ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:10 ص]ـ
مقدمتك في تاريخ الاختصار وأهمية الاختصار جيدة ثم تطرقت ـ حفظك الله ـ إلى أسباب ظهور المختصرات
ولعل من الأسباب أيضاً:
تلافي ما ضاع من كتب العلم في كارثتي المشرق في بغداد والمغرب في الأندلس وذلك بجمع شتات العلوم في قبضة اليد في صورة المتون وقد ذكر ذلك الدكتور عبد الكريم الأسعد في "مقالاته المنتخبة" وهو واضح.
أما قولك "أما كونها تقضي على الملكة فهذا حقيقة والواقع العلمي لكثير من حفاظ المختصرات يشهد بهذا حيث يقوم بحفظ عدد من المختصرات ما بين منظوم ومنثور يقضي ربيع عمره وزهرة شبابه وتفتح طاقات عقله فيها "
أقول: لا ضير عليه في ذلك فالحفظ في الصغر أقوى وأثبت وهذه معلومة يكاد يتفق عليه النُّظَّار وهي واقعة مجربة.
وقولك "فماذا بقي لشحذ الملكة وتنمية الإبداع "
أقول:العقل يتسع لذلك وأكثر!!
وقولك "ومن العجائب أن يوصي الطالب عند حفظ المختصرات أن يغلق باب الفهم والتفكير ويحفظ المعلومة كما هي فيحرم نفسه من أقل درجات التفكير وهو فهم المعلومة "
أقول:أما عن حفظ المتون بلا فهم فهذا لا يرجع إلى ذات المتن وإنما يرجع إلى طريقة الحفظ وهذا ليس مما تعاب به المختصرات والمتون , ولعل أقرب مثال لذلك حفظ صغار السن للقرآن أوليسوا لا يفهمونه؟
أما عن تعجبك من الإقلال من المقدار المعد للحفظ فهذا سبيل لتثبيته وتعميق جذوره في القلب حتى لا يتفلت ولا يتبخر.
ولايخفى علينا قول الإمام الزهري أن العلم يؤخذ على مر الليالي والأيام.
وقد نُظم هذا المعنى بقول القائل:
اليوم شيء وغداً مثله من درر العلم التي تلتقط
يحص المرء بها حكمة وإنما السيل اجتماع النقط
تركز دائماً على الإبداع والإبداع
الحفظ لا يقتل الإبداع ولا يميته بل هو سبيل الإبداع بشرط الاعتدال فيه
ونحن نرى أن كثيراً من المبدعين مروا على هذه المتون وحفظوها وانطلقوا منها
فانظر ابن كثير الذي مضى ذكره في حديثك فهو قد حفظ التنبيه وأبدع لنا كتباً كالبداية والنهاية والتفسير الذي لا يماثله كتاب
وانظر إلى الموفق ابن قدامة الحنبلي قد حفظ مختصر الخرقي وأبدع لنا كتاباً في كثير من الفنون وحسبك بالمغني إبداعاً.
وهذا ابن تيمية الذي حفظ كثيراً من متون ونظر فيها وهاهي كتبه أمامنا.
وانظر إلى السيوطي وابداعه وهو الذي حفظ التنبيه وحفظ عمدة الحديث وحفظ ألفية ابن مالك وغيرها وهو الذي ألف في كثير من علوم وقته بل زاد أشياء لم يذكرها غيره.
وانظر إلى الأمين الشنقيطي وكتابه أضواء البيان وهو الذي ابتلع المتون وأتقنها
وهؤلاء مشايخنا المعاصرون انظر إليهم.
وهذه هي الطريقة المعتمدة عند العلماء وبها تخرجوا وفيها ألفوا وصنفوا.
ولا مانع من الاعتماد على المتون خطوةً ثم بعد ذلك الانطلاق نحو الابداع ولا تعارض بينهما.
أخيراً أقول:
الحفظ لا بد منه ولا علم بدون حفظ كيف يفهم شيئاً لم يحفظه؟ ولا أقصد الحفظ النص وإنما أقصد حفظ المعلومة.
كيف تريد من شخص ليس في عقله معلومات أن يبدع أو أن يفهم ما يبدع؟ وما الذي يدريه أنه إبداع؟
ولعل أهمية الحفظ تظهر في الليالي المظلمة أو وقت انقطاع الكهرباء فإذا جلس خالي الوفاض مع من لديه رصيد من المعلومات تبين له أهمية الحفظ , وَدَع الاعتماد على فهمه ينفعه حينئذ.
والموضوع فيه تردد ملحوظ في الاقتناع بفكرة حفظ المتون
ففي أوله مدح للمختصرات ثم نقد ثم رجوع إلى أهميتها.
وما نرى هذه الغثائية من الكُتَّاب والأكاديميين إلا بسبب الاعتماد على الفهم فقط ويا للفهم المخذول.
والنماذج التي ذكرتها في ضعف من يعتمد على المتون ليست أصلاً ولا يمكننا أن نعمم هذه النماذج على كل من رام حفظ المتون.
ولو قابلنا كلامك بالحجة نفسها لوجدنا ما يضحك الثكالى عند أرباب الفهم المزعوم.
والكلام يطول.
والله حسبنا وهو نعم الوكيل
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:04 م]ـ
تصويب بعض العبارات السالفة.
وهذا ابن تيمية الذي حفظ كثيراً من متون
كثيراً من المتون
ولا مانع من الاعتماد على المتون خطوةً ثم بعد ذلك الانطلاق نحو الابداع ولا تعارض بينهما.
خطوةً أولى.
كيف يفهم شيئاً لم يحفظه
لا يحفظه
ـ[مجرد إنسانة]ــــــــ[07 - 06 - 08, 02:42 ص]ـ
رأي
لا تعارض بين الفقيه والقحطاني فلكل مقام مقال
عندما يكون الطالب طفلا يحفظ أولا ويفهم بالقدر المستطاع لعمره ثم يتوسع مع شيخه إلى الأمهات. مع أهمية دراسة الأمهات وعدم الاكتفاء بالمختصرات.
و عندما يكون الطالب كبيرا فعليه بالفهم من المختصرات ثم الشروع بالمطولات على شيخ,
ويحفظ المسائل وتفريعاتها ويحفظ الأقوال فيها مع أدلتها ويكفيه عن حفظ المتن,
ويبدأ بحفظ الكتاب والسنة ثم المتون, وكل حسب وقته وملكته في الحفظ.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[18 - 06 - 08, 12:14 م]ـ
الاختصار درب من دروب التأليف (بدون إخلال) ,وهو في النهاية (دال على شخص المختصر وعقله)
¥