفسير؟!
التصحيح والتضعيف أمر اجتهادي: لا يلزم قول أحد في تصحيح حديث أو تضعيفه إذا خالفه إمام مثله إلا بمُرجحات وبعض الطلبة يُلزمون بعضهم بتصحيح أو تضعيف لأحد العلماء قد خالفهم قوم فلماذا يؤخذ بقول هذا ويُطرح قول ذلك.
إذا سألك عامّي: إن سألك عامي عن مسألة فاذكر الجواب الراجح الذي تطمئن إليه النفس، ولا يلزمك أن تذكر له أقوال العلماء في المسألة، فيقع في حيص بيص.
الردود قسمان: رد على كافر، فهذا واجب ومن أحسن ما يكون. ورد على مخالف في مسألة سبق فيها الخلاف عند السلف، ولم يُجْمَع عليها، فلا تُشغل نفسك بهذا الرد، والله الموفق.
¥