[لا تلمني]
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[17 - 10 - 2008, 12:06 م]ـ
لا تلمني *
لا لا تلمني في هوى ذاك القمر أيلام طير فى هواه إلى الزهَرْ؟
فحبيبتي كالروح مني بل تزيـ د , وهل بغير الروح يحيون البشر؟
ريحانة فتانة وكأنها جمعت جمال الكون فيها وانصهر
وجه بلون البدر علمني الهوى شعر بلون الليل علمني السهر
قدٌّ كغصنِ البان في ميسانه عين كعين الريم ترنو في حور
قد كبّلتني في قيودٍ للجوى فالقلب آسرتي تردى وانتحر
طلب الفؤاد وصالها، عيني غزال أسبلت لي ثم قالت في حذر:
أرأيت أن الماء يصعد للذرا؟ أم هل رأيت الريح تخرق في الحجر؟
أم من جنوب الأرض تخرج شمسنا؟ أم تخرج الثمرات من غير الشجر؟
أدركت أن وعودها لي أصبحت أطياف حلم راودتني في الصغر
فوعودها وعهودها بل كل أحـ ـلامي بها زالت كلمح البصر
قد قطَّعت، إذ قاطعت، قد أحرقت إذ أشعلت في القلب نارًا فاستعر
وتسابقت عيناي تنزفُ دمعها وكأنها ضاقت به، فقد انهمر
طعنت فؤاديَ في الصميم بخنجر من غدرها، لكن قلبي ما شعر
إذ أدركته منية فاستسلما جرح الأحبة للأحبة ذو أثر
لملمت جرحي وانتفضت مسائلا: ماذا جرى؟ وظللت أسأل: ما الخبر؟
فلم البكا؟ ولم الشقا؟ ولم الفؤا د تمزقا؟ فأخذ بحظك من أُخر
فالكون يملؤه النقا, والصبح عا د فأشرقا , والنور في الكون انتشر
قلبي أحب وأغدقا، وبذا الحبيـ ـب تعلقا، طاوعت قلبي إذ أمر
قد صارحتني بالمحبة والهوى قدري هي َ، والحب مكتوب قدر
أما الذي جحد الهوى، إذ غره حسن الخليقة أو جمال قد ندر
ظن الجمال يدوم حتى أنه ولَّى الجمال، ولم يظلَّ له أثر
فرّ الأحبة والرفاق جميعهم وتفرقوا، والحب في القلب انتحر
فأتى إلىّ ببؤسه وشقائه ملءُ العيون توسلات .. واعتذر
ورفضته فتوسلَ، ثم انحنى إذ قبّل، والدمعُ يجري كالمطر
ما رق قلبي للعذاب وما صبا فلتنتحبْ وتذقْ كما ذقتُ السهر
قد تغسل العبرات آثاما مضت لكنْ من الآثام ما لا يغتفر
وإذا غفرت فهل لنفسكِ تغفريـ نَ؟ وإن نسيت فهل سينساك القدر؟