تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من القدس إلى أمير- كان (قصة) خاص بمسابقة القصة]

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 11:27 م]ـ

من القدس إلى أمير- كان

(قصة)

لم يصطحب "عربي" زوّادةً، سوى دليل الشاخصات المروريَّة، وأجندةُ المحطَّات؛ سجَّل فيها بعض الملاحظات:

المحطة رقم (1): القدس

جيرانُ الحيّ يتقاذفون بألعابٍ ناريَّة .. وفي الطرف الآخر حواجز ومفرقعات،

قرأ شاخصةً كُتبَ عليها:

ممنوع التجاوز ...

إسرائيل ... والرَّبُ كريم ..

* * * *

المحطة رقم (2): بيروت

امرأةٌ تتشمَّس إلى جانب مسبح، تشرب (النرجيلة)، ودخان البناء المدمَّر- خلفها- يَملأُ المكان، وأوراق كثيرة على طاولة رئيس المحطَّة مليئة بكلام غير مفهوم ..

وشاخصة جديدة، تقول:

منحدر خطر ...

لم يغامر ولم يتفحص ... فلا يعرف إلى أين سينحدر؟!.

* * * *

المحطة رقم (3): بغداد:

على مدخل أحدى المدن العراقيَّة، نسورٌ كبيرة، فوق جُثثٍ كثيرة، وغُرابَان، أحدُهما أسود والآخر مُبرقش، تطاير ريشهما وهما يتناتفان، وقطُّ متسول يترقب في جوٍّ مُغبَر، لم يسمح إلا بقراءة شاخصة، تحوي سهماً، كتب تحته:

الهنود الحمر ..

وعندما وصل "عربي" إلى المحطة، وجد أمير- كان، لوَّنَ وجوهَ الرعيَّة بحبر من الدم، ووزَّع عليهم شهادات وفاة، كُتب عليها:

الجنسيَّة: هنديٌّ أحمر ...

* * * *

المحطة رقم (4): عواصم أخَر (ظنَّ أنَّها عربيَّة)

رأى جموعاً غفيرة، مرهقة، والأغلبيَّة نيام ...

وشاخصات بعدد الحصا، كتب عليها:

أفضلية المرور للآخر ..

وتصبحون على آخر ..

****

المحطة رقم (5): بلاد "العم سام"

شاخصةٌ ضخمة، من تكنولوجيا الزفت المزركش، رسمت عليها جماجم بشريَّة، وفوقها أحرف توسعيَّة، وبما أنَّ "عربي" ليس مُتطوراً وحضاريَّاً، لم يستطع فكَّ رموز تلك الشاخصة .. سأل شخصاً مجهولَ الهُويَّةِ (كأنه إرهابيٌّ!)، فترجمها له، كانت تقول:

ممنوع التكلم مع السائق ...

وإلا .. فإرهاب وتطرف .. و .. و ...

انتفض "عربي" بقوة ..

هزَّ رأسه هزةً أرعبتِ الهواء من حوله!!، وإذا هو في محض الخيال، حمد الله أنه لم يكن في الحقيقة؛ فغلَّق عليه أبواب البيت، ودثَّر نفسه ..

خاف أن يعتقلوه، فالحلم كان إرهابياً ...

رائد عبد اللطيف

1/ 2/2007

ـ[ضاد]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 11:45 م]ـ

جميل أن تشاركنا المسابقة والأجمل أن تتحفنا بعمل جديد. صحيح أننا لم نشترط الجديد في المشاركات, ولكنا نسمح لأنفسنا أن نتدلل على أستاذنا الفاضل. بوركت.

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[14 - 11 - 2008, 11:23 م]ـ

يبدو أنك شاعر حتى في قصصك -وأنا جاد في كلامي-

أخي العزيز قصتك مجهولة النسب - ولا أطعن فيها:) - فهي بين الشعر والقصة وإن كانت للسرد أقرب

وهذا دليل لغتك المتمكنة ورحابة أفقك -ولست أن من يقيمك-

تكتب بأسلوب صحفي أدبي لا يخلو من الغمز واللمز بل أقول لا يخلو من "الدبابيس"

بالمناسبة للقاص السوري الكبير "زكريا تامر" الكثير من القصص في هذا الاتجاه ولا أدري إن كنت قرأت له ..

رغم أنني من عشاق فك الشيفرات والرموز إلا أنني توقفت عند إحدى الشاخصات ولم ألمح حروفها فضباب كثيف من البعد قد لفها -واعذر فيَّ قصر نظري-

أو ربما أنك أنهيت القصة قبل أن تمنح القارئ مفاتيح فك الرموز أو الأبجدية التي كتبت بها الشاخصات

بالمجمل لغة التورية والتلميح والكلام الذي يخفي كلاما جاءت موفقة في قصتك والفكرة بارعة وخاصة المفاجأة في نهاية القصة.

اللغة والأسلوب جاء متفقا مع فكرة القصة فقد تنقلنا وتجولنا بدون منطق أو عقل كما في فلسفة الحلم والقصة في نهاية الأمر حلم بل هي واقع وهذا آخر رمز قد فككته.

ـ[غازي عوض العتيبي]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 12:19 م]ـ

لن أطيل الكلام حول هذه القصة، واكتفي بما يلي:

قصة حرف ينحت الحقيقة من شغاف الشعر، ويحكي الحلم حكاية بطل يستلّ سيف القول المتين المثقل معنى ودلالة.

قصة كأنها شعر.

ولكن ألفت عناية الكاتب الكريم إلى أن كلمة (حصى) تكتب بالألف اللينة.

بوركت

ـ[ضاد]ــــــــ[24 - 11 - 2008, 05:20 م]ـ

لا أدري أهي قصة أم قصص. على كل حال, تأملنا جديدك أستاذنا الفاضل. طغت الرمزية على القصة, وكذلك النقاطية بما أنها جاءت على شكل نقاط قائمة أو خانات جدول. لا أدري حيث أصنف قصتك, ولكن لاعتبار الموقف "الحلم" والرمزية, فإني سأعتبرها قصة قصيرة صحافية. ليس فيها حبكة لأنها كما قت نقاطية, واللغة سليمة (عدا "ممنوع" واستعمال "رقم" بدلا من الرتبة). بوركت.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير