تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[محاضرات في علوم الحديث للشيخ عيد فهمي (1)]

ـ[أبو شعبة محمد بن ناجي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 04:50 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أقدم لإخوانى الكرام هذه المحاضرات التى أراها قيمة ونافعة لمحبى هذا العلم، وهى لشيخى الفاضل الحبيب الشيخ عيد بن فهمى الحسينى حفظه الله، والتى أسأل الله أن تكون فى ميزان حسناته.

المحاضرة الأولى: مقدمة علوم الحديث

الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم، وأرشدنا إلى صراطه المستقيم، وألهمنا الحمد له على ما خولنا من جزيل نعمه، وأجدنا نعمة علينا مضافة إلى سائر مننه، أحمده حمد معترف بالتقصير فيما يلزمه من شكر هباته، وأسأله التوفيق للعمل بما يقرب إلى مرضاته، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغ معتقدها أمله، ويختم الله لقائلها بالسعادة عمله، وأشهد أن محمدًا عبده المنتخب من بريته، ورسوله الداعي لخلقه إلى طاعته، أرسله بالحق المبين، وابتعثه بالشرع المتين، فجلى غوامض الشبهات، وأنار حنادس (1) الظلمات، وأباد حزب الكفر وأنصاره، وشيَّد أعلام الدين ومناره، صلى الله عليه صلاة يعطيه فيها أمنيته، ويرفع بها في الآخرة درجته، وعلى إخوانه من النبيين، وآله الأخيار المنتخبين، وتابعيهم بالإحسان أجمعين.

أما بعد

فإن المستدل بالسنة يحتاج إلى نظرين:

أولهما: النظر في ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ ليس كل ما نسب إليه صحيحًا.

ثانيهما: النظر في دلالة النص على الحكم.

ومن أجل النظر الأول احتيج إلى وضع قواعد يميّز بها المقبول من المردود فيما ينسب إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، كما ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله- تعالى


(1) - قال الفيروز آبادي: "الحِنْدِسُ بالكسر: الليلُ المُظْلِمُ والظُّلْمَةُ ج: حَنادِسُ." القاموس المحيط: باب السين، فصل الحاء مع النون، مادة: حندس

ـ[أبو شعبة محمد بن ناجي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 05:24 م]ـ
تعريف علوم الحديث
اسمه: يسمى هذا العلم: علوم الحديث أو مصطلح الحديث
تعريفه: علوم الحديث أو مصطلح الحديث مركب إضافي يتكون من: المصطلح والحديث أو العلوم والحديث، ويمكن أن يعرّف باعتبارين:
التعريف الأول: باعتبار مفرداته؛ أي: باعتبار كلمة مصطلح، وكلمة علوم، وكلمة حديث.
فالمصطلح: هو ما تعارف عليه طائفة من الناس وانتشر بينهم.
والعلوم: جمع علم. وهو في اللغة: الإدراك.
وقال الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن: العلم إدراك الشيء بحقيقته، وذلك ضربان:
أحدهما إدراك ذات الشيء.
والثاني الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود له أو نفي شيء هو منفي عنه (1)
و في الاصطلاح يطلق العلم ويراد به أحد معانٍ ثلاثة:
الأول: القضايا المكتوبة والمسائل المدونة.
الثاني: إدارك هذه القضايا وتلك المسائل.
الثالث: الملكة التي بها يمكن استحضار تلك المسائل والقضايا.
والمعنى الأول هو الأولى والأجدر هنا لأن العلم المدون الآن بين أيدينا إنما هو القضايا والمسائل وليس إدراكها ولا الملكة التي يمكن الاستحضار بها.
والحديث:
لغة: ضد القديم، أو الكلام والقول، قال الفيروز آبادي في القاموس المحيط: الحَديثُ: الجديدُ، والخَبَرُ (2)
أما الحديث بمعنى الجديد فمنه قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «لَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ ... » الحديث (3) وقوله صلى الله عليه وسلم في المطر: «إِنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ» (4) وقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: إني حديث عهد بعرس (5) وقول معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه: إني حديث عهد بجاهلية (6)
وأما الحديث بمعنى الخبر فمنه قوله تعالى: ?وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى? (7) وقوله:?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ? (8) وقوله:?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ? (9) وقوله:?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ? (10) وقول عمر رضي الله عنه: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة (11)
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير