تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"روزلين" تدخل مسابقة الإبداع في القصة القصيرة

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 10:46 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

قصة روزلين مستوحاة من الخيال المحض، تذكر "روزلين " قصتها لنا باختصار شديد حتى لا تخرج عن ضوابط المسابقة:)

روزلين

في ساعة من نهار العطلة الفائتة زرت إحدى قريباتي ومعي جاريتي، فعند فراغي من هذه الزيارة وأنا في طريق العودة إلى المنزل سمعت صوتا غريباً من مكان قريب ولكن جاريتي لم تسمع الصوت، فأمرتها بأن ترجع إلى المنزل وإني سآتي بعدها بقليل، فأتمرت لقولي وذهبت طائعة، وليت الفضول لم يغوِني بالذهاب إلى ذاك الصوت، فلم أنتبه إلا وأنا أمضي في أحد الشوارع المهجورة، التي توحش الناظر وتنفر الساكن من شدة كآبتها وخلوتها، فليس بها إلا منازل شاحبة اللون جهومة المنظر، وإذ بي أرى شاباً كالزهرةِ الجَنِيَّه، وقد طوى رأسهُ بين ركبتيه، و أسند ظهره للحائط، وهو يبكي ويحزِّن وينشج نشيجا عاليا، لو سمعه أهل الفانية لبكوا من سماعهم ذلك الناعي على نفسه، فرقّ قلبي لرؤياه، وسال دمعي للقياه، فناديته فلم يسمعني لشدة بكائه، فهجس في صدري أن أحسن له، ووضعت يدي على كتفه ففزع وارتبك، وكانت تسطعُ عيناه احمرارً لكثرة نحيبه، فاقشعر بدني لمنظره المزري، ويَجُسَ في صدري ما تجسْه الظئر، حتى جلست بجانبه وهدأته من روعهِ وسألته بصوتٍ خافت ما خطبك أيها المسكين؟ فقال لقد رُميتُ بآبدة الآباد، والداهية النآد، ورفع رأسه إلى السماء وقال: يا دنيا في كل لحظة لطرفي منك عبرة، وفي كل فكرة لي منكِ حسره، يا مرنقةَ الصفا ويا ناقضة عهد الوفا، ما وفق من عرج نحوكِ، ولا سعيد من آثر المقام على حسن الظن بك.

فقلت له ولم كل هذا الحزن والغم على نفسك؟، فوالله انه ليعز عليَّ أن أراك بهذه الصورة المزرية.

فنظر في عيني نظرةَ الطفل لأمه وقال: اشتدت فاقتي بعد ما فاضت نفسها الزكية، فسارعته من غير إطراق وقلت له: ومن هي؟ فقال: زوجي نفسي لمقدمها الفداء، وذلك المسجون في أحشائها، فلذة كبدي وقرة عيني ومنية نفسي، قد زودتها بأمهر الأطبة لحسم الداء عنها، ولكن ليس لقضاء الله من تبديل،وأنا لا أملك من قوت يومي ما أسد به جوعي، فبعت نفيس ما أملك لإعطاء الأطبة جزيل جهدهم، ولسداد مراسيم الدفن والجنازة، وفي نفس الآن علي أن اشتري ما أسعف به أمي؛ وصلني كتاب من أخي يصف به حال أمي من تواتر الأوجاع عليها،فكما قلت لك لم أرث غير الحزن والألم على فراق زوجي، وإني لأحن اليها حنين الظمآن إلى الماء، والخائف إلى الأمن، والسليم إلى السلامه، فأستميحك عذراً فما أنتي وهذا البالي امامكِ ...

فسكتَ وسَكِت معه لوهلة، وبعدها قلت له: ما رأيك أن تأتي لمنزلنا الليلة لترتاح وتسكن ونرى ما نصنع في الغد، فلم يرضى في بداية الأمر، ولكن بعد الإصرار لم أجعل له سبيلا للاعتذار، فأسكنته إحدى غرف منزلنا الشاغرة، ومع مرور الأيام صار أحد أركان العائلة وتمكنت بينه وبيننا الإلفة وذلك لصداقته مع أبي لحبهما الشعر والنثر حباً جما، فما أصبحت ولا أمسيت إلا ورأيتهما يتحدثان عن عشيقتيهما، فاشتغل مع أبي وصار من وجهاء القرية، وكان ذرب اللسان حر المنطق يحسن السبك، يتخير من الألفاظ أحسنها مسموعا، وأقربها مفهوما، وإن أنفته وشدة شكيمته ونوءهُ عن مذاهب العجب قد أغشت بصيرتي بل أعمتها، وسلب فؤادي وتركه مسبوهاً، فأحببته حب الأسيرِ لوطنه، وأكتمتهُ هذا الشعور حتى بادلني إياه؛ ففي إحدى الليالي دخل عليَّ الغرفة وافترست في وجهِهِ تضرم الحب في أنفاسه، واستيقاد الوجد في ضلوعه، وجلس بجانبي وقال: أنت غرة على جبهة الشمس والقمر خَلُدَ ذلك في بدائع الأخبار، وكتب بسواد الليل على النهار، وأنا فيك بمنظوم ومنثور كمن أمد النار بالشرر، وأهدى الضوء إلى القمر، وصب في البحر جرعه، وإني لأحبكِ مالا تضمره للولد أم، فأنت الحياة التي لا حياة لي بدونها، ولن يطوف بي الكرى حتى أعرف رأيك في حديثي، فكان من حديثه الشائق ما أعمى بصري، حتى مال بجسده علي كغصنٍ حركه النسيم فأطعت هواي وقبلته قبلةً لم ارشف مثل رضابها من قبل، مما جعلتني أسكر وأهيم في حبه في تلك اللحظة، وحصل ما حصل مما لا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير