تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تم ترجمة (طرق الحفظ عند الشناقطة) إلى العربيّه، تفضّل.

ـ[أبو ريّان الأثري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 07:11 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة المترجم

بين يديك أخي الكريم النسخة العربيّة لـ (طرق الحفظ في موريتانيا)، والتي سبق وأن طرحت في ملتقى أهل الحديث على الشبكة بعنوان (طرق الحفظ عند الشناقطة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22560&highlight=%D8%D1%ED%DE%C9+%C7%E1%CD%DD%D9+%DA%E4%C F+%C7%E1%D4%E4%C7%DE%D8%C9)) ولكن بنسختها الانجليزيّة. وقد رأيت إلحاح بعض الأعضاء على إيجاد نص عربي لها. فقمت –بعد توفيق الله- بترجمتها ترجمة متواضعة، بذلت جهدي في إيصال المعنى والمضمون بقدر ما بدا لي. أسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه وأن يجزي كاتبها ومترجمها ومن ساهم فيها وناشرها خير الجزاء. والشكر موصول لأخي مصلح الذي أراد أن يساعدني في التدقيق النحوي والإملائي ولكن يبدو أنّه مشغول هذه الأيّام حيث أنّي راسلته فلم يردّ لي جوابا لاحرمه الله الأجر.

طرق الحفظ في موريتانيا

أبو عمر عبدالعزيز

نحمد الله ونستعينه ونستغفره، ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من اقتفى أثره إلى يوم الدين وبعد:

كان العالم النحوي الكبير الشيخ: محمد سالم العدود الشنقيطي حاضرا في أحد المؤتمرات الدولية للتشريع في القاهرة. وبعد الاجتماع ذهب برفق أحد العلماء المصريين لتناول وجبة العشاء وتبادل الحديث سويّا.

وأثناء تناول طعام العشاء البسيط، جرّ الحديث بعضه ليكون الكلام حول الاختلافات المتنوّعة بين دولة موريتانيا الفقيرة الواقعة في وسط الصحراء وبين مصر الحديثة المتحظّرة.

تناول الشيخان طرق الدراسة الشرعية في كلتا الدولتين. ثم سأل الشيخ المصري الشيخ الشنقيطي -من باب الدعابة-: منهم الأغزر علما، أهم العلماء المصريون أم الموريتانيّون؟ فردّ عليه الشيخ الشنقيطي: علماؤكم أعلم في النهار وعلماؤنا أعلم في الليل.

ثم أردف قائلا: بما أنّ موريتانيا تقع في وسط الصحراء حيث من شبه المستحيل جلب الكتب إليها، اعتمد الموريتانيون بشكل كبير على حفظ كلّ شيء فيما يخصّ الدراسة والتعلّم. فإنّك لن ترى عندما تزور قرية (محضارة) -المكرّسة لطلب العلم- تلك المكاتب الضخمة. ولهذا السبب تجد في كثير من الكتب العربيّة تقسيم أساليب التعلّم إلى قسمين:

أولا: التنقيح والمطالعة وهو أسلوب التبحّر في قراءة الكتب بعد ظبط العلوم الأساسية وإتقانها. وهذه هي الطريقة الأكثر والأشهر في العالم الإسلامي. فتجد طلاب العلم في مصر والشام والحجاز بل ربما أبعد من ذلك كالهند واندنوسيا يسلكون هذا المنهج.

ثانيا: الحفظ والإتقان، وهي الطريقة الأقل شيوعا، وتكثر في موريتانيا ومالي والسنغال ومعظم الشمال الأفريقي. ولكلتا الطريقتين سلبيات وإيجابيات ولنبدأ بمنهج المطالعة والتنقيح وننظر.

الإيجابيّات

¨ يطّلع الطالب على كثير من الآراء والأقوال لأي مسألة.

¨ يستطيع الطالب بحث المسائل المعقّدة والنظر في أقوال وأدلّة العلماء المتقدّمين.

¨ تربط الطالب بعلماء السلف.

السلبيّات

¨ لن يتعلّم الطالب بمجرّد قراءة الكتب فقط دون تعب وبذل جهد.

¨ يقع بسبب اعتماده على الكتب في أخطاء كثبرة.

¨ بما أنّ توفّر الكتب يشعر الطالب أو العالم بالأمان حيث يمكنه المراجعة والبحث متى شاء، تجده لايظبط المسائل. وأحيانا يفهم المسائل بشكل غير صحيح.

¨ حظور الكتب يضعّف همة الطالب في الحفظ. ولذلك يصنّف أصحاب هذه الطريقة بأنّهم من علماء النهار. حيث لا يستطيعون أن يحلوا المسائل ويناقشوها في الليل إذ حلّ الظلام، لكونهم لن يستطيعوا القراءة.

¨ تضعف الذاكرة لقلّة الاعتماد على الحفظ، فيأخذ حفظ الأساسيّات كالقرآن والسنّة وقتا أطول من المطلوب.

أمّا طريقة الحفظ والأتقان:

الإيجابيات

¨ تمكّن الطالب من التركيز على العلوم الأساسيّة في كتب صغيرة الحجم.

¨ تتيح للإنسان تعليم الآخرين في أي زمان وأيّ مكان، لأنّه لن يحتاج للمراجعة والبحث.

¨ تمنح الطالب وقتا أكبر للتركيز على علم معيّن، وتعينه على ظبطه.

¨ تحفظ الكثير من الوقت الذي يضيع في المراجعة، وذلك لرسوخ المعلومات في الذاكرة.

السلبيّات

¨ تشعر الطالب بالضجر والملل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير