هي عبارة "أعلو بها فوق الغمام نقاء" التي جعلت الصورة مضطربة, حيث أن "نقاء" تمييز و"فوق الغمام" جاءت قبلها, فكأن الشاعر يقول: "أصير أكثر نقاء من الغمام" والغمام ليس نقيا (ولعل من ركب الطائرة وطارت به من خلال الغمام يعلم ذلك). بوركت.
ـ[أم سارة_2]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 12:56 م]ـ
لولا عبارة أعلو بها فوق
ربما تحل العندية جزءا من الإشكال في الصورة
ـ[سعد حمدان الغامدي]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 07:05 م]ـ
:::اقتباس:
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو في هواك سعادةً = أَعْلُو بها فَوْقَ الغمامِ نَقَاءَ
فأَطوفُ أرجاءَ السماءِ مُوَلّها = كالطّفلِ يَلْهُو حالِمًا وَضّاءَ
وأَذُوقُ منْ طَعْمِ الحياةِ حَلاوَةً = أَشْتارُ مِنْ سِرّ الوجودِ بَقاءَ
قد أفادت التحقيق وتصوير اليأس من ما كنت ترجو وموضعها رائع ..
أَعْلُو بها فَوْقَ الغمامِ نَقَاءَ
فأَطوفُ أرجاءَ السماءِ مُوَلّها
كالطّفلِ يَلْهُو حالِمًا وَضّاءَ
وأَذُوقُ منْ طَعْمِ الحياةِ حَلاوَةً
أَشْتارُ مِنْ سِرّ الوجودِ بَقاءَ
وصف ما كنت ترجوه من السعادة بالهوى جاء لتوضيح مدى الأسى والصدمة النفسية التي لاقيتها من الجفاء الذي لاقيته وهذا أبداع وخيال واسع وتصوير دقيق ... وجاء من باب التحسر والندم ...
كالطّفلِ يَلْهُو حالِمًا وَضّاءَ
توظيف معنى الطفولة له أبعاد جميلة وعذبة وإن جاء في أبياتك بشكل عفوي-حسب ظني-
اقتباس:
لكنّني لم أحْظَ منك ببُغْيَتِي = فغدوتُ أَعْدُو هائمًا مُسْتاءَ
استدراك جميل وكلمة هائماً تصور أثر الألم بدقة.
اقتباس:
يا مَنْ أُحِبُّ! أما ترى وَجْدِي بكُمْ = قد أذهلَ العشّاقَ والعُقَلاءَ
النداء جميل ويصور مدى البعد ...
اقتباس:
إن لم تُرِدْ عَطْفًا! فكن لي مُنقذا = بِكُلَيمةٍ تُنْهِي العَناءَ – رَجَاءَ –
ما هذا الحب الذي ينتهي بكليمة!
إلا إذا كان نوعا من الاستعطاف الذكي ...
اقتباس:
الآن أُوْقِنُ أنّ حبَّك سالِبٌ = منّي الحياةَ وتاركي أَشْلاءَ
دوران في المعنى نفسه، الأبيات أصبحت كدائرة ...
وبعض المعاني تصطدم ببعض ...
قد كُنْتُ أَرْجُو في هواك سعادةً
دمت مبدعا ...
تقبل مروري بصدر رحب ....
//أشكرك أيتها الثلوج الدافئة على المرور المقتنص لملامح جمال القصيدة حسب ما يعكسه جمالك الداخلي، وهنيئا لك بالاسم ذي الكون الشعري المرتقي فوق ما بعد الغمام جمالا ونقاء، وهنيئا لقصيدتي مرورك الدافئ المتشح بأبيض الكلام والمتشبع بعذوبة المياه النقية، ولا حبّ ينتهي بكليمة لا في الشعر ولا خارجه، ولكن العناء قد ينتهي وتبقى جمرة الحب في القلوب موقدة ... دمت بخير ... ومرورك وسّع صدري كأكبر ما يكون اتساع القطبين الشمالي والجنوبي.
ـ[سعد حمدان الغامدي]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 07:18 م]ـ
[ quote= محمد الجهالين;279296] وهل أنقى من ماء الغمام؟ لولا عبارة أعلو بها فوق [/:::
أخي الكريم/ أرجو أن تتفضل بقراءة ردي على أخي ضاد، وكذلك أرجو أن تقرأ والأخ ضاد البيت الثاني مع الأول، وأنا شاكر مروركما أيها العالمان الجليلان، دمتما بخير.
أما أختي أم سارة_2/ فأرجو أن توضحي للفقير شعرا وعلما أنا مرادك، فقد تعدد فهمي لعبارتك المختصرة، ولا زلت في خيفة أني لم أفهمها الفهم الذي أردته أنت، دمت بخير.
ـ[صالح العمري]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 11:19 ص]ـ
أبو حمدان:
شاعريّة عذبة .. وكلمات شفّافة رفيفة .. وملاحظات الأخوة توجتها ..
وفقك الله .. وبشوق لرؤية مزيدا من عطائك الأدبي في أحوال الحياة المختلفة ..
وفقك الله وسددك ..
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 11:20 ص]ـ
جزء من مشاركة سعد حمدان الغامدي
لم يذهب ذهني إلى أن أفوق الغمام في نقائه وإنما المراد أن أفوقه علوا، ولم أحاول أن أستحضر نقاءه في ذهن القارئ، وهذا النقاء إحساس عندي وهو ما ولد الشعور بالعلو علوا سموت إليه بإحساس السعادة، وهذان المتوالدان يتآزران في تحليقي بروحي في ما فوق السحاب من الفضاءات غير المتناهية حيث الإحساس بالنقاء والصفاء بعيدا عن المكدرات والشقاء المرتبط بالتصاقنا بالأرض بقانون الجاذبية الذي ننوء به فقيّدنا أجساما وخيالات وحريّة، ولا فكاك إلا بالانعتاق من هذه القوة الآسرة بأن نحلق بعيدا بعيدا في الفضاء، وتعلم أيها الرائع أن أرواحنا إذا تخلصت من ثقل أجسادنا بالموت مضت إلى خالقها حرّة طليقة، كذا وهذا ما زرعه في وعينا تراث قديم، وإن كان قد زرع قرآن كريم في وعينا أن الصدر يضيق كلّما تصعّدنا في الفضاء، ولكنه الحلم بما فوق الرأس والتطلع إلى الأعالي طموحا لنفس شاعرة تتمنى وتتخيل وتظن أن الخلاص فوق ما يُرَى وبعْد البَعْد، وفي غير المحسوس، وفي عالم الغيب دون الشهادة.
الفوقية التي توقلتها القصيدة، والعندية التي تأولتها أم سارة_2، تذهبان بنا إلى أهل الكلام ولست بذاهب.
اعترض ضاد على أن يكون الغمام بداية للنقاء، والتمستُ للشاعر التورية في ذكر الغمام وقصد ما فيه من ماء لولا المكانية المستقاة من السياق.