تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[صرخة الصمت]

ـ[العايد]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 01:06 م]ـ

[صرخة الصمت]

إلى ذلك الطير الشجيّ

الذي هاجر بعد أن ملَّ الغناء على النافذة ..

ولم يجد أذناً مصغيةً ..

فأرسلها صرخةً صامتةً ...

بلا صوتٍ ولا صدى ..

ورحل رحيل مَنْ لا ينوي رجوعاً ..

صرخةُ الصمتِ_وللصمتِ مَدَى_ = دونَ صوتٍ جَلْجَلَتْ دونَ صَدَى

هَتَفَتْ حُبّاً شَجِيّاً لَحْنُهُ = مِثْلَمَا شَادٍ على قَبْرٍ شَدَا

قد يُغَنَّي الطيرُ في مَذْبَحِهِ = وَزُعَافُ الموتِ في حَدِّ المُدَى

وفؤاديْ هَبَّ مِنْ غَفْوَتِهِ = بعدَ أعوامٍ بها قد رَقَدَا

أَيْقَظَتْهُ صَرْخَةٌ صامتةٌ = فَانثنى سَيْراً على غيرِ هُدَى

يَرْسُمُ الخَيْبَةَ في أمْسٍ مَضَى = وَغَدٍ ما أَتْعَسَ الحَظَّ غدا!

حاضِرٌ يَذوِيْ وماضٍ وَغَدٌ =هكذا عُمْرِيَ قد ضاعَ سُدَى

وفؤادٍ نَبَتَ الحُبُّ بهِ = وَنَما يَسْقِيْهِ طَلٌّ وَنَدَى

وَاسْتَوَى سِرّاً بِلَيْلٍ أَلْيَلٍ = هل يرى مَنْ عاشَ لَيْلِاً سَرْمَدا؟

قبلَ حينٍ بدأتْ رحلتُهُ = بئس_ إذ فات الأوانُ_ المبتدا

أيُّها الحُبُّ تأخَرْتَ فَدَعْ = لَوْمَ معذورٍ إذا العُذرُ بَدَا

كم قرَعْتَ البابَ ترجو فَتْحَهُ = إنّما تقرعُ باباً مُؤْصَدَا

لن يعودَ القلبُ يوماً للهوى = ليسَ كلُّ العَوْدِ دَوْماً أحْمَدا

غيرُ مُشْجٍ لي حديث عاشقٍ = أَتْهَمَ الرَكْبُ بهِ أوْ أنْجَدا

يا مُحِبّاً بَاحَ بالوُدِّ الذي = ظَلَّ مَكْتُوْماً على طُوْلِ المَدَى

لا تَسَلْنِيْ كيفَ لم آبَهْ لَهُ = لَسْتُ بالسِرِّ عليماً أبدا

أيُّها البَيَّاعُ يَبْغِيْ مَكْسَباً = إنّ سُوْقَ الحُبِّ عندي كَسَدَا

جاءَ مَنْ يَشْرِيْكَ فَلْتَهْنَأْ بِهِ = رَبِحَ البَيْعُ فلا تَقْبِضْ يَدَا

وَاغْنَمِ العُمْرَ نعيماً غامِراً = وَاحْيَ في يَوْمِكَ عَيْشَ السُعَدَا

وَدَعِ الأمسَ وما مَرَّ بِهِ = إنّ أحلى العُمْرِ تلقاهُ غدا

ـ[أحاول أن]ــــــــ[24 - 10 - 2008, 12:14 ص]ـ

يا لَهذه ِ الصرخة التي دوّت .. وجلجلت .. بلا صوت ولا صدى!

و لا نستغرب أنْ سمعَها الشاعر؛لأنها بموجات فوق صوتية ليست الأذن الجهاز المناسب لاستقبالها!

ورغم ما ظن من أنها:"مثل شادٍ على قبر ٍ شدا " إلا أن الفؤاد هبّ! فماذا لو كانت الصرخة بصوت ٍ وصدى!

وبدايةً بدا الموقف من الحب متناقضا فهو يتحدث عن القلب ونبات الحب ونموه ثم يقول:

أيُّها الحُبُّ تأخَرْتَ فَدَعْ

لَوْمَ معذورٍ إذا العُذرُ بَدَا

كم قرَعْتَ البابَ ترجو فَتْحَهُ

إنّما تقرعُ باباً مُؤْصَدَا

لكن لو أعدتَ القراءة لوجدته ذات الحب السرمدي خلف الأبواب الموصدة .. الذي تأخر فقط: الطارق المتمكن من فتحها ..

مثل هذا الطائر الشجيّ حمام دار ٍ وفيّ ,سيعود ولا شك , وإن لم ينوِ رجوعا حين حلَّق راحلا ..

عودكم أحمد أستاذنا ..

وشكرا على هذا الشعر الراقي الرائق الرقراق ..

ـ[العايد]ــــــــ[24 - 10 - 2008, 12:35 م]ـ

الأخت العزيزة (أحاول أن):

هما فؤادان:

أحدهما معروف، فجاء معرفة.

والآخر: مخفيَ، فجاء نكرة.

فلا تناقض.

ولك تحياتي وتقديري.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[24 - 10 - 2008, 07:28 م]ـ

قد يُغَنَّي الطيرُ في مَذْبَحِهِ

وَزُعَافُ الموتِ في حَدِّ المُدَى

لله درك

يا مُحِبّاً بَاحَ بالوُدِّ الذي

ظَلَّ مَكْتُوْماً على طُوْلِ المَدَى

لا تَسَلْنِيْ كيفَ لم آبَهْ لَهُ

لَسْتُ بالسِرِّ عليماً أبدا

ويظل السؤال معلقا يبحث عن جواب؟

بينما اكتفى الشاعر بالنصيحة لمن يحب حتى لا يعاني مثل معاناته

فهذه نصيحته

جاءَ مَنْ يَشْرِيْكَ فَلْتَهْنَأْ بِهِ

رَبِحَ البَيْعُ فلا تَقْبِضْ يَدَا

وَاغْنَمِ العُمْرَ نعيماً غامِراً

وَاحْيَ في يَوْمِكَ عَيْشَ السُعَدَا

وَدَعِ الأمسَ وما مَرَّ بِهِ

إنّ أحلى العُمْرِ تلقاهُ غدا

وهذه حال الشاعر

وفؤاديْ هَبَّ مِنْ غَفْوَتِهِ

بعدَ أعوامٍ بها قد رَقَدَا

أَيْقَظَتْهُ صَرْخَةٌ صامتةٌ

فَانثنى سَيْراً على غيرِ هُدَى

يَرْسُمُ الخَيْبَةَ في أمْسٍ مَضَى

وَغَدٍ ما أَتْعَسَ الحَظَّ غدا!

حاضِرٌ يَذوِيْ وماضٍ وَغَدٌ

هكذا عُمْرِيَ قد ضاعَ سُدَى

لا فض فوك دمت مبدعا

ـ[العايد]ــــــــ[24 - 10 - 2008, 11:36 م]ـ

أخي أبا سهيل:

السؤال جوابه فيه؛ حيث لم يأبه له؛ لأنه كان في طيّ الكتمان.

أما بعد أن علمه فـ (الشيخُ إنْ يبغِ الصبابةَ أحمقُ).

فهو في زمن العمل لما تحت الأرض.

أسعدتني قراءتك للقصيدة وتعليقك عليها.

فلك تحياتي.

ـ[أم أسامة]ــــــــ[25 - 10 - 2008, 12:11 ص]ـ

هَتَفَتْ حُبّاً شَجِيّاً لَحْنُهُ

مِثْلَمَا شَادٍ على قَبْرٍ شَدَا

قد يُغَنَّي الطيرُ في مَذْبَحِهِ

وَزُعَافُ الموتِ في حَدِّ المُدَى

أبدعت أخي الكريم في تصوير المشهد ..

أجدك أخترت صور رائعة لها إيحاء عميق (شَادٍ على قَبْرٍ شَدَا)

(قد يُغَنَّي الطيرُ في مَذْبَحِهِ)

يَرْسُمُ الخَيْبَةَ في أمْسٍ مَضَى = وَغَدٍ ما أَتْعَسَ الحَظَّ غدا!

حاضِرٌ يَذوِيْ وماضٍ وَغَدٌ =هكذا عُمْرِيَ قد ضاعَ سُدَى

صدقت والله العمر يضيع بين أمس وغداً وفي دائرة هذه الحياة ..

ولكن ألا يصطدم مع البيت التالي .. !

أم أنها لمحة تفاؤل بعد يأس

وَدَعِ الأمسَ وما مَرَّ بِهِ = إنّ أحلى العُمْرِ تلقاهُ غدا

لن يعودَ القلبُ يوماً للهوى = ليسَ كلُّ العَوْدِ دَوْماً أحْمَدا

دمت مبدع ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير