[ذات الرسائل ... إليك أبي]
ـ[الأديب بدر]ــــــــ[04 - 11 - 2008, 04:22 م]ـ
ذات الرسائل
إليك ... أبي
لأننا في زمن العقوق ... ومعانقة النرجسية في فضاءات الذات .... فالعودة إلى خطوة إلى الوراء صعبة ... وألف خطوة إلى الأمام سهلة ... لأننا نتحرك صوب الأمام ... ونخطو صوب الأعلى
فالحديث عن الأب ... يكون ذا شجون .... دائمًا
والحديث عن أبي .... يعني أن أتحدث عن قامة ... واستعرض قمة ... وأرسم شموخا ... يضاهي شموخ خطوط الشمس.
فأكتب عن رجل ... ومرحلة ...
وأستنير بجيل ... وتاريخ ...
وأستأنس بتربية .... وتجديد
فأتحدث عن أول من صنع مني رجلا ... بمفهوم الرجال
وأول من صنع مستحيل المستقبل ... بممكن الحاضر
وأول من مزج فكر التربية ... بعقلية المشفق ...
وأتكلم عن أول من مزج روحه بروحي لنواصل العطاء في بلد النماء ..
فأصبح لدي طموح ... وصار عندي أمل ...
كلنا أبناء الجيل ................ مدينون لآبائنا
كلنا قدمنا إلى الحياة ... وحضرنا إلى الوجود .... وتتلمذنا على أيديهم
وتعلمنا على أيديهم أن (المعالي) أولا ... وثانيا .... وثالثا ...
أن النجاح كل شيء بالنسبة إلينا ....
والإخلاص سنامه ...
والأمانة قمته ....
والتضحية هامته ...
نكسب ثم نعلو ... ونبرز ثم نبدع ... ونطلب ثم نحصل ... ويبقى (الأب) في فكر كل فكرة.
و يظل شريك النجاح ... إذا كان البروز يعني النجاح
أيها العبقري .........
تحية ملؤها الحب حين تكون
ويشاطرها الفرحة والبهجة
إني ما أزال تلميذا في مدرسة الوفاء .. والحب
إليك أبي أكتب هذه الكلمات ... حين ابتعدت عنك
إليك حين لم تلتحق بركب الحضارة والمدينية، ولم تستفد من وسائل الحياة العصرية، وعشت في زمن الصبر والتقشف، وكابدت الحياة أيَّما مكابدة، وكيفت نفسك حيثُ كانت، ومع ذلك لم تثنك تلك الأحوال عن أن تترك لي أخلاقًا وعقيدة، وإيمانًا راسخًا وشهامة، وتراثًا فكريًّا ... أكتب هذه الكلمات. التي في يومها .. تعجز عن وصف ذاتك ... ما عساي أقدم لك هدية عربون وفاء، أن أهديتك الجواهر فأنت أغلاها ... وإن أعطيتك الدرر فأنت مهدها ... وإن كتبت فيك الشعر ... فأنت أجمل قصيدة في الوجود ...
أرجع الطرف إليك أخرى ... فالكلمات عجزت أن توفيك حقك ... كل الكلمات عاجزة أمام عظمة عطاءك .... وإن اندثرت هذه الكلمات من الوجود بأسره ستبقى محفورة في قلبي لأنها مستمدة منك ..
ابنك الأديب بدر
ـ[أحاول أن]ــــــــ[04 - 11 - 2008, 06:46 م]ـ
ما أروع أن تكون المعالي هدفنا أولا وثانيا وثالثا! ..
كلمات صادقة ونبيلة , نسأل الله أن يعيننا على برِّهم أحياء وأمواتا ..
بارك الله في هذه الروح وهذا المداد ..
ــــــــ
المدينية: نسب غير صحيح، الصحيح: المدنيَّة.
ـ[الأديب بدر]ــــــــ[04 - 11 - 2008, 10:08 م]ـ
عفوا مدني نسبة إلى المدينة المنورة
والمديني نسبة إلى المدينة
وشكرا
ـ[الأديب بدر]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 03:38 م]ـ
أين التعليق والإضافة من المتميزين كعادتهم الحميدة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 10:10 م]ـ
ذات الرسائل
إليك ... أبي
لأننا في زمن العقوق ... ومعانقة النرجسية في فضاءات الذات .... فالعودة إلى خطوة إلى الوراء صعبة ... وألف خطوة إلى الأمام سهلة ... لأننا نتحرك صوب الأمام ... ونخطو صوب الأعلى
فالحديث عن الأب ... يكون ذا شجون .... دائمًا
والحديث عن أبي .... يعني أن أتحدث عن قامة ... وأستعرض قمة ... وأرسم شموخا ... يضاهي شموخ خطوط الشمس.
فأكتب عن رجل ... ومرحلة ...
وأستنير بجيل ... وتاريخ ...
وأستأنس بتربية .... وتجديد
فأتحدث عن أول من صنع مني رجلاً ... بمفهوم الرجال
وأول من صنع مستحيل المستقبل ... بممكن الحاضروأول من مزج فكر التربية ... بعقلية المشفق ...
وأتكلم عن أول من مزج روحه بروحي لنواصل العطاء في بلد النماء ..
فأصبح لدي طموح ... وصار عندي أمل ...
كلنا أبناء الجيل ................ مدينون لآبائنا
كلنا قدمنا إلى الحياة ... وحضرنا إلى الوجود .... وتتلمذنا على أيديهم
وتعلمنا على أيديهم أن (المعالي) أولا ... وثانيا .... وثالثا ...
أن النجاح كل شيء بالنسبة إلينا ....
والإخلاص سنامه ...
والأمانة قمته ....
والتضحية هامته ...
نكسب ثم نعلو ... ونبرز ثم نبدع ... ونطلب ثم نحصل ... ويبقى (الأب) في فكر كل فكرة.
و يظل شريك النجاح ... إذا كان البروز يعني النجاح
أيها العبقري .........
تحية ملؤها الحب حين تكون
ويشاطرها الفرحة والبهجة
إني ما أزال تلميذا في مدرسة الوفاء .. والحب
إليك أبي أكتب هذه الكلمات ... حين ابتعدت عنك
إليك حين لم تلتحق بركب الحضارة والمدينية، ولم تستفد من وسائل الحياة العصرية، وعشت في زمن الصبر والتقشف، وكابدت الحياة أيَّما مكابدة، وكيفت نفسك حيثُ كانت، ومع ذلك لم تثنك تلك الأحوال عن أن تترك لي أخلاقًا وعقيدة، وإيمانًا راسخًا وشهامة، وتراثًا فكريًّا ... أكتب هذه الكلمات. التي في يومها .. تعجز عن وصف ذاتك ... ما عساي أقدم لك هدية عربون وفاء، أن أهديتك الجواهر فأنت أغلاها ... وإن أعطيتك الدرر فأنت مهدها ... وإن كتبت فيك الشعر ... فأنت أجمل قصيدة في الوجود ...
أرجع الطرف إليك أخرى ... فالكلمات عجزت أن توفيك حقك ... كل الكلمات عاجزة أمام عظمة عطاءك .... وإن اندثرت هذه الكلمات من الوجود بأسره ستبقى محفورة في قلبي لأنها مستمدة منك ..
ابنك الأديب بدر
ماشاء الله أخي
هي رسالة حب ووفاء، في زمن ضاع فيه الوفاء، ولا أدل على حسن تربية أبيك من أنك عرفت قدره وكنت شهماً وفياً مخلصاً فالعرفان بالجميل قمة الأخلاق والتربية بل هي الحضارة نفسها ..
هي رسالة رائعة .. خاطرة في لحظة صدق وإخلاص
لغة سليمة إلا من بعض الهنات وأسلوب سلس وعاطفة صادقة قوية استخدمت بعض العبارات الرائعة التي أحببتها ولونتها
العودة إلى خطوة إلى الوراء ... العودة خطوة إلى الوراء
المدينية ـ المدنية (آية مدنية أي نزلت في المدينة المنورة)
أن ـ إن
توفيك ـ تفيك
عطاءك ـ عطائك
وفقك الله وهنأ بك أباك وجعلك ذخراً لأمتك
¥