تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[يا ساكن القاع]

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[17 - 10 - 2008, 08:20 م]ـ

يا ساكنَ القاع

(شعر)

يا ساكنَ القاعِ حاذِرْ وصْمةَ العارِ= وانهَضْ بنفسِكَ، واذكرْ حكمةَ الباري

لا تبقَ منقطعاً في الغار معتكفاً = واقطفْ نجومَ السَّما، من مَعقلِ النَّار

فالعقل دارُكَ إن أهملتَها هَرِمتْ= والشَّيبُ يدخلُها من سقفِها العَاري

لا تحسبوني يراعاً فارغاً خَرِباً= إنّي أقولُ، وصِدْقُ الفِكرِ مِنْظاري

والعقلُ ضيفيَ إنْ أكرمتُهُ هَطلَتْ= كلتا يديهِ بِغيثٍ دافقٍ جاري

صيَّرتُهُ قلماً، أوراقَ مَحبَرةٍ= صَنَّاعَ معرفةٍ، بركانَ ثوَّارِ

مفتاحَ معضلةٍ، بنّاءَ ناطحةٍ= مصباحَ أعمدةٍ في كفِّ مِعمَاري

علِّي أريحُ ديارَ العربِ من وَهَنٍ= ما إنْ يَهُزّ جدارَ الموتِ مِسْمَاري

قدْ مرَّ في وطني كلبٌ وعاصفةٌ= فاستمطرا وجعاً من صدره الهاري

واستوطنا نغماً في قلبِ أمتِنا = عجباً لراقصة من نعقِ مزمارِ

يا أمتي شعري، جندٌ طائرةٌ = فاسترسلي حمماً من حبرِ حَبَّار

جيَّشتُ كلَّ حروفِ الأرضِ في صُوري= فاستوطَنتْ- عنوةً- في صدْرِ سُمّاري

لي في الكلامِ ألوفٌ لستُ أحسبُها= أودعتُها درراً في بنكِ تُجَّاري

عَلَّقتُ مكتبتي في ظهرِ سابحةٍ = كي تستريحَ بشطِّ العُمْر أقماري

سأتركُ الشِّعرَ يخطو نحوَ خارطَتي= فهْو الدليلُ إلى جهري وإسراري

سأتركُ الشِّعرَ يَرعى في مُخيّلتي= عبْداً يُزَجُّ أسيراً بين أسواري

(أنا الذي ... )، لم تعدْ تُرجى لمملكتي= فادخلْ على مُدني، تظفرْ بأسراري (*)

لا .. لن أخون بذي الصحراء قافيتي= إني ابنُ حرفٍ، وشعري غِمدُ أفكاري

رائد عبد اللطيف

17/ 10/2008

ملاحظة مهمة

قمت بإعادة ترتيب الأبيات، والتعديل البسيط نظرا لآراء الأخوة النقاد مشكورين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) إشارة إلى قول المتنبي: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 10 - 2008, 08:32 م]ـ

لله درُّك يا رائد

لي تعقيب على النص بعد حين

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 10 - 2008, 09:00 م]ـ

لافض فوك أخي رائد قصيدة جميلة فيعا ابداع .. سلم قلمك ودام عطاؤك.

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[17 - 10 - 2008, 11:03 م]ـ

أخي العزيز أنت شاعر بشهادتي أو دونها وأبياتك جميلة من حيث السبك

واسمح لي - أنا العبد الفقير لله- برأي بسيط

ألا تعتقد أن الكلاسيكية في الشعر قد انحسرت لصالح الشعر الوجداني

فلماذا تتمسك بها فانظر إلى شوقي وحافظ

ماذا فعل بهما العقاد والحق أن كل كلمة قالها فيهما لها جانب من صواب

فكلامك أشبه بالخطاب المحض ولا يبرز فيه الشعور إلا في خطرات

وقد قرأت لك مرثيتك في ابنتك -رحمها الله- وكانت قمة في الروعة والعذوبة ذلك أن الشعور الصادق انساب بعذوبة في الأبيات

والشعر القديم كان إبرازا للمقدرة اللغوية اكثر منه إبراز للشعور

والعكس قد حدث في الشعر الحديث مع ولادة "الرومانتيكية العربية وكذلك الرمزية "

والله أن تقرأ قصيدة وجدانية خير من أن تقرأ ديوانا امتلأ بالجمل القوية

هذا رأيي البسيط ..

والله تعالى أعلم

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[18 - 10 - 2008, 11:06 م]ـ

محمد سعد

سأتركُ الشِّعرَ يَرعى في مُخيّلتي

عبْداً يُزَجُّ أسيراً بين أسواري

لله درُّك يا رائد

لي تعقيب على النص بعد حين

أخي الحبيب أبا فادي

أشكر لك مرورك المبدئي، وبانتظار مرورك الثاني رغم أني أقطع الأمل منه:)

طبعا .. لكثرة مشاغلك أستاذي، تنسى صغار المستثمرين أمثالنا

بوركت أبا فادي وهو شرف لي أن تمرني مرتان ..

وقليل من الحبيب كثير

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[18 - 10 - 2008, 11:09 م]ـ

لافض فوك أخي رائد قصيدة جميلة فيعا ابداع .. سلم قلمك ودام عطاؤك.

أبا تسنيم

الحبيب الفاضل، هي فرصة للحروف أن تمر عليها سيدي، فأرها تصطف رتلا لتعلي لك تحية الود، وسلام الزيارة ..

قمت بتعديل ما أشرت إليه خارج هذه الصفحة، أقصد (الودق) إلى (الغيث) ..

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[18 - 10 - 2008, 11:25 م]ـ

أخي العزيز أنت شاعر بشهادتي أو دونها وأبياتك جميلة من حيث السبك

أستغفر الله مما ذكرت، إنما هي خربشات شويعر متطفل على بحر الشعر، وعلى بحر الرمال:)

واسمح لي - أنا العبد الفقير لله- برأي بسيط

ألا تعتقد أن الكلاسيكية في الشعر قد انحسرت لصالح الشعر الوجداني

فلماذا تتمسك بها فانظر إلى شوقي وحافظ

ماذا فعل بهما العقاد والحق أن كل كلمة قالها فيهما لها جانب من صواب

فكلامك أشبه بالخطاب المحض ولا يبرز فيه الشعور إلا في خطرات

صحيح ماذكرت، الكلاسيكية مذهب قديم، وأنا أطرق بابه مجددا في الصورة الشعرية فقط لا في الشكل، ولا أستطيع أن أنكر قدم هذا المذهب، وفي الوقت نفسه لا أستطيع أن أرفضه لأنه إرث ثقافي يفرض نفسه بقوة

والشعر القديم كان إبرازا للمقدرة اللغوية اكثر منه إبراز للشعور

ليس كل الشعر القديم هو إبراز للمقدرة اللغوية، أو بمعنى آخر يهتم بالشكل دون المضمون، فمن القصائد القديمة ما رسخ في بال الناس حتى عصرنا الحاضر ليس بالمقدرة اللغوية فقط، بل بما حمله من فكرة وصورة جميلة جديدة

والعكس قد حدث في الشعر الحديث مع ولادة "الرومانتيكية العربية وكذلك الرمزية "

والله أن تقرأ قصيدة وجدانية خير من أن تقرأ ديوانا امتلأ بالجمل القوية

الاتباعية الكلاسيكية، والإبداعية، والواقعية، والزمزية، كلها تصب في نقطتين (الشكل والمضمون)، والموفق من استطاع الربط

وللناس في ما يقرؤون مذاهب.

هذا رأيي البسيط ..

رأيك كبير موضع اهتمام عندي

سعدت بفيض من الكلمات أودعتها ردا تحت هذه المتواضعة، لا عدمتك يا بحرا زاخرا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير