تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نظراتٌ في منهج تقييد وكتابة العلم

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:25 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

نظراتٌ في منهج تقييد وكتابة العلم

< H1>( على ضوء قواعد المحدثين)

بسم الله الرحمن الرحيم

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} [1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn1).

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخَلْق من مَلَك، وإنس، وجانّ.

أما بعد:

فتشمل هذه الورقات نظرات في منهج تقييد العلم، والعناية التي أَوْلاها السابقون للتعامُل مع فروق الرِّوَايات، والنُّسَخ في العُلوم الشرعية، وَفْقَ القواعد والضوابط التي رَسَمُوها للكتابة والقيد، باعتبارها من دعائم وَثَاقَةِ النُّصوص عند المسلمين، وقد كنت أرْصُدُ هذه الفروق ثم أتأمَّلُها، وذلك أثناء عملي ضمن فريق التحقيق بالدّار الجريسية، والتي انبثق منها مشروع العناية بالكتاب الإسلامي؛ بِناء على رغبة الأستاذ الدكتور/ خالد بن عبدالرحمن الجريسي، فقَدَّمَتْ به الدار خدمة جليلة لمجموعة من الكتب المهمة، بعضها قد صدر، وبعضها ما زال تحت الخدمة، وتولَّى الإشرافَ الفنّيَّ على هذا العمل الدكتور/ سعد بن عبدالله الحميد، الذي وُفِّق لفَكِّ كثير منَ المشكلات المعقَّدة في المخطوطات، بما حباه الله تعالى من علم وأناة، وحِلم، وقد أفاد منه فريقُ التَّحقيق فائدةً كبيرةً، نرجو اللَّه أن يوفِّقَهم لتسخيرها في خدمة العلم، وأن يجزي الشيخينِ خير الجزاء.

وسوف أُسَلِّطُ الضوء من خلال هذه النظرات على منهج كتابة وتقييد العلم؛ بِناء على القواعد التي رسَمَها المُحدِّثُون، لتتضح أهمية الأَخْذ بها؛ من أجل العمل على إبرازها للطلاب، لضمان استمرار قوة التوثيق في ظلِّ التطوُّر والازدهار المشاهَد في سوق الطباعة والنشر، وفي مجال تداوُل المعارف والمعلومات؛ خشيةً من التَّردِّي الذي قد يَنتج من تأثير عامِلَيِ الربح والخسارة على جَوْدة المطبوعات، مِمَّا سأُبَيِّنُهُ بعد قليل، وأهَمِّ الأسباب التي تُساعد في ضبط الجَوْدة والرَّصانة لعمليَّة نقل العُلوم وتداوُلِها، من خلال عرض بعضِ الأمثلة التطبيقية التي وقفتُ عليها، فأسألُ الله أن يجد فيها طُلابُ العلم الفائدةَ المَرْجُوَّة، وألا يجعلها من الصَّوارف، ومضيِّعاتِ الوقت.

كتابة العلم، وتقييده في الماضي والحاضر:

بدأ المسلمون كِتابة العلم وتدوينَه في صدرِ الإسلامِ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - بين ظهرانَيْهِم؛ فقد روى البخاريُّ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قالَ: "ما مِن أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَحَدٌ أكثرُ حديثًا عنه مِنِّي، إلا ما كان من عبدِاللهِ بن عَمْرٍو؛ فإنَّه كان يكتبُ، ولا أَكتبُ" [2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn2). وروى البخاري ومسلم، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في خُطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي طلب أبو شاة أن تُكتَب له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اكتبوا لأبي شاة ... )) [3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn3). وروى البخاريُّ، عن أبي جُحيفة، قال: قلتُ لعليٍّ - رضي الله عنه -: "هل عندكم كتاب؟ " قال: "لا إلا كتابُ الله، أو فَهْمٌ أُعطِيَهُ رجلٌ مسلم، أو ما في هذه الصحيفة"، قال: "قلت: فما في هذه الصحيفة؟ " قال: "العَقْلُ [4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn4)، وفِكاكُ الأسيرِ، ولا يُقْتَلُ مسلمٌ بكافرٍ" [5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn5).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير