تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إني سأرفع للعزيز ظلامتي]

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 04:21 ص]ـ

تلكَ المرابعُ ما انثنين أواهلا = شوقاً إليك، ودمعَ عيني سائلا

وشواهدي في الحب منك مواثلاً = وعوائدي للوجدِ فيك عواذلا

يا من جمعتَ عليّ هجراً في الهوى = وملالةً، أعظِمْ بذَينِكَ حاملا

أصْغَرْتَ مني حاجةً فنسيتَها = وأنا الذي أرضى قليلك نائلا

ما زرتني في العام إلا مرّةً = طيفاً شروداً، أو خيالاً ذاهلا

فلئن قنعتَ من الصدود بآجلٍ = إني لأطمعُ في لقائك عاجلا

ولئن قطعتَ إلى الفراق مراحلاً = إني لأقطعُ في الوصال مراحلا

لكنَّ دونَ الوصلِ منك مسافةً = للهجرِ لم تتركْ لِيَمٍ ساحلا

لو كان بالبأسِ التقاءُ أحبتي = ألفيتني ليثَ الكريهةِ باسلا

أو كان من دون التنائفِ قربُهمْ = أنضيتُ من نُجُبِ المطيِّ رواحلا

لكنَّما كُتِبَ الغرامُ فلا ترى = إلا كريما عاشقا أو جاهلا

هذا، وإنّ الجهلَ أولى نسبةً = مِنْ أنْ تظلَّ بها اللبيبَ الخاملا

ولقد دَلَوتُ مع الدليلِ بحجّتي = كالشمسِ نوراً، والنجومِ دلائلا

فإذا الذي بيّنتُهُ من ظاهرٍ = قد حالَ ليلاً كالدُجُنَّّةِ حائلا

هيهات قد أعْيَتْ علي مذاهبي = مذ صار حقّي في وصالك باطلا

ولقد خُتِلتُ عن النصير وإنما = يُصميكَ من يحميكَ سهماً خاتلا

ولقد خُدِعتُ عن الدموعِ لأنني = قَدَّرتُ كلَّ النائحاتِ ثواكلا

ما كنتُ أحسبُ قبلَ هذي أنّ مِنْ = بينِ القلوبِ جلامداً وجنادلا

أسفا على غدرِ الزمان وعَدْوِه = بل لَهْفَ قلبي إذ عَدَوتُكَ راحلا

إني سأرفعُ للعزيزِ ظُلامتي = إذ لم أجدْ في الناسِ بَرّاً عادلا

ولقد وقفتُ على الديار بأُخْرَةٍ = عَفَتِ الديارُ وكُنَّ قَبْلُ أواهلا

أبو يحيى

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 05:27 ص]ـ

ليهنك الشعر أبا يحيى

أصْغَرْتَ مني حاجةً فنسيتَها ... وأنا الذي أرضى قليلك نائلا

ما زرتني في العام إلا مرّةً ... طيفاً شروداً، أو خيالاً ذاهلا

لك كل الحق أن تعتب

لكنَّ دونَ الوصلِ منك مسافةً ... للهجرِ لم تتركْ لِيَمٍ ساحلا

هذا هو السهل الممتنع

معنى سهل قريب لكنه في صياغة شعرية ممتنعة لا تتأتى إلا لفحول الشعراء

وما هي بأول شوارد أبي يحيى

فلئن قنعتَ من الصدود بآجلٍ ... إني لأطمعُ في لقائك عاجلا

ولئن قطعتَ إلى الفراق مراحلاً ... إني لأقطعُ في الوصال مراحلا

تعادلت الكفتان

فحسن التقسيم ظاهر والمقابلة العادلة في المعنى واضحة

وأرى أنك لو جعلت قطع المراحل في وصالك مضاعفا لكان أدعى للحكم لك

ولقد دَلَوتُ مع الدليلِ

قد حالَ ليلاً كالدُجُنَّّةِ حائلا

شغف أبي يحيى بالبديع بديع

ولقد خُدِعتُ عن الدموعِ لأنني ... قَدَّرتُ كلَّ النائحاتِ ثواكلا

استدعاء رائع للتراث

ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة

إني سأرفعُ للعزيزِ ظُلامتي ... إذ لم أجدْ في الناسِ بَرّاً عادلا

ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم ..

فاحذر أن تدعو عليها

ومن عادة المحب أن يدعو لمحبوبه لا عليه

ولقد وقفتُ على الديار بأُخْرَةٍ ... عَفَتِ الديارُ وكُنَّ قَبْلُ أواهلا

خاتمة طللية تعيدنا إلى مرابع المقدمة

كأنك في دائرة شعرية محكمة لا يمكنك الخروج إلا بعد إعادة الكرة مرة بعد مرة

دمت مبدعا أبا يحيى

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 07:31 ص]ـ

ليهنك الشعر أبا يحيى

وليهنك النقد أبا سهيل

اقتباس:

أصْغَرْتَ مني حاجةً فنسيتَها ... وأنا الذي أرضى قليلك نائلا

ما زرتني في العام إلا مرّةً ... طيفاً شروداً، أو خيالاً ذاهلا

لك كل الحق أن تعتب

أليس كذلك:)

اقتباس:

لكنَّ دونَ الوصلِ منك مسافةً ... للهجرِ لم تتركْ لِيَمٍ ساحلا

هذا هو السهل الممتنع

معنى سهل قريب لكنه في صياغة شعرية ممتنعة لا تتأتى إلا لفحول الشعراء

وما هي بأول شوارد أبي يحيى

[ center] ماذا أقول يا أبا سهيل

جللتني بغمر ثنائك وغمرتني بجليل إطرائك؛ فجزيت عني خيرا

والأهم من ذلك هو اقتناصك السهل الممتنع لهذه الشاردة. دمت قناصا سهلا ممتنعا:)

اقتباس:

فلئن قنعتَ من الصدود بآجلٍ ... إني لأطمعُ في لقائك عاجلا

ولئن قطعتَ إلى الفراق مراحلاً ... إني لأقطعُ في الوصال مراحلا

تعادلت الكفتان

فحسن التقسيم ظاهر والمقابلة العادلة في المعنى واضحة

وأرى أنك لو جعلت قطع المراحل في وصالك مضاعفا لكان أدعى للحكم لك

إلا إذا اعتبرنا (أقطع) أفعل تفضيل. ما رأيك يا أبا سهيل:)

اقتباس:

ولقد دَلَوتُ مع الدليلِ

قد حالَ ليلاً كالدُجُنَّّةِ حائلا

شغف أبي يحيى بالبديع بديع

وهل يحسن الشعر بغير بديع!

اقتباس:

ولقد خُدِعتُ عن الدموعِ لأنني ... قَدَّرتُ كلَّ النائحاتِ ثواكلا

استدعاء رائع للتراث

ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة

بل الأروع منه استدعاؤك هذا حتى لفقت بين الشعر والنثر. قد أحسنت والله كثيرا وأجدت!

اقتباس:

إني سأرفعُ للعزيزِ ظُلامتي ... إذ لم أجدْ في الناسِ بَرّاً عادلا

ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم ..

فاحذر أن تدعو عليها

ومن عادة المحب أن يدعو لمحبوبه لا عليه

[ center] لا يا أبا سهيل! لا، وهداك الله!

تا الله لا يُدعى على الأحباب؛ بل على من فرق بين الأحباب. والله المستعان

اقتباس:

ولقد وقفتُ على الديار بأُخْرَةٍ ... عَفَتِ الديارُ وكُنَّ قَبْلُ أواهلا

خاتمة طللية تعيدنا إلى مرابع المقدمة

كأنك في دائرة شعرية محكمة لا يمكنك الخروج إلا بعد إعادة الكرة مرة بعد مرة

[ center] هذا ما يسمى في لعبة (الدومينو): القفلة، وفي الشطرنج: كش ملك. ولكنها أصبحت بالمقياس السهيلي: (الدائرة الشعرية المحكمة) التي تعود مرة بعد مرة

قد أصبحت بعدي مفكرا يا أبا سهيل؛ فأنى لك هذا:)

دمت مبدعا أبا يحيى

ودمت ناقدا أستاذا

يقولها أبو يحيى من جهة التلمذة، بعد أن شبّ أبو سهيل عن الطوق:)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير